هناك صعوبات، صحيح، هناك تضحيات، صحيح، هناك عناء، صحيح، وهذا كله بفعل هذا العدوان، نتيجةً لهذا العدوان، بتصرفات وممارسات تحالف العدوان الإجرامية التي استهدفتنا عسكريًا واقتصاديًا، واستهدفتنا أمنيًا، وتستهدفنا إعلاميًا وسياسيًا، وتحاربنا في كل جبهة، وفي كل ميدان، وفي كل مسار، ولكن واجبنا أن نخوض هذه المعركة في كل مجال من مجالاتها، وأن ندرك أن العناء الأخطر، وأن البؤس الأشد هو في الخنوع والاستسلام.
هل المناطق التي سيطر عليها العدو، واحتلها العدو، كانت بمنأى عن هذا العناء، وكانت بعيدةً عن هذا العناء؟ حتى على المستوى الاقتصادي عندما تضررت العملة ألم يعان كل أبناء الشعب اليمني في المناطق الحرة وفي المناطق المحتلة؟ الكل يعاني، بفارق أنَّ هؤلاء في حرية وعزة وكرامة، وأولئك تحت مذلة الاحتلال، وتحت سيطرة العدوان، الفارق كبير، فارق بين حر وبين مغلوب، مقهور، خانع للأجنبي، تحت سيطرة الأجنبي الإماراتي، أو السعودي الذي أتى لاحتلال بلده والسيطرة عليه، وكلٌ منا يعرف أنَّ أولئك المتواجدين في المحافظات الجنوبية مهما كانت لهم من ألقاب وأسماء وعناوين، هم في واقع الحال خانعون، أذلاء، مأمورون، مقهورون تحت حذاء الإماراتي، والبعض منهم رضي لنفسه بهذا، والبعض ربما لم يرض لنفسه بذلك، ولربما في يومٍ من الأيام يتحرك البعض ويتذكر مسؤوليته، ويدرك ضرورة التحرك للتحرر من تلك الوضعية البئيسة المذلة المهينة والمخزية.
كذلك الحال ممن هم تحت إمرة السعودي في حالةٍ واضحة من المذلة، من الإهانة، من الاستعباد، من مصادرة القرار؛ لأنهم ليسوا سوى خانعين، لم يبق لهم أمر ولا قرار، يقرر فيهم ما أراد، ويأمرهم بما يشاء، ويتحكم فيهم؛ لأنه يعتبر أنَّه اشتراهم بفلوس وهم كأي قطعة من القطع من الأثاث، أو عدة من المعدات، لا يرى فيهم بشرًا أحرارًا، يرى فيهم عبيدًا اشتراهم بفلوس، ويأمرهم بما شاء، وكيف شاء، وفي أي اتجاه، ويتحكم بهم، ويذلهم بأشكال وأنواع من الإذلال، البعض يسجنهم أحيانًا، البعض يصفعهم، البعض يوجه لهم إهانات، البعض حتى يقتلون، تحصل أشياء كثيرة، كل أشكال ووسائل الإذلال والاستعباد قائمة في واقعهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
ألقيت بتاريخ 7 نوفمبر 2018