مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إن من فوائد هذه المناسبة في مواجهة ذلك كله إحياء القضية في وجدان الأمة في مواجهة كل المساعي لا نساء الناس هذه القضية الرئيسية والمهمة.

إن من فوائد هذه المناسبة الخروج الكبير الذي يعبر عن ارتباط الأمة المستمر واستعدادها للتحرك. في هذا اليوم يخرج الملايين من أفواج شعوبنا المسلمة وأمتنا العزيزة، يخرجون بصوت واحد في موقف واحد، هو الموقف الذي يمثل التوجه الصحيح لأبناء الأمة، هو الموقف الذي يعبر عن هموم هذه الأمة، عن وحدة هذه الأمة، عن القضية الأساسية لهذه الأمة.

هذا الخروج المليوني في عدد كبير من شعوب أمتنا الإسلامية له أهميته، له دوره الكبير في تغيير الواقع وفي الحفاظ على هذه القضية المهمة، كذلك يحسب له الأعداء ألف حساب، وبالتأكيد لا يرتاحون له أبداً.

إن مما يجب أن نرسخه في أنفسنا جميعاً في هذا اليوم أن هذه القضية الكبيرة وهذا الصراع الرئيسي والمهم والكبير مع قوى الاستكبار وفي طليعتها إسرائيل وأمريكا أنه يجب أن ترتبط هذه القضية بمسار عملي شامل. هذا الخروج مهم لكن لا تنتهي المسألة بانتهاء هذا اليوم، ولا بالانتهاء من هذه المظاهرات وهذا التحرك الشعبي الكبير لا. يجب أن ترتبط المسألة بمسار عملي شامل حتى تصبح توجهاً يتجه إليه الجميع، وأساساً تبنى عليه السياسات وتبنى عليه المواقف، ويبنى عليه وعلى أساسه واقع الأمة بكلها حتى على المستوى الاقتصادي، وحتى على المستوى العلمي، وفي كل شئون الأمة، وهذا هو لمصلحة الأمة.

إن وجود تحدٍ كبير بهذا المستوى يمكن أن يمثل حافزاً مهماً في بناء الأمة لكي تكون بمستوى المسئولية، وبمستوى مواجهة هذه التحديات، هذا الخطر الذي يتجاوز بقعة فلسطين التي هي عزيزة وغالية ومقدسة وبارك الله فيها وفي ما حولها يتجاوزها إلى كل العالم الإسلامي، وإلى كل المنطقة العربية، ونحن كلنا نعلم ما تعمله إسرائيل على مستوى المنطقة بكلها بشكل مباشر وغير مباشر، بشكل جلي وبشكل خفي، وما عملته في السودان، وما عملته في سوريا، وهكذا تحاول أن تجعل المنطقة بكلها تحت رحمتها وتحت هيمنتها، بل تحاول أن تجعل الشعوب العربية والإسلامية كلها تحت أقدامها.

 

لذلك مثلما يتحرك العدو يجب أن تتحرك الأمة في كل الاتجاهات، في كل الاتجاهات، أولاً على مستوى الدعم المعنوي والمادي للمقاومة في فلسطين وفي لبنان، مع الحرص والعمل والسعي لأن يكون هناك تواصل مباشر بين الشعوب نفسها، ما بين الشعوب وما بين المقاومة حتى لا تسمح الشعوب باستمرار حالة العزل والحصار ومحاولة فرض القطيعة ما بين شعوب المنطقة وما بين الشعب الفلسطيني ومقاومته والمقاومة في لبنان التي ألحقت بالعدو الإسرائيلي أكبر هزيمة وقدمت أعظم درس للأمة أعاد لها الأمل وأعاد لها الثقة بالله وبنفسها.

لهذا التواصل.. إنه حينما يتحقق للشعوب نفسها التواصل المباشر والدعم المباشر للشعب الفلسطيني المظلوم ولمقاومته وللمقاومة في لبنان يمكن أن تتغير الأمور إلى حدٍ كبير. أيضاً العمل على تعزيز الشعور بالمسئولية لدى الجميع، لدى الجميع. كل فرد منا في مقام التكليف عليه أن يستشعر مسئوليته أنه يتحمل مسئولية تجاه مقدساته، تجاه أخوته وشعبه في فلسطين، تجاه أمته، تجاه خطر يطال ضرره الجميع بلا استثناء، بلا استثناء.

لا يتوقعن أحد أو يظنن أحد أو يتوهمن أحد أنه بمعزل عما يجري من نتائج سلبية وأضرار ومخاطر على أمته من حوله. كلما تعزز الشعور بالمسئولية لدى الجميع كلما دفع الجميع للتحرك، وكلما انطلق الجميع في الموقف المسئول الذي يترتب عليه النصر من الله والتأييد من الله وتغيير الواقع، وللأمة قوتها وطاقتها ولها مقومات الموقف المقومات المعنوية والمادية كلها متوفرة، إنما يجب أن تلتفت الأمة إليها وأن تهتم بها، وأن تعمل على تنميتها. ولا تصدق، لا تصدق الأمة كل الذين يحاولون أن يعززوا فيها اليأس، وأن يرسخوا فيها حالة الإحباط، وأن يدفعوها إلى الاستسلام، الذين يعملون على أن يقنعوا الأمة بأنها ضعيفة وعاجزة وليس باستطاعتها فعل شيء، ويحاولون إفقادها الأمل بالله سبحانه وتعالى.

أمتنا الإسلامية أمة لديها كل المقومات التي تحتاج إليها ليس فقط لدفع الخطر، بل لمستوى تحقيق النصر.

من الأشياء المهمة الاهتمام بالوعي، وما أحوجنا إلى الوعي، وما أحوجنا إلى البصيرة، وجزء كبير من اهتمام العدو ومساحة واسعة من أنشطته واهتماماته تصب في تزييف الوعي لدى أمتنا وشعوبنا، لذلك نحتاج إلى الوعي وأكثر من أي وقت مضى، الوعي الذي يساعد على إفشال مؤامرات الأعداء وكشفها وفضح الحاملين لها، والوعي الذي يساعد على بناء الأمة لتكون بمستوى المسئولية ومستوى المواجهة، والوعي الذي يحدد لنا الموقف الحكيم والصحيح الذي يجب أن نتبناه جميعاً.

من أهم الأشياء التي يجب أن ننادي بها في هذا اليوم العظيم والمشهود وجوب وضرورة العودة إلى القرآن الكريم، لقد تكبدت الأمة خسائر كبيرة على المستوى التربوي، على المستوى المعنوي، على المستوى العملي، نتيجة ابتعادها عن كثير من مفاهيم القرآن الكريم، يجب العودة إلى القرآن الكريم عودة واعية صادقة للاستفادة من عطاءه المعنوي، وهدايته الشاملة، ورؤاه الحكيمة؛ ولأن ذلك يحقق للأمة العودة الصادقة إلى الله العزيز الحكيم خير الناصرين.

أيضاً يجب على كل الأحرار والواعين والمؤمنين الذين يستشعرون المسئولية ويعون خطورة الوضع أن لا يرهنوا مواقفهم بمواقف المتخاذلين، لا يرهنوا مواقفهم بالأخرين، لا بالمتخاذلين ولا بالمتآمرين، بل يتحركوا بالاعتماد على الله والثقة بالله، وأن مساعيهم وخطواتهم وبالثبات والعمل وفق الرؤى الحكيمة البنَّاءة، وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى سيحالفها النصر والنجاح؛ لأنها هي التي يتطلبها الواقع وتفرضها الحاجة، وهي الحقيقة في مقابل الزيف، وهي الواقع في مقابل الوهم. وإن واجهوا الصعوبات والعراقيل فعظمة الحق تكمن في أنه ينتصر في مواجهة التحديات الكبيرة، وصدق الله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7)، ولا يبالوا بكل الذين تدفعهم أمريكا، أو يندفعون هم مع أمريكا لمواجهة كل موقف، وإسكات كل صوت، ولتزييف الوعي وتتويه الأمة، لا يكترثوا بهم، ولا يبالوا بهم، فلنواصل المشوار جميعاً في إطار مسئوليتنا التي ترضي الله وتشرفنا وتبني أمتنا وتدفع عنها المخاطر الكبرى، والعاقبة للمتقين.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من خطاب السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم القدس العالمي

بتاريخ
25/ رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر