مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هناك مجموعة من العوامل في مقدِّمتها ثلاثة عوامل كانت بارزة إلى حدٍ كبير:

العامل الأول في تلك البيئة هو: الارتباط بالملأ المستكبر، الذي له دوافعه في الكفر بهذه الرسالة، والتصدي لهذه الرسالة الإلهية، ولهذا عندما قال الله -سبحانه وتعالى-: {مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ}، الذين استكبروا هم الملأ في المقدِّمة، الملأ: البعض من القيادات السلطوية التي تتمتع بالمال والسلطة والنفوذ بين أوساط المجتمع، ورأت في الرسالة الإلهية أنها تؤثِّر على هذا النفوذ، لماذا تؤثِّر على هذا النفوذ؟ لأنه نفوذ استغلالي قائم على الظلم، على الطغيان، على الاستعباد، على الإذلال، على الممارسات الإجرامية؛ وبالتالي يتعارض بشكلٍ واضحٍ وصريح مع رسالة الله -سبحانه وتعالى- التي تحرر الإنسان، والتي تحمي هذا الإنسان من الاستعباد والاستغلال، والتي تبني المجتمع المسلم ليكون مجتمعاً حراً عزيزاً كريماً، والتي تبني واقع هذا المجتمع على أساسٍ من العدل، الرسالة الإلهية بمبادئها العظيمة وقيمها وأخلاقها المهمة، يرى فيها السلطويون المستكبرون مشكلة؛ فيتحركون للتصدي لها، والمحاربة لها.

جوهر مشكلة المشركين مع النبي الأكرم.. درس مهم!

 

عندما نتأمل مثلاً في واقع النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ما قبل البعثة بالرسالة والصدع بها، هناك نقطة من أهم النقاط التي يجب أن نستوعبها جيداً، رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كان موحِّداً لله، كان يدين بالتوحيد، كان ابراهيمياً؛ وبالتالي لم يكن يشترك مع تلك البيئة وذلك المجتمع في عبادة الأصنام، والملأ في ذلك المجتمع والمجتمع بشكلٍ عام يعرفون هذه الحقيقة: أنَّ رسول الله هو من الموحِّدين لله، وهو لا يدين بالشرك كما هو حال الآخرين.

 

رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- قبل البعثة بالرسالة، منذ نشأته، منذ طفولته، ثم النشأة في مراحل الشباب، وصولاً إلى البعثة بالرسالة الإلهية والصدع بها، كان أيضاً ملتزماً ومستقيماً على مكارم الأخلاق، وكان معروفاً بتميزه في ذلك، فكانت أخلاقه هي مكارم الأخلاق، وكان مستقيماً وطاهراً وزكياً، ومبتعداً عن الرذائل والمفاسد، معروفاً أيضاً بالعفة، معروفاً بالأمانة، معروفاً بالصدق، فهو كان موحِّداً لله -سبحانه وتعالى- وكان أيضاً على المستوى الروحي له عبادته والتي كثيرٌ منها هي حالة التفكر، وكانت له مواسم معينة يعتزل فيها للعبادة لله -سبحانه وتعالى- فهو معروف في أوساط المجتمع بكل ذلك، وكل ذلك لم يكن سبباً لمشكلةٍ له مع قومه، يعني: لم ينزعجوا منه ويحاربوه بسبب كل هذا: بسبب أنه من الموحِّدين لله، أو بسبب أنه يتفرغ للعبادة لله -سبحانه وتعالى- أو بسبب أنه يلتزم بمكارم الأخلاق، ومعروفاً بمكارم الأخلاق، ويتخلق بمكارم الأخلاق، وأنه يختلف عن ذلك المجتمع فيما هو عليه ذلك المجتمع من ممارسات وانحرافات وفساد، ولا يشاركهم تلك الخرافات وتلك الممارسات والسلوكيات السلبية، يختلف عنهم في كل ذلك، لم يكن هذا- في نفسه- يسبب مشكلةً للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مع قومه، ويدخله معهم في صراع شديد، لكن عندما بعث بالرسالة الإلهية حصلت المشكلة مع الملأ منهم، ومع الكثير من أتباع أولئك الملأ الذين ارتبطوا بهم وتأثَّروا بهم، لماذا؟

 

هذه مسألة تفيدنا- أيها الإخوة والأخوات- حتى الآن في نظرتنا إلى الإسلام، في نظرتنا إلى الرسالة الإلهية كيف هي؛ لأن البعض من المحرِّفين والمنحرفين يحاولون أن يقزِّموا الرسالة الإلهية، وأن يفرِّغوها من محتواها المهم، ومن لُبِّها الحقيقي كمشروع إلهي يحرر الإنسان، يبني الحياة على أساس منهج الله -سبحانه وتعالى- يحاولون أن يبعدوا عن هذه الرسالة تلك الأسس المهمة والعظيمة والرئيسية التي يرون فيها مشكلة مع المستكبرين في كل زمن، ثم يحاولون أن يقدِّموا شكلاً آخر للرسالة الإلهية وللإسلام، وكأنها مجرد طقوس عبادية، وكأن الإسلام أيضاً مجموعة من الأخلاق الطيِّبة التي يلتزم بها الإنسان كسلوك، هذا جزء من الإسلام، جزء من الدين الإلهي، جزء من الرسالة الإلهية، لكنه ليس كل الإسلام، ليس كل الرسالة الإلهية، مع الجانب الروحي مع العبادات الروحية إذا فصل هذا وذاك عن جوهر هذه الرسالة كمنهج للحياة، إذا فصل عن جانب العدل في هذه الرسالة، عن المبادئ التي تحرر الإنسان من العبودية للطواغيت، عن المبادئ التي تحمي هذا الإنسان من استغلال المستكبرين والظالمين والمتسلطين؛ تصبح تلك الطقوس وتلك الأخلاقيات مفصولةً عن تأثيرها الفعلي في واقع هذه الحياة، غير مجدية في واقع هذه الحياة، ذات تأثير محدود وبسيط جدًّا في واقع هذه الحياة، ولذلك كان بالإمكان أن يتأقلم المشركون في مكة مع النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- في حالة أن كان اهتمامه على ما كان عليه ما قبل البعثة بالرسالة الإلهية، ينحصر في طقوس عبادية معينة، ويستمر في برنامجه: يخلوا في غار حراء للتعبد والتفرغ والتفكر، ويتنسك لله -سبحانه وتعالى- ويختلف معهم في مسألة الشرك والتوحيد، ويتميَّز عنهم في أخلاقه الكريمة، كانت مسألة يمكن أن يتحمَّلوها، ولكن البعثة بالرسالة الإلهية بمبادئها العظيمة، بجوهرها ولُبِّها الرئيسي كان بالنسبة لهم مزعجاً جدًّا، فلم يتحملوا ذلك أبداً.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الثانية بمناسبة الهجرة النبوية 1441هـ

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر