عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة لشهر رمضان 1445 هـ أكد السيد القائد على أن قصة سيدنا آدم - عليه السلام - بالقرآن الكريم وفي الكتب السماوية القديمه فيها الدروس والعبر، التي لو استفاد البشر من هذه دروس هذه القصه لوقاهم الكثير من الخسران الكبير والابدي، ومن دروس قصة سيدنا آدم في سورة الأعراف، ان الله سبحانة وتعالى هو مصدر النعم التي جمعها لبنى البشر من النعم المادية والنعم المعنوية، والتمكين في الأرض له جانبين الجانب الأول ما خلقه للإنسان ما أودع الله من النعم في الجانب الثاني هو جانب ما اودعه الله في الانسان من المواهب التي يمكن أن يستفيد منها بمنافع متنوعه، ولذلك لا يليق بالانسان ان يستخدم النعم بالاساءة لله سبحانه، وللأسف الشديد فالإنسان قليل الشكر لله، ويستخدم تلك النعم والامكانات الإساءة لله، ومع بداية الخلق والوجود البشري والإنساني أنعم على الإنسان وخلقه وصورة في أحسن تقويم من حيث الشكل والتركيب وفي مهارته ومداركة ، وهي نعمه وتكريم، وتجلى هذا التكريم وامتد بتكريم الله للانسان الأول سيدنا ادم بأن تسجد له الملائكة..
الله كشف لنا السبب في امتناع ابلبس من السجود لسيدنا آدم، وعلى لسان ابليس نفسه، وهذه إرادة الله ان يوثق لنا نحن بني آدم اعتراف مباشر من ابليس نفسه، والسؤال لابليس ليس عن مبرر بل عن السبب الذي ليس مبررات مشروعها له، كانت أول معصية لابليس في الطاعه والفعل والعمل وتبين وراء هذه المعصية ما هو أكبر وتشعبت عن عقدة الكبر، وابليس هنا يتهم الله في عدله وحكمته، ومبرره استدلال زائف في افضلية العناصر، وخلاصة ذلك هو الكبر الذي هو حالة توهم ان المخلوق أكبر من ان ينفذ ذلك الأمر الإلهي، والكبر من اخطر الذنوب واسوأها، وهو عقدة خطيرة جدا، ولذلك من يتورط في الكبر تجده شديد الاصرار على ذنوبه، لأن الذنوب والمعاصي تتفرع من الكبر في الواقع العملي حتى تصبح حالة العناد والمعصية متتالية، ينتقل من معصية إلى معصية أخرى، وهو من الأسباب التي تدفع الكثير من الناس إلى قيادة حالة العناد ضد الرسالات الإلهية والأنبياء والصالحين من عباد الله، ومن الملازم لحالة التكبر هو الخسران للقيمة المعنوية، وأول ما يخسرة المتكبر هو أنه لا يبقى له شأن رفيع، فتم طرد ابليس من مكانه وخسر إيمانه وكل عبادته السابقه وخسر مكانته دفعة واحده..
النتيجة التكبر والعقاب هو الخسران الرهيب الطرد والخروج وان يكون من الصاغرين، والصغر هنا هو الذله والهوان والخزي في الدنيا والآخرة ، وتكبره لم يبقى له أي شيئا رفيعا، وطلب
ابليس من الله ان يمهله حتى يوم يبعث البشر، وهذا الطلب من الانظار لابليس حتى يوم الوقت المعلوم، وهنا اتجه من معصية إلى معصية وقوله (بما اغويتني) هنا يتهم الله ايظا انه اغواه بينما هو من أوقع نفسه ، ويتخاطب مع الله بكل هذه الوقاحه، ويحلف بحقد على الله سبحانه وتعالى وحاقد على آدم وحواء وعلى ذرية آدم، ليقع ضد آدم وذريته على الصراط المستقيم ويتحرك ويجعل كل جهده ونشاط وعمله في السعي لاغواء ادم بني أدم عبر الاجيال ، لأنه صار غاويا وهو يعترف بذلك انه قد خرج عن نهج الحق، وهذا يدل على ضلال رهيب وخبث رهيب، ومن نتائج الكبر ان يتعاظم الخبث نفسية الانس او الجن ، ومعصية أخرى وكبيرة ان يكون زعيما للفساد والشر والمنكر والغواية وسقط فيها وهي خسارة رهيبة جدا، ويكشف الله خطة الشيطان على الإنسان وسعية لصدهم عن الصراط المستقيم حتى يخسر البشر التكريم الإلهي الذي وهبهم في دينهم وفي آخرتهم..
لقد حلف الشيطان ان يقعد على الصراط المستقيم وهذا اعتراف منه ان صراط الله المستقيم هو الطريق الصحيح، ويقول ايظا انه سيستخدم كل جهده وكل الأساليب لاغواء نفسيات الناس، ويبحث عن أي ثغره لاغواء الانسان أمام شهواته ورغباته ليوقعه في المعصية، يبحث في ملف عن كل إنسان عن نقطة ضعفه، ويريد بذلك ان يكفر بني آدم بالنعم الإلهية، واستخدام النعم فيما يساء لله بها..