فإذًا، مَعلَمٌ رئيسي، ومبدأٌ أساسيٌ في هذا الإسلام، أكَّد عليه القرآن الكريم، وهو من أول مضامين الشهادة الرئيسية في الإسلام، التي يدخل بها الإنسان في الإسلام (أشهد أن لا إله إلا الله)، وتجلى ذلك في سلوك وممارسات وحركة الرسول -صلى الله وعلى آله وسلم- بالإسلام، هو هذا المبدأ: الكفر بالطاغوت، التحرر من سيطرة الطاغوت، الاستقلال بكل ما تعنيه الكلمة، الاستقلال الثقافي، والفكري والعملي، الاستقلال في مسيرة الحياة، فيما تقوم عليه من مبادئ وقيم وأخلاق وتشريعات، الاستقلال الكلي عن التبعية لكل قوى الطاغوت وقوى الاستكبار والقوى الظلامية التي تسير على اتجاهات باطلة في هذه الحياة.
نحن نقول: هذا من أهم وأعظم وأكبر ما نحتاج إلى ترسيخه بشكل كبير؛ لأن الحديث عنه حديث واسع، لا تتسع له محاضرة، ولكن بشكل عام مسؤولية الجميع من مثقفين، من علماء، من نخب، مسؤولية الجميع حتى على مستوى التواصي بالحق ترسيخ هذا المبدأ، وأن يكون معيارًا لسلامة السير والاتجاه، لتحديد الاتجاه، الاتجاه المتخلص من سيطرة الطاغوت، ومن التبعية بشكلٍ تام، والقائم على أساس الاقتداء بالرسول من موقعه في القدوة والقيادة، والتمسك بالقرآن كمنهج في هذه الحياة، هو الاتجاه الصحيح الذي يعبِّر حقيقةً عن الإسلام.
الاتجاهات التي نراها اليوم حاضرة في ساحتنا العربية والإسلامية بشكل كبير تُقدِّم نفسها باسم الإسلام، ونراها بوضوح في حالة من التبعية العمياء لقوى الطاغوت والاستكبار، لأمريكا وإسرائيل، لنع جيدًا، ولندرك بشكلٍ تام أنها قوى زيف، أنها تمثِّل الزيف، ولا تمثِّل الحقيقة، تمثِّل الزيف فقط، ولا تعبِّر عن حقيقة الإسلام في مبادئه وأخلاقه، وهي حوَّلت الإسلام إلى طقوس وشكليات بترتها عن سياقها، وفصلتها عن أساسها، وحالت بينها وبين ثمرتها، وطوَّعتها للاستغلال في واقع الحياة، وجعلت منها وسيلة للاستغلال والخداع، هذا الذي هو حاصل، كما هو حال النظام السعودي، والقوى التكفيرية، والقوى الظلامية بكل أشكالها وأنواعها، من: المنافقين، والضالين، والمبطلين، والفاسدين، المشوهين للإسلام.
ثم من يسعى إلى التحرر، من ينجذب لعنوانٍ كهذا، ليع جيدًا أنه لا تحرر بما تعنيه الكلمة، ولا استقلال عن التبعية- بما تعنيه الكلمة- لأمتنا الإسلامية إلَّا بالاستقامة على نهج الله، والاقتداء والتمسك برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، من خلال الاهتداء بالقرآن والاقتداء بالرسول، هذا الذي يحقق استقلالًا فعليًا، أما أن يتجه الإنسان نحو الشرق أو نحو الغرب، ليقلد، أو يحذو حذو هذا الطرف أو ذاك في بعضٍ من العناوين، ثم يتجه على أساسٍ باطل في هذه الحياة، لن يصل إلى نتيجة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 1 –1.