هذا العدوانُ في أَهْـدَافِه الخطيرة، التي لا أخطرَ منها، ولا أسوأَ منها، لو لم يكن منها إلا سلْبُ الحرية، وسلب الاستقلال وسلب الكرامة، وفي ممارساته الإجرامية الفظيعة، بكل ما يفعله، ومعلوم لدينا جميعاً ما يفعله، وموثق ومشاهد ما يفعله من جرائم فظيعة، من قتله للآلاف المؤلفة، من الأطفال والنساء، من كُلّ جرائمه المتنوعة ضد هذا البلد وضد هذا الشعب، وهو يستهدفُ حتّى مقابرَ الموتى، وهو يستهدفُ حتى القلاع التأريخية والآثار، وهو يستهدفُ الأحياءَ في كُلّ منشآت الحياة، وفي كُلّ ما له صلةٌ بالحياة، في الأسواق والمساجد والطُّـرُقات والمستشفيات، ويستهدفُ حتى الحيوانات، يستهدفُ حتى الثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام، ما بالك بالبشر، يستهدفُ كُلَّ شيء في هذا البلد، لم يرعَ حُرمةً لأي شيء، ولا استثناء عندَه لأي شيء، أَهْـدَافٌ شيطانية، ومآربُ شيطانية، وممارساتٌ إجرامية، وفظيعة، ومهما حاولت ماكينتُه الإعلامية وأبواقه الكذابة والمنافقة أن تخادع وأن تبرر، فأشلاء ودماء الآلاف المؤلفة من أطفالنا ونسائنا تفضحهم، ومشاهدُ التدمير الفظيع لكل منشآت الحياة تفضحهم، وتكشف زيفهم وخداعهم، وتكشف حقيقتهم، هذا العدوان بهذه الأَهْـدَاف وهذه الممارسات، ولصالح من ولأجل من؟ ليس إلا لصالح أَمريكا، النظام السعودي الذي تولى كبره، هذا العدوان نتساءل دَائماً ما هو مشروعه؟ ما هي أَهْـدَافه؟ ما الذي يسعى لتحقيقه في هذه المنطقة؟ ما هي أسبابُ عداواته في شعب كالشعب اليمني، ولشعوب أُخْــرَى في المنطقة، شعوب مهمة وشعوب كبيرة، شعوب لها هويتها العربية، ولها انتماؤها الإسلامي، ما هو السببُ في عداواته؟ ارصدوا كُلّ النشاط السعودي العدائي، ستجدونه يصب دَائماً في اتجاهين: الأول معاداة كُلّ من يعادي إسرائيل ويناهض مشاريع الهيمنة الأَمريكية، والمُخَطّـطات الأَمريكية الخطيرة على المنطقة، هذا أولهما.
ثانياً: يسعى بكل جُهد ويُنفق المليارات من الأموال ويشتغل في الليل والنهار لصالح بعثرة هذه الشعوب وتفريقها، وتفكيك بلدان المنطقة، كما يفعله في ليبيا، ويفعله في بلدان أُخْــرَى، لم يكن قلقه فيها أَوْ همه فيها أَوْ الدافع له إلى استهدافها أن مشاريعَ مناهضةً لإسرائيل وَللهيمنة الأَمريكية قائمة فيها، لا ليس لهذا الاعتبار، حتى لو كان هناك بلدٌ، لا يوجدُ فيه أيُّ نشاط فاعل وبارز ضد الهيمنة الأَمريكية ومعاداة إسرائيل سيكون هدفاً للنظام السعودي، لمؤامراته، وسيتحَـرّك فيه بمثل ما تحَـرّك في ليبيا، وبمثل ما يتحَـرّك في بلدان أُخْــرَى، فكل نشاطه العدائي هو في هذين الاتجاهين، إما أن يصب كُلّ غضبه وكل حقده وأن يتحَـرّك بكل مؤامراته ضد أية قوى، دولة أَوْ شعب أَوْ مكون في أي بلد له هذا الموقف، الموقف الذي هو موقف حق، وموقف مشروع، وموقف تفرضه المسؤولية والهوية والانتماء، وحتى القومية، وهو شرعي بكل الاعتبارات، المعاداة لإسرائيل بكل ما تفعله إسرائيل، باحتلالها لفلسطين، باغتصابها للمقدسات، بخطورتها في المنطقة، على المنطقة بكلها، وعلى شعوب وبلدان المنطقة بكلها، من يعادي إسرائيل يرى فيه النظام السعودي عدوا له، من يناهض الهيمنة الأَمريكية وَالمؤامرات الأَمريكية على المنطقة، وعلى شعوب المنطقة يرى فيه النظام السعودي عدوا له، ويسعى لاستهدافه بكل ما أوتي من قوة، ثم هو يشتغل شغله المعروف في كُلّ بلدان المنطقة، الدور السلبي والدور التخريبي الواضح والمكشوف.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في خطابٍ بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد/1438هـ: