عبدالفتاح حيدرة
بعد ثلاثة ألف يوم من العدوان والحصار على اليمن، تجعل الفطرة السليمة ، أو قل الحكمة والرشد الإنسان السوي الذي لم ولن ولا يتأثر بإتباع خطوات الشيطان الرجيم، او بمعنى أدق تعاليم ومعايير الديمقراطية الامريكية الزائفه ، يميل إلى أن يكون محكوما بتعاملات وممارسات وتصرفات قيم واخلاق العزة والشرف والكرامة ، أخير له من أن يكون حاكما مرتهنا وتابعا ذليلا لسياسات الذل والهوان ، نتيجة تأثرة بثقافة وسياسة سلطة الديمقراطية الامريكية المزيفه ، التي تدفع بالإنسان للنزوع إلى السيطرة بالظلم والعدوان والفساد والافساد ، وتسمين عجل شهوة الغريزة السلطوية الظالمة، والهوس بالشهرة بامتلاك القوة والثروة ، وهذة النزعات تكفي لجعل البعض يقدم ذلك على كل مشاريع إمتلاك الحرية والاستقلال وإمتلاك العزة والكرامة، وإمتلاك الغذاء والدواء ، وإمتلاك العلم والوعي ، وإمتلاك الأخلاق والقيم الشريفة العليا والسامية..
من هذا الركن القصي أطالب بقليل من الإيجابية لدى سلطة صنعاء ، وخاصة مع المثقفين و الإعلاميين السياسيين ، قليل من الإيجابية هذه سوف تعالج لكم كافة أمراض وسلبيات اليمن من خبث تعاليم وثقافة مشاريع الديمقراطية الامريكية اللعينة ، الخبث الذي نراه اليوم واضحا في كافة المحافظات اليمنية التي ترزح تحت الإحتلال والارتزاق والخيانة والعمالة ، تلك المحافظات التي لا يوجد فيها عند المثقفين والاعلاميين السياسيين ثقافة التعامل الإيجابي السوي مع المواقف والقضايا الكبرى ، أما إستمرار الكثير من السلبية وتضخيم التعامل السلبي مع من يستطيع أن يوضح للناس تضليل وزيف وفشل كل من يتبع امريكا وديمقراطية امريكا الوسخة ، لن يؤدي إلا إلى إستمرار تسمين عجول التجهيل وتكوين الكتل الموحدة التي تواجة قوة و ثورة التحرر والاستقلال الوحيدة في اليمن..
قليل من الإيجابية يا صنعاء ، لأنك الأجدر والاصلح والأفضل والأحق باليمن كلها ، قليلا من الإيجابية بدلا من الاهتمام الذاتي بسلبيات استعراض إمكانيات مشاريع اعلامية و فكرية وسياسية زائفة ، نعلم جميعا انها تعيد الكل في كل مرة إلى مربع المشروع الامريكي رقم واحد في المنطقة ، مربع تعاليم حب الشهوات والتمسك بسلطة الديمقراطية الامريكية الزائفه ، اليوم يا صنعاء حتى البديهيات أصبحت تحتاج لمن يعيد تعريفها والدفاع عنها ، لقد إمتلأت الساحة بالمدعين وأنصاف المثقفين و الإعلاميين و السياسيين الذين يستخدمون مصطلحات ثقافة الديمقراطية الامريكية في غير مواقعها الصحيحة ، وللأسف يستدرجون وراءهم البسطاء والجهلاء والغوغاء ، وأصبح واجبا علينا كلنا ، و بلا استثناء او إقصاء ، أن نحارب كل معارك الماضي و الاهتمام بمعارك المستقبل..
طبعا في هذا الجانب يحلو للبعض التنكر في ثوب الضحية ، برغم أنهم الجناة ، حتى أصبح الصمت بوعي و عدم رد الأذى بالأذى في العلاقات الإنسانية ومعاملات الاذلال وتصرفات النكران، و سياسات التجويع ، أشد وقعا وألما من المواجهات والمصارحات الاعلامية التي يفرح بها العدو وصبيانه وأدواته ، اليوم صفحات الفيسبوك يمكن إستخدامها لتنوير وتثوير ابناء المحافظات المحتله ، وليس لتبوير عقول البسطاء ومداعبة غرائزهم ، بنشر أخبار الفساد و إذلال وإهانة العدو وأدواته لهم ، او نشر حوادث القتل و الاغتصاب ، او تسريب حكايات اللصوص والفاسدين من الخونة والعملاء ، او إثارة مشاعر التعصب المناطقي والمذهبي..
اليوم يا صنعاء كل مشاريع دول تحالف العدوان والحصار الامريكي تعلن هزائهما في العالم كله ، واذا لم يكن الوعي والاعلام والثقافة تعمل على نشر وعي وإعلام وثقافة صمود وتحدي وثبات قيادة وشعب وانصار وجيش اليمن، وانه لولا صمودهم وأنهم السبب في استمرار سقوط وفشل و هزائم مشاريع الديمقراطية الامريكية الزائفه في العالم كله ، سوف يعمل العدو الامريكي وأدواته القذرة ليحصلوا على انتصار بديل في اليمن ، سوف يعملوا على تزييف وعى شعبكم وجماهيركم ، وصرفهم عن هدفهم الصحيح والحقيقي في معرفة مشاريع عدوهم ومواجهتها بإلهاءات التشفي الرخيصة فيما بينهم..