مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإنسان بنفسه ومفرده لا يستطيع أن يرسم لنفسه منهجاً للهداية في الحياة يسير عليه, ويعتقد أنّه من المهتدين, لأنّ الهداية مرتبطة بأعلام الهدى الذين يختارهم الله للأمّة, وموضوع الأعلام, والقدوات, والهداة هو مرتبط بالله سبحانه وتعالى, لأنّ قضية الأعلام تقوم على مبدأ الكمال, وإذا ارتبطنا بالله على أساس مبدأ الكمال فهو من سيختار لنا القادة والأعلام الكاملين, يقول السيد: (فمن هنا نعرف كطلاب علم، ونعرف كمسلمين بصورة عامة أنه لا يمكن أن تتصور بأن بإستطاعتك أنت شخصياً أن ترسم لك منهجاً وتسميه هداية من جهة نفسك, وتنطلق عليه وتظن أنك ستهتدي إذا لم ترتبط بأعلام للهدى، لا بد من الارتباط بأعلام للهدى تتولاهم وتذوب في شخصياتهم.

وهم بالطبع من يضعهم الله أعلاماً لأمته.. إنما يضعهم كاملين ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ [القصص: من الآية 68] هو الذي يختار وليس لنا نحن أن نختار، هو الذي إذا آمنا بهذا المبدأ - مبدأ الكمال فارتبطنا بالله الكامل الكمال المطلق وارتبطنا برسوله الذي اصطفاه واختاره فأصبح كاملاً وارتبطنا على وفق هذا النهج بالكامل - فالله سبحانه وتعالى هو الذي سيقدم لنا الكامل بدأً من علي (عليه السلام)) سورة المائدة الدرس الثاني.

مبدأ الكمال مبدأ مهمٌ جدّاً لا يخضع لأيّ مقاييس واعتبارات شخصيّة، بل هو مرتبط بالله الكامل, فإذا وثقنا بالله سبحانه وتعالى وبرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فإنّ الله سبحانه وتعالى هو من سيضع لنا قادةً أعلاماً كاملين كما كان الإمام علي (عليه السلام), يقول السيد: (حتى مقاييس الكمال هي دقيقة جداً جداً، ليس حتى في صلاحيتي أنا أن أقول: إذاً الكمال هو كذا كذا كذا.. إلى آخره، سيأتي آخرون يقولون: لا، الكمال كذا هو كذا وكذا.. الخ، نثق بالله ونثق برسوله ثم نمشي على ما يهدينا إليه، والله سبحانه وتعالى هو من سيضع لأمته أعلاماً يختارهم ويؤهلهم ليكونوا جديرين بهداية الأمة وجديرين بقيادتها، ألم يكن علي (عليه السلام) هو الرمز الواحد من بين كل تلك المجاميع الكثيرة التي كانت تقف أمام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فبرز هو علماً حتى أصبح كل شخص من أولئك ملزماً بأن يتمسك بذلك العَلَم ويتولاه ويهتدي بهديه ويسير على نهجه) سورة المائدة الدرس الثاني.

وعندما ترتبط مسألة الكمال بالله وتبقى بيده فإنّها هي من تعطي الضّمانة لنا في القادة الأعلام الهداة, وهذا المبدأ العظيم هو الذي عمل القرآن الكريم على ترسيخه في أنفسنا, وإذا لم نؤمن بهذه المسألة, ونعمل على ترسيخها في أنفسنا, فإنّه سيُقدّم لنا في الحياة قادة ًوأعلاماً وهميّين, يقول السيد: (هذه المسألة في حد ذاتها الإرتباط بمبدأ الكمال هو وحده الذي يعطي الضمانة بالنسبة لنا أن تبقى المسألة بيد الله سبحانه وتعالى، أن تبقى مسألة من هو الجدير بأن يهدينا، من هو الجدير بأن يَليَ أمرنا مرتبطة بالله سبحانه وتعالى كما قال الإمام الهادي (عليه السلام): (أن الله هو الذي يختار، هو الذي يؤهل).

[إذا لم نعمل على] مراعاة الارتباط بهذا المبدأ العظيم الذي عمل القرآن الكريم على ترسيخه في أذهاننا فسيُقدم لنا أشخاص كثيرين، ويُقدم رموز كثير وهميُّين لا يعتبرون كاملين ممن أختارهم الله سبحانه وتعالى، وليسوا جديرين باختياره) سورة المائدة الدرس الثاني.

ويتحدّث السّيد عن النّظرية الزيديّة في موضوع الإمامة، والشّروط الّتي وضعوها في من يلي أمر الأمّة، مبيّنا أنّها شروط كمال، والكمال لا يمكن أن يتنافس النّاس في تحقيقه لأنفسهم، ويحاولون الحصول عليه، والوصول إليه من خلال القراءة، والاطلاع، والانضباط، والتقيُّد بضوابط معيّنة، أو من خلال أيّ وسائل أخرى، لأنّ الكمال هو من الله ومرتبط به، يقول السيد: (عندما تتحدث الزيدية في كتبهم عن شروط الإمام أليسوا يضعوا شروط كمال؟ [أن يكون عالماً وأن يكون مدبراً وأن يكون سليماً وأن يكون سخياً وأن يكون شجاعاً يكون تقياً ورعاً زاهداً رحيماً بالأمة وعادلاً..] إلخ، ألم يضعوا شروط كمال؟ لماذا الكمال؟ ومن أين مصدر الكمال؟ لأن الكمال هو يأتي من قبل الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار هو الذي يصطفي ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: من الآية 32] الاصطفاء الإلهي يأتي دائماً في كل مقام يرتبط به سبحانه وتعالى بالنسبة لعباده.

فإذا أصبحت المسألة لدينا هي على هذا النحو فمعنى ذلك أن هذا هو الضمان الذي يجعل القضية بيد الله، هو الذي يؤهل، هو الذي يكمل، هو الذي يختار، فإذا ما نسفنا مبدأ الكمال هذا بكله ظهر على السطح، الكثيرون، الكثيرون جداً) سورة المائدة الدرس الثاني.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر