نحن كشعبٍ يمنيٍ بهويتنا الإيمانية وانتمائنا للإسلام، ونحن أيضاً جزءٌ من هذه الأمة المستهدفة، لكن لبلدنا حصته من هذا الاستهداف الذي هو استهداف شامل.
الحديث في إطار العناوين عن هذا الاستهداف الشامل الكارثي المدمر، الذي له غاية خطيرة جدًّا، ولكننا سنسعى للاختصار؛ لأننا لو دخلنا في شرح التفاصيل، والدخول في كثيرٍ من الشواهد، لطال بنا الحديث، ولتأخرنا كثيراً، فسنحرص على الاختصار، وسندع للإخوة في الإعلام: الإعلام الرسمي عندنا في صنعاء، وقناة المسيرة أيضاً، والإعلام الوطني، والإعلام الذي يتخذ موقفاً حراً تجاه الاستهداف الأمريكي للأمة، سندع لهم الفرصة للعناية فيما يتعلق بالشواهد:
السيطرة على القرار والعملية السياسية
أيضاً مما تستهدف أمريكا فيه أمتنا، واستهدفت فيه شعبنا: السيطرة على القرار السياسي، وعلى العملية السياسية، من العناوين الفرعية لهذا العنوان: التدخل والتحكم بسياسات الدولة داخلياً وخارجياً، تتحكم في السياسة الخارجية للدولة، وفي علاقاتها الخارجية، وفي مواقفها الخارجية، لهذا شواهد كثيرة جدًّا، والسياسات الداخلية أيضاً، في أمور كثيرة، سنأتي أيضاً إلى تفاصيل أكثر، والسيطرة على القرار السياسي في البلد.
أيضاً السيطرة على برامج الدولة، والتدخل في عمل الوزراء والمسؤولين، وفرض إملاءات عليهم، وهذا كان يتم بغطاء إعلامي حتى يعني، الإعلام يغطي لقاءات السفير الأمريكي والمسؤولين الأمريكيين مع مختلف الوزراء، والتي هي لقاءات غير عادية، لقاءات من يأمر، من يفرض، من يلزم، من يوجِّه، من يقرر، من يتدخل في شؤون أعمالهم، في تفاصيل مسؤولياتهم.
أيضاً السيطرة على العملية السياسية، وحتى عندنا مثلاً في اليمن سعوا إلى هذا: السيطرة على العملية السياسية، وإدارتها بما يساهم على صناعة وضعٍ مأزوم، وجوٍ تنافسي على التقرب من أمريكا وإسرائيل بتقديم عروض وخدمات وتنازلات أكثر، فنجد كيف سعى السفير الأمريكي ومن معه من المسؤولين، ومن يأتي أحياناً من المسؤولين من أمريكا، إلى أن يكون لهم علاقة وارتباط مع كثير من الأحزاب والمكونات في البلد، وأن يصنعوا- وفق هذه الطريقة- جواً تنافسياً بين الكل، من يتقرب منهم أكثر، من يلتجئ إليهم، من يسعى للاحتماء بهم، من يسعى للاستقواء بهم.
كان التجمع اليمني للإصلاح يحاول أن يستقوي بالأمريكيين على المؤتمر، ويحاول المؤتمر- كذلك- أن يستقوي بهم عليه، ويحاول البعض من الأحزاب هنا، والبعض من المكونات هناك أن يفعلوا كذلك، ولكن بأي ثمن؟ بتقديم التنازلات التي تمس بالسيادة الوطنية والاستقلال والكرامة، وحتى تمس بانتمائهم الإيماني، وقيمهم، وأخلاقهم، ومبادئهم، الشواهد كثيرة جدًّا، التفاصيل كثيرة جدًّا، إن شاء الله يهتم الإخوة في الإعلام بتقديمها، وهذه كانت مسألة خطيرة جدًّا، إفساد للعملية السياسية التي يجب أن تكون محكومة بما يحقق المصلحة الحقيقية والفعلية للشعب بشكلٍ عام، ويعزز حالة الإخاء والتعاون بين أبناء البلد بما فيه الخير، وما فيه مرضاةٌ لله “سبحانه وتعالى”، وأن تبقى أيضاً محكومةً بالمبادئ والقيم والأخلاق الإيمانية؛ باعتبار الانتماء لهذا البلد، ولكن الذي حصل هو ما ذكرناه، وهذا أمر مؤسف!
وأيضاً كان من نتائجه: أنَّ ذلك الوضع الذي فيه تنازع كبير، وشحن، وتعقيدات ما بين المكونات، وتنافس حاد جدًّا، والأمريكي يتقن هذه اللعبة بشكل كبير، هو على النحو الذي يحول دون نجاح أي طرف من الأطراف، أو حزب من الأحزاب، أو مكون من المكونات لأن يقدِّم شيئاً فيه خدمة حقيقية ومصلحة حقيقية لهذا البلد؛ لأن كل طرف كان يسعى لإفشال الطرف الآخر حتى لما فيه مصلحة لهذا البلد، حالة من الشحن والجو التنافسي الشديد والحاد.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1442هـ