مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بقلم / علي القحوم

أطل علينا سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله من على شاشة قناة المسيرة الفضائية عصر يوم الخميس ليلقي خطابا استثنائيا واستراتيجيا وتاريخيا شمل كل المجريات و الأحداث المحلية والدولية والإقليمية، لهذا لا نكتفي بالتحليل العام والمظهري بدون أن نخوض في حركة الجسد والإطلالة والكاريزما والبلاغة والفصاحة والشخصية والمناسبة للخطاب وتعتبر هذه من المرتكزات العلمية والمنهجية في تحليل الخطابات سيما وهناك أيضا مرتكزات أساسية في بنية الخطاب والمضامين والحيثيات منها عمودية وأفقية، وندخل بالتحليل في عمق الخطاب ونقرأ ما بين السطور، والجو العام الذي أتى فيه والدلالات والمعطيات التي تلقي بظلالها صوب الرسائل الواردة في الخطاب، في ظل المعمعة السياسية التي تشهدها اليمن والمنطقة، من التماهي في المشاريع الأجنبية والتباينات التي طرأت في الساحة العربية والإسلامية بالتوازي مع نشاط أعداء هذه الأمة، وفِي ظل المعترك السياسي والعسكري والإعلامي لتطبيع الوضع والأجواء والمناخات لبناء المشاريع التدميرية التي تفتت المنطقة وتشكل خطرا على العالم بكله، فإذا ابتدأنا بالحديث عن الشخصية فهي غنية عن الوصف والامتداح، فسماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله هو ذاك القائد الذي اتسم بروح العطاء والفداء والبذل والتضحية، وجسد كل القيم الإنسانية كيف لا وهو ذاك الذي إذا تحدث صمت الآخرون، وقوله الفصل وليس بالهزل فقوله يتبعه فعل وعمل، فهو يشارك شعبة المعاناة في السراء والضراء، ويألم لألمهم ويحزن لحزنهم لا يبحث عن المكاسب والمغانم، فهو قائد بحجم وطن وأمة، صدق مع شعبه فبادله الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق، حتى يقول قائل ويتسائل ما سر صمود هذا الشعب المنقطع النظير أمام اعتي التكالبات والتحالفات الدولية، والذي من خلال عدوانهم دمروا البلاد واهلكوا الحرث والنسل وحولوا اليمن إلى أطلال وركام متناثرة، هنا نقول سر هذا الصمود هي الإرادة العظيمة لهذا الشعب والوعي والبصيرة، والأثر الكبير للقيادة الحكيمة والشجاعة التي لها الدور الأبرز في إدارة الملفات السياسية والعسكرية والملفات الأخرى باقتدار وحكمة وشجاعة، وهؤلاء القادة هم من يصنعون التاريخ والمجد والعزة لهذه الأمة، وهو ذاك الخطيب البارع والماهر صاحب البلاغة والفصاحة وصاحب الشخصية الكاريزما الذي يحبه الشعب ويتفاعل مع توجيهاته، ويرتعد الأعداء حينما يرفع إصبعه ونبرة صوته لموقف مهم يستوقف الجميع لاستماع تحذيراته، وأنها ليست من باب الاستهلاك الإعلامي والسياسي وواقع التجربة اثبت ذلك.

 وبهذا أصبح كلام القائد محط اهتمام على المستوى الداخلي والخارجي، وهو بهذا قد تخطى الجغرافيا وسياج الحدود، والذي كان العدو ولازال يسعى من خلال عدوانه على اليمن أن يغرق هذا القائد في الداخل اليمني ويحاصره هناك، لان القلق كل القلق هو تخطي الجغرافيا والحدود، بالتزامن مع الغليان الموجود اليوم في المنطقة وتدحرج كرة النار إلى الاتجاه الذي لا يحمد عقباه الأمريكي ولا الإسرائيلي ويخشون منه لتنطلق بعدها صفارات الإنذار ورفع حالة الجهوزية ويحتضر ما يحتضر من خشية حدوث الزلزال الذي سيهز المنطقة وهم على إدراك ودراية بأنه سيحدث حتما، حينئذ تقلب فيه الموازين وتتغير الجغرافيا وتتشكل الخارطة من جديدة بإعادة رسمها بأيدي عربية وإسلامية ليس للهيمنة والوصاية الأجنبية فيها أي نصيب، لتقذف بعد ذلك دول الاستكبار إلى بعيد - البعيد وتقطع أياديهم وأذرعتهم في المنطقة، ويتم استئصال الغدة السرطانية الخبيثة المسماة إسرائيل التي زرعت في جسد الأمة العربية والإسلامية، فتخشى إسرائيل ما تخشاه من هذا اليوم الموعود الذي لا مناص منه، ومن هؤلاء القادة الذين يحملون مشاريع التحرر ويرفعون راية الإسلام المحمدي الأصيل.

في المقابل كانت الرسائل في الخطاب واضحة وكأن سماحة السيد حفظه الله تعمد في إيصالها بهكذا طريقة تكون واضحة وبدون تشفير لأن الأعداء كما هم من الغرور والكبر في إظهار أنهم غير معنيين وهذا الأسلوب يتناسب مع حالتهم الفوقية، هنا لابد من الدخول في عمق الخطاب وقراءة مابين السطور سيما وان سماحته ذكر المشكلة وشخص الحل، وسرد في الخطاب مجمل القضايا والتحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية، في ظل هذه المرحلة التي تواجه مؤامرات وفتن كبيرة، وتواجه مشاريع التمزيق والتجزئة وتقسيم - المقسم وتفكيك الوحدة العربية والإسلامية، ومحو الهوية الدينية وتمزيق النسيج الاجتماعي، واللعب بالورقة الطائفية والمذهبية والمناطقية، وإغراق الأمة في صراعات بينية لا لها أول ولا آخر، وحرف مسار البوصلة وتوجيه العداء إلى قلب هذه الأمة، من خلال المشروع الاستعماري الجديد ( القاعدة وداعش ) الذي صنعه اليهود، ويسعون من خلاله إلى فرض هيمنتهم على المنطقة ونهب ثرواتها وخيراتها، والشعوب غارقة في صراعات هم من يغذوها ويشعلون فتيلها، ومن ثم يأتون كمخلصين ومنقذين الأمة من الغرق والتيه، والصراعات الدامية تحت عنوان مكافحة ما أسموه محاربة الاٍرهاب، وما جرى ويجري في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ومصر ومناطق أخرى خير دليل على ذلك، وكان هذا مدخل للسيد حفظه الله في الخطاب للحديث عن العدو الحقيقي لهذه الأمة المتمثل في (أمريكا وإسرائيل) وأنهما الخطر الحقيقي، ولابد من توجيه البوصلة إلى مسارها الصحيح وتتحرك الشعوب بوعي وبصيرة معتمدة على كتاب الله القرآن الكريم كمنهاج يسيرون عليه ويهتدون به، ويرتبطون بأعلام الهدى ليتحركوا صفا واحدا لمواجهة هذه المشاريع وهذه المؤامرات، وما تحقق للشعب العراقي والسوري واللبناني واليمني من انتصارات على المد التكفيري واجتثاث المؤامرات، وتفتيت المشاريع الأمريكي ة كان جليا وعظيما يشهد بعظمة هذه الشعوب وعظمة هذه التحركات، وعلى الشعوب الأخرى أن تحتذي حذو هذه الشعوب وسترى الخلاص والفرج قريب بإذن الله، وما الحراك الشعبي الموجود اليوم في المملكة السعودية إلا دليل على الإدراك للخطر، وعلى الإجرام والتسلط الذي تمارسه أسرة آل سعود على الشعب السعودي، كما أن هذا النظام الظالم الذي جثم على صدر هذه الأمة بعمالته وارتهانه للأمريكي والإسرائيلي وانزلاقه في مشاريعهم وتنفيذ مؤامراتهم في المنطقة، فيعمل ما يعمل بإخلاص مع الأمريكي والإسرائيلي للعبث بأمن واستقرار المنطقة وتهيئة الشعوب للتقبل بالمحتل وترسيخ أقدامه، وكانت ارتدادات ذلك التحرك المشبوه إلى الداخل السعودي، ليعمل النظام الظالم ما يعمله بشعبه من ظلم وإجرام وتسلط وكبت للحريات، والعمل على تفكيك المجتمع السعودي والعمل على التمييز المناطقي والطائفي والمذهبي، ولهذا سماحة السيد بارك هذا الحراك الشعبي في السعودية وأعلن وقوفه معهم ومساعدته لهم، لأنه يدرك أهمية تحرك الشعوب ضد العملاء والطغاة والمجرمين وأنظمة العمالة والارتهان.

وفِي إطار الحديث عن العدوان والتكالب العالمي على بلدنا وشعبنا العزيز، أكد سماحته ما أكده منذ أول خطاب في بداية العدوان أن هذا العدوان سيحصد الخيبة والخسران، وعلى المعتدين أن يفهموا هذا ونحن اليوم على أعتاب العام الثالث من العدوان والعدو لم يحقق مبتغاه من عدوانه، وانه يخسر كثيرا- كثيرا وخسائره كبيرة ولم يستطع إخفائها، ولهذا مضيّه بغرور وتكبر في عدوانه الظالم على اليمن سيجر له الويلات والحسرات والندم والهلاك أيضا، لأنها السنة الإلهية الحتمية للطغاة والمجرمين على مر العصور والأزمنة.

وفِي الوقت نفسه أشاد بالصمود الشعبي الكبير والتحرك القبلي والشعبي جنبا إلى جنب مع قوات الأمن والجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان، ودعم الجبهات بالمال والرجال والقوافل الذي يجود بها هذا الشعب المعطاء والكريم والأبي، الذي يأبى الضيم وحياة الذل والاستكانة والاستسلام، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة هذا الشعب وعظمة إرادته وامتداده الأصيل للعروبة والإسلام، فكان في الماضي كما هو في الحاضر قاهر الغزاة والمحتلين وأرضه مقبرة لهم تحصد كل ما يأفكون، يواجه الشعب اليمني كل ما تمتلكه أمريكا وإسرائيل من تقنيات عسكرية متطورة بسلاح الإيمان والعزيمة والإرادة الصلبة، فلا مقارنة بينما يمتلكه الشعب والجيش اليمني من أسلحة وتقنيات، وما يمتلكه العدو فالفرق شاسعا جدا، وفوق هذا العدو فشل وأحبط على مدى هذه السنوات الثلاث من العدوان، فالزحوف بالمئات والغارات بالآلاف ولم يتحقق مآرب الغزاة والمحتلين، فصدت الزحوف وتكبد الأعداء خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فالآلاف من الآليات والدبابات والنقل العسكري للعدو قد دمر في الجبهات الداخلية والخارجية، وسقط عدد من الطائرات الحربية والمروحية والاستطلاعية، ودمرت عدد من البارجات الحربية والزوارق البحرية، وقتل وجرح الآلاف من الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم الذين استجلبوهم من أصقاع الأرض، وفِي الوقت الذي يظن العدو أنه قد استطاع بحصاره البحري والبري والجوي أن يضعف الشعب ويوهن من العزائم، ويشعل الحرب الاقتصادية والإعلامية والثقافية ويحاول إحياء النزعة المناطقية والطائفية والمذهبية، بالتزامن مع تصعيد عسكري في الجبهات العسكرية مع تحريك بعض الأبواق الإعلامية الداخلية لعمل ضجيج إعلامي، هدفه تشويه القوى الوطنية والشريفة التي تواجه العدوان وتضحي بما تضحي من اجل الدفاع عن الدين والوطن، وهذا كله يعمله الأعداء بعد فشلهم الذريع من أي تقدم يذكر وإشغال الشعب عما يقومون به من نهب ثروات الشعب من الغاز والنفط وبناء القواعد العسكرية، كما أن الهدف أيضا مما يعملوه في هذه المرحلة من اجل يحققوا أي تقدم ميداني، يجعل من العدو أن يستحكم على القرار السياسي، وإيجاد المبررات لتواجده العسكري ونهبه لثروات الشعب وخيرات البلاد، كما قدم سماحة السيد رسائل متعددة وواضحة لجمهورية مصر العربية مفادها إن أخوتكم في اليمن ليسوا خطرا عليكم أبدا، وان القوة البحرية اليمنية لا تشكل عليكم خطر فلا تشارك مصر بالبارجات في غزو الحديدة، فالخطر كل الخطر هو ممن احتل مكانتكم في القيادة والريادة، فالنظام السعودي احتل دوركم الكبير والريادي الذي كان لمصر شعبا وقيادة دورا بارزا في المنطقة و كان دورا مقبولا ومرحبا به، في الوقت الذي تحول إلى تابع لرغبات النظام السعودي تابع للدور السيئ والتدميري المنزلق في مستنقع العمالة والارتهان لأمريكا وإسرائيل ، هنا يؤكد سماحة السيد أنه إلى حد الآن دور مصر دوراً متزناً وعاقلاً، وأنها لربما تتطلع من جديد إلى استعادة مكانتها ودورها الريادي في المنطقة، أما الرسائل التي حرص سماحة السيد حفظه الله على إيصالها للنظام السعودي والإماراتي فكانت على شقين الأول: يا من تّدعون أنكم تخوضون حربا باسم العروبة على اليمن أرضا وإنسانا، وأنكم تحاربون إيران في اليمن وتريدون إعادة شرعية الهيمنة والوصاية من جديد، وأنكم تمتلكون مشروعا ظاهره العروبة وباطنه إسرائيل هذا كبيرا عليكم، فأنتم فقط مجرد أدوات قذرة تتحركون بكل إخلاص في مشروع أمريكا وإسرائيل الرامي إلى تفتيت اليمن والمنطقة برمتها، وما دوركم السيئ في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ومناطق أخرى خير دليل على عمالتكم وإخلاصكم للأمريكي، فأنتما نظامان تتسابقان لمن يرضي أمريكا ويفرح إسرائيل وهذا دوركم المناط بكم، آمنتم بحماية أمريكا حتى انتفش ريشكم وبات كبريائكم وغروركم إلى أن تعمدوا على قتل اليمنيين بصواريخ وقنابل محرمة دوليا بدون اعتبار، أو الالتفات لهذه الدماء الطاهرة التي تسقط في اليمن من خلال المجازر البشعة التي ترتكبها طائراتكم وقنابل أمريكا التدميرية، وفِي الشق الثاني من الرسائل:

عليكم أن تدركوا أن هنا شعبا وقيادة وجيشا جٌل همهم أن يدافعوا عن بلدهم وأن يحافظوا على سيادته من الغزو والاحتلال، فغروركم هذا جعل منكم أن تستهينوا بقدرات الجيش وإرادة هذا الشعب العظيم، وظننتم أنكم بأيام وستكون اليمن خاضعة لكم وتعود كما كانت حديقة خلفية، وهي في الواقع لم تكن كذلك بل كانت مزبلة ترمى فيها نفاياتكم وقاذوراتكم، وبعد ثلاثة أعوام من الصمود والثبات والقوة والاستبسال، تفاجأتم وأدركتم أن اليمن لم تكن لقمة صائغة من السهل ابتلاعها، وهذا لم يكن في الحسبان وخابت أحلامكم، وظننتم أن اليمن فيه جيش منقسم وشعب منقسم ومن السهل اللعب على المتناقضات، وإحياء النعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية وأنكم ومن خلال إعلان عاصفتكم سيرتعد اليمانيون، ويأتون خاضعين وأذلاء رافعين راية الاستسلام كما هو حالكم ومعرفتكم بنوعية من المرتزقة والمتسولين اليمنيين، ظننتم ان هؤلاء هم اليمنيون وان الشعب كله هكذا فقير ومحتاج وأنه إذا ازداد عليه الخناق وفرضت عليه حربا اقتصادية قاسية فانه حتما سيأتي إلينا راكعا وذليلا، وفوق هذا سولت لكم أنفسكم أن تزيدوا هذا الشعب فقرا إلى فقره ومعاناة إلى معاناته من خلال الاستحواذ على مقدراته وثرواته من الغاز والبترول، وبعدها يتحول الشعب كل الشعب إلى متسول يبحث عن لقمة العيش، وترون فيه من يكون عبدا لكم وتجدون مرتزقة طائعين يأتمرون بأمركم ويسعون إلى إرضائكم، فيتحول من عبد للإماراتي والسعودي وهم عبيد للأمريكان يعني عبد لعبد أمريكا وإسرائيل، وهذا حال بعض من كان عبدا من القرون الماضية أما الشرفاء والأحرار لم يقبلوا بذلك، وتحركوا بكل جد جنبا إلى جنب مع القوى الأمنية والعسكرية للدفاع عن السيادة والهوية والدين والأرض والعرض، وعّرفوا أولئك من هو اليمني الذي لم يكل ولم يمل ولم توهن عزيمته في مقارعة الغزاة والمحتلين، وباتت الصحاري والوديان والسهول والهضاب مقابر للمعتدين، وقد تجلت عظمة اليمانيون وإرادتهم العظيمة خلال ثلاث سنوات من الحصار والعدوان والتكالب الذي لم يحصل مثله في التاريخ، كما أكد سماحته أننا لسنا غافلين عما تعمله الإمارات في المحافظات الجنوبية من أعمال بشعة بحق أبناء الشعب اليمني هناك من سجن وتعذيب لإعداد كبيرة من المواطنين، واقتحام المنازل وقتل الأبرياء وتصفية الأسرى وان إجرامها لايقل عما تقوم به عناصر الإجرام من القاعدة وداعش من قتل وذبح وتمثيل بالجثث والسحل والصلب وقطع الرؤوس، فهذه الجرائم الفظيعة تجعلنا على يقين في موقفنا لمواجهة الغزاة والمحتلين، فالمحتل عندما تطأ قدمه أي ارض ترى الاختلالات الأمنية والتفجيرات والمفخخات، والقهر والذل للناس وإشعال الحرائق من اجل ترسيخ وجوده وتثبيت أقدامه، ولهذا علينا لزاما وأمام إجرام الإمارات في الجنوب وبقية المحافظات أن نقصفها بالصواريخ الباليستية ولا نستثني اي هدف استراتيجي وهام هناك، وفِي الإطار نفسه حرص سماحة السيد أن يوصل لأمريكا وإسرائيل رسائل أكثر وضوحا وكانت على ثلاثة اتجاهات:

 الأول: أنكم أعلنتم من واشنطن عدوان على اليمن من أجل عودة شرعيتكم التي رفضها الشعب، وأغلق الأبواب أمامها وسعى إلى استقلال قراره السياسي من خلال ثورة 21 سبتمبر الذي كانت ثورة شعبية شارك فيها جميع أبناء الشعب، وليس لا أي أحد حق أن يتحسس لإحياء ذكرى انتصارها، لأنها ثورة مجيدة جسدت الحرية وأصلحت النظام الجمهوري المختل وبات مجسدا اليوم في صنعاء من خلال الرئيس صالح الصماد والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ، ومن يدعون أنهم يحافظون على الجمهورية وهم لا يأتمرون لا بأمر ضباط من الاستخبارات السعودية والإماراتية أو من الملك، فهؤلاء ليسوا جمهوريين فقط يكتفى على أن نطلق عليهم ( جملوكيين) لأنهم تابعين للتابعين، وأنهم جسدوا مصطلح التبعية والارتهان بكل معناها الحقيقي، حيث كان وضع حكومة المبادرة قبل الثورة تخضع لما يخرج به سفراء الدول العشر، وعلى رأسهم الأمريكي صاحب القول الفصل وأنهم فوق هادي وفوق الحكومة، وما صدر منهم من توجيهات التزموا بها وهذا ليس نظام جمهوري، ولم نرى تحسس من ذلك كان الأمر طبيعي الأمريكي يوجه والكل يلتزم وينفذ حتى في تغيير المناهج تم تغييرها في السنوات الماضية بتوجيه من السفير الأمريكي ، والحكومة التزمت ونفذت وأنفقت السفارة أمولا من اجل ذلك، وهذا واقع ولم نرى تحسس بل اعتبرها البعض حكمة وسياسة ودغدغة لمشاعر أمريكا هكذا كانت الجمهورية وهكذا كانوا الجمهوريين، وأمام ماحصل فالشعب اليمني لم يعد مستعدا لان يقبل بالوصاية والتبعية من جديد فالأبواب مغلقة والتضحيات الجسيمة والدماء الطاهرة التي سقطت من اجل ذلك لايمكن أن تسمح بالتبعية والارتهان، فقد ضحى الشعب تضحيات كبيرة ولايمكن العودة إلى الماضي على الإطلاق وعلى الأمريكان أن يفهموا ذلك.

الاتجاه الثاني: رغم عدوانكم على اليمن أرضا وإنسانا وحصاركم المفروض برا وبحرا وجوًا، فأننا بفضل الله بخير ولدينا القدرة لان نواجهكم حتى يوم القيامة جيلا بعد جيل، انظروا إلى الصناعات العسكرية وانظروا إلى ما وصل به الحال بالقدرات العسكرية اليمنية من التطور والإبداع، فلا حصاركم اثر على صمودنا ولا عدوانكم اوهن عزائمنا ولا طائراتكم وقنابلكم الفتاكة أخفتنا، فحرص سماحة السيد حفظة الله على أن يتحدث عن القدرات والصناعات العسكرية والتي كانت رسالة واضحة للأمريكان ولإسرائيل ، أننا اليوم بفضل الله وفضل وعي الشعب وقوة ورباطة جأش جيشنا ولجاننا الشعبية والقوى الأمنية، قد وصلنا إلى مستوى كبير من الصناعات العسكرية، ولدينا مراكز أبحاث ولدينا الخبرات ولدينا العزيمة ولدينا الإرادة لامتلاك سلاح كاسر للتوازن ونتفوق في معادلة الرد والردع، ونصل إلى مستوى قدراتكم الفائقة والمتطورة، فعلى مستوى المدفعية والقناصات من العيار الثقيل هناك صناعات محلية، وقد جربت ونزلت ساحة المعركة وأثبتت جدوائيتها، وكذلك الطائرات المسيرة هناك تطور مُلفت فيها وقد أسدل الستار عن العديد منها، والبعض ستخرج إلى ساحات المعركة قريبا جدا ومهامها استطلاعية وقتالية، وقد حلقت عدد منها مئات الكيلوهات داخل السعودية، وسنشهد في المرحلة المقبلة عمليات قصف لهذه الطائرات على أهداف عسكرية مرصودة وهذا تفوق كبير والحمدلله، كذلك تطوير وتصنيع الصواريخ البالستية التي وصل اليوم مداها إلى أكثر من ألف كيلو إلى ما بعد ما بعد الرياض وصل إلى منطقة ينبع النفطية في السعودية، كذلك القوة الصاروخية جربت مؤخرا صاروخا باليستي على أبو ظبي في الإمارات وهناك عمل دؤوب على أن تتطور الصواريخ وتطال كل الأهداف الحساسة والمهمة في السعودية والإمارات، وأن تتعزز هذه القدرات إن شاء الله وأن تحظى يوما ما بالزخم حتى يكون القصف المكثف بهذه الصواريخ ذات المديات البعيدة وتصل إلى أهداف أكثر أهمية في عمق دول العدوان، وبالتالي هناك عمل دؤوب لتطوير منظومات الدفاع الجوي وهناك عمل جاري لتطويرها، لكي تتصدى للطائرات الحديثة ومواجهة القدرات الأمريكي ة المتطورة و الحديثة، وانه كفى استباحة للأجواء اليمنية، لينتهي بذلك مرحلة أن تصول الطائرات الحربية والاستطلاعية الأمريكي ة والطائرات الأخرى في الأجواء اليمنية، وبشكل آمن وبدون قلق أو خوف هذه انتهت وسنرى بإذن الله فعالية هذه المنظومة عما قريب، كذلك القوة البحرية أصبحت أكثر تطورا وأيما تطور نوعي بكل المقاييس، حتى أنها أصبحت أفضل من بعض الدول التي لم تستطع إلى حد الآن أن تصل إلى ما وصلت إليه القوة البحرية اليمنية، حيث تمتلك قدرات قوية ومهمة وفاعله ولها الفضل الكبير في إحباط مخطط غزو الحديدة، حيث استهدفت عدد من البوارج والزوارق الحربية ولها قدرة إلى أن تصل إلى الضفة الأخرى للبحر الأحمر وكذلك موانئ النظام السعودي ودوّل العدوان، كما آمل سماحة السيد حفظة الله أن تصل قدرة القوة البحرية إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، لنكون في اي معركة قادمة مع إسرائيل بالمستوى الذي يمكننا أن شاء الله من القيام بأي عمل نناصر فيه الشعب الفلسطيني أو أي شعب من بلدان امتنا العربية والإسلامية.

الاتجاه الثالث والأهم: حرص سماحة السيد حفظة الله أن يقول للأمريكان والصهاينة و أدواتهم القذرة من الأنظمة اللا عربية أي تصعيد من قبلكم، وأي محاولة لغزو الحديدة فان تكلفت ذلك كبيرة عليكم، ولكم عبرة بما جرى طيلة ثلاث سنوات من العدوان، فاعتبروا وإلا فالتصعيد سيقابله تصعيد وسنقدم على خطوات لم نقدم عليها من قبل، وستكون مؤلمه وستخسرون كما خسرتم منذ البداية، فقال سماحته للشعب اليمني أرفدوا الجبهات بالرجال والمال، وحافظوا على الاستقرار السياسي والجيش واللجان الشعبية سيقومون بعملهم، والقوة الصاروخية تكون على أهبة الاستعداد، وتعلن أن الإمارات منطقة غير أمنه وان صواريخنا ستطال كل أهداف مهمة واستراتيجية في الإمارات وكذلك في السعودية ومناطق أخرى وبشكل مكثف، ونصح سماحة السيد الدول والشركات التجارية في الإمارات وعليها أن تدرك أنها غير آمنه، وكذلك القوة البحرية ستستهدف البوارج الحربية والزوارق ولم تكتفي بذلك، فسوف تستهدف السفن التجارية السعودية وأي سفن تتبع دول العدوان، فعلى مصر أن لا تتورط وان تنأى بنفسها، وتعود إلى مكانها ودورها المحوري في المنطقة بدلا من التبعية للنظام السعودي والإماراتي وستستهدف القوة البحرية موانئ السعودية، أيضا سنرى فعالية دور الطائرات المسيرة في مهام الاستطلاع، وعمليات القصف للأهداف المرصودة الهامة والاستراتيجية، وكذلك فعالية منظومة الدفاع الجوي التي ستتصدى للطائرات الحديثة والقدرات الأمريكية المتطورة والحديثة، وأن الشعب اليمني بجيشه ولجانه الشعبية جاهز بفضل الله لمواجهة أي حماقات تقدم عليها أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في المنطقة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر