الحالة الجهادية عندما تتحرك الأمة في مواجهة أعدائها بقوة، بفاعلية، بعمل نشط، يحقق نصراً، يضرب نفسية العدو، يعزز فيه حالة الهزيمة، مثلما حصل في مواجهة حزب الله مع إسرائيل عندما كان المجاهدون في حزب الله يتحركون بفاعلية كبيرة في مواجهة العدو الإسرائيلي الكافر، يستخدمون كل الأساليب القتالية الفاعلة والمؤثرة، يتحركون بفاعلية بنشاط بهمة وبأس شديد، وهكذا يريد الله من عباده المؤمنين، عندما يتحركون في الميدان في ميدان المواجهة مع الأعداء أن يتحركوا بفاعلية وبأس وهمة عالية وتأثير، وأن يستخدموا كل الأساليب الميدانية المطلوبة لضرب نفسية العدو، والحاق الهزيمة به، والحاق أكبر قدر من الخسائر والأضرار به، تحرك فاعل، وتحرك نشط، بروحية معنوية عالية، وبشرعية تعتمد على الأمر الإلهي والتوجيه الإلهي، وبقوة معتمدة على قوة الله سبحانه وتعالى والاعتماد على نصره وتأييده.
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} إذا رجعوا عما هم عليه من شرك وكفر وباطل وطغيان وعداء للإسلام وثابوا إلى رشدهم وعادوا إلى ربهم وأنابوا إلى الله سبحانه وتعالى والتحقوا بالإسلام وأقاموا شعائر الإسلام.
وعبارة:{وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ} هي تعبر عن عما عداها من فرائض الله سبحانه وتعالى، ولا يعني هذا الاقتصار عليها، لكن باعتبار الصلاة والزكاة من أهم شعائر الإسلام، الصلاة تعبر عن كل العبادات البدنية، والزكاة تعبر عن كل العبادات المالية، ثم ما وراء الصلاة وما وراء الزكاة من عبادات والتزامات تشملها عملية الرجوع إلى الله والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، في هذه الحالة لا يبقى معهم مشكلة {فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} ؛ لأن صراعكم معهم صراع قائم على أساس الحق والباطل، الكفر والإيمان، صراع بين الدين الحق وبين الكفر والشرك، صراع مع ما هم عليه من ضلال وباطل وكفر وشرك، فإذا رجعوا إلى الله وتابوا وكفوا عن حرب الإسلام والعداء للإسلام لا يبقى بينكم وبينهم مشكلة مهما كان قد حصل فيما بينكم وبينهم، ومهما يكن قد وقع من حرب أو قتال أو مشاكل أو عداء خلاص انتهى، بعودتهم إلى الله برجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى بالتزامهم بمنهج الله سبحانه وتعالى تنتهي المشكلة ولا يبقى أي حسابات للماضي بكل ما حصل فيه من قتال أو مشاكل أو..، لا يبقى هناك ضغائن شخصية يحملها الإنسان في قلبه أو في نفسه.
دروس من هدي القرآن الكريم
من دروس سورة التو بة .
ألقاها السيد :
عبد الملك بدر الدين الحوثي
الدرس الأول / بتاريخ/ 5/ رمضان/1434هـ .