أنا في هذا المقام أوجه النصح لكل الدول التي يسعى الأمريكي إلى توريطها، بأن لا تورط نفسها، وألَّا تضحي بمصالحها، وألَّا تخسر أمن ملاحتها البحرية خدمةً للعدو الصهيوني، من أجل ماذا تخدمون العدو الصهيوني؟ من أجل ماذا تساندون جرائمه لقتل آلاف الأطفال والنساء في غزة؟
أمَّا على مستوى موقفنا نحن، فالتحرك الأمريكي الأخير، الذي يسعى فيه أيضاً لتوريط بعض الدول، ويهدد، ويتوعد، لن يثنينا نهائياً عن موقفنا الثابت، والمبدئي، والأخلاقي، والإيماني، الذي أعلنَّاه منذ البداية، ومنذ أعلنَّا هذا الموقف نحن نعرف مدى انزعاج الأمريكي منه، ومدى جنون الإسرائيلي منه، ونحن مرتاحون جداً؛ لأن هذا موقف مؤثر، ومن المعايير التي تبيّن مدى تأثير هذا الموقف هو: مدى الانزعاج الإسرائيلي والأمريكي، لو كان موقفاً لا تأثير له، لا قيمة له، لما صاح منه الإسرائيلي، ولما أعلن تضرره منه، ولما احتل مساحه حتى في الإعلام الإسرائيلي، في الحديث عن هذا الموقف، عن الأضرار الناتجة عنه، عن خطورته، عن أهميته، عن مستوى تأثيره، وكذلك الانزعاج الأمريكي منذ البداية، والتحرك الأمريكي ليس جديداً، منذ اليوم الأول حرَّكوا بارجاتهم، وحرَّكوا حاملات الطائرات، وتحركوا بكل إمكاناتهم، ولكنه الآن يسعى لتوريط الآخرين معه، وللتصعيد أكثر.
فيما إذا كان لدى الأمريكي توجه أن يُصَعِّد أكثر، وأن يُوَرِّط نفسه أكثر، أو أن يرتكب حماقة، بالاستهداف لبلدنا، أو بالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيرة، وعملياتنا العسكرية، نحن لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب نأبى الضيم، نتوكل على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، نحن لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي، ولا حتى إذا أراد الأمريكي أن يدخل في حربٍ مباشرة، وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا، لسنا ممن يتراجع عن مواقفه لأجل ذلك، ولسنا ممن يخنع، أو يخضع، أو يستسلم من أجل ذلك، نحن عانينا في كل السنوات الماضية الأَمَرِّين، من الحروب التي شنها علينا الأمريكي عبر عملائه، أنظمة في المنطقة سَلَّطَهَا وَحَرَّكَهَا للعدوان علينا، قوى تكفيرية حرَّكها للحرب علينا، والعدوان علينا، واستنزافنا، وقتالنا، ارتُكِب بحق شعبنا أبشع الجرائم: جرائم القتل للأطفال والنساء، التدمير الشامل، الحصار الشامل، والمواجهات الاستنزافية الكبيرة جداً، وأحب الأمور إلينا، وما نأمله، وما نتمناه، وكنا نتمناه منذ اليوم الأول: أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي، ولا أن يحاربنا الأمريكي عبر عملائه، عملائه الذين يقاتلون من أجله، ولتحقيق أجندته، ويدفعون له- في نفس الوقت- المال، ويقدمون له المال ليس فقط مقابل السلاح، حتى مقابل الموقف السياسي، الموقف الإعلامي، الخطة، الإدارة، المعلومة... كل شيء بماله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر المستجدات في فلسطين
الأربعاء 7 جماد الآخر 1445هـ 20 ديسمبر 2023م