ثم هو يرتقي بالأمة، يرتقي بمن يتحركون على أساسه إلى المواقف الأخرى المطلوبة في إطار التصدي لمؤامرات الأعداء، والتصدي للأعداء في كل مخططاتهم التي يتحركون بها لاستهداف الأمة.
أمَّا لماذا هذا الأسلوب؟ لماذا هذه الطريقة؟ لماذا يُقَابَل التحرك الأمريكي والإسرائيلي والغربي بهذه الطريقة: شعار، مقاطعة للبضائع، نشاط توعوي في الساحة، وصولاً إلى مراحل عملية أخرى أكبر من ذلك؟
كان البعض في تلك المراحل يطرحون خيارات أخرى، مثلاً البعض طرحوا خيار الصمت والسكوت، البعض كان توجههم نحو أن يقفوا في صف الأعداء، وأن يتجهوا للولاء للأعداء، وأن يقفوا مع أمريكا وإسرائيل، وأن يسارعوا فيهم، والبعض كان لديهم توجه أو مقترحات، حتى البعض في السلطة آنذاك ممن لهم موقف موالٍ لأمريكا، أنه: [لماذا لا تتركوا هذا التوجه بهذه الطريقة، هذا العمل الجماهيري والشعبي بهذه الطريقة، وبهذا الأسلوب، وتتحركوا وفق أسلوب القاعدة مثلاً، تتجهون بطريقة معينة، وتركِّزون على أن تخطفوا من السياح الأمريكيين، السواح الذين يأتون للسياحة في البلد أو الغربيين وتفعلون كما تفعل القاعدة]!
عندما نتحدث عن اختيار هذا الأسلوب وهذه الطريقة التي تتجه أولاً إلى تحصين مجتمعنا المسلم من الداخل، إلى رفع مستوى الوعي لديه، إلى الدفع به لموقفٍ جماهيريٍ واسع، إلى أن يكون له صوتٌ وموقفٌ واسع، فهذا أولاً هو اختيار للطريقة القرآنية التي أرشد الله إليها في القرآن الكريم، يعني: هي منهجية القرآن، والتحرك في هذا المشروع كان على أساس الاهتداء بالقرآن الكريم، والاستفادة من القرآن الكريم؛ لأن حديث القرآن الكريم عن أعداء المسلمين، عن أعداء الأمة، هو حديثٌ واسع، هو حدد من هم الأعداء، ما هي أساليبهم، ما هي أهدافهم، ما هي الطريقة الصحيحة للتصدي لهم، فحديث القرآن الكريم حديثٌ واسع عن أعداء هذه الأمة، وشَخَّص اليهود؛ باعتبارهم العدو رقم واحد للمسلمين، وأنهم سيبقون هم العدو رقم واحد للمسلمين فيما بقي من مراحل التاريخ بكلها، ثم من يقف في صفهم، من يكون معهم من النصارى، ومن يواليهم حتى من المسلمين، سيكون منهم، {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، يمثِّلون مصدر الشر والتهديد والخطر، ومنبع المؤامرات ضد المسلمين، وضد الإسلام والمسلمين، وأن هذه حالة تستمر فيما بقي من التاريخ.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم-
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1443هـ