فيجب على الإنسان أن يكون حذراً, يكون الإنسان مراقبا لنفسه, لا يقدم على الله سبحانه وتعالى وهو عاصِ لله، فيكون مصيره جهنم.
هذه القضية يجب أن نتأكد منها، ولا تستطيع أن تتأكد منها إلا من القرآن الكريم، من خلال رجوعك إلى القرآن الكريم, هل هناك مخرج آخر غير القرآن؟ الله هو مع كتابه، يحاسب الناس على أساس كتابه؛ ولهذا قال رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم ) عن القرآن: (أنه من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه - وراء ظهره - ساقه إلى النار).
وجهنم هي الشيء الذي يخيف الإنسان , نعوذ بالله من جهنم, وكل شيء غير جهنم سهل, كل تهديدات تأتيك غير جهنم هي سهلة, كل عذاب غير جهنم هو سهل, هو محدود وينتهي, أما جهنم فلا يوجد لها نهاية، نعوذ بالله, ليس هناك نهاية.
جهنم لا يوجد فيها نسمة واحدة باردة, لا يوجد تخفيف لعذابها، وسنة بعد سنة، مائة سنة، مليون سنة، مليار سنة، كلها تمر وليس هناك نهاية, هذا الشيء الذي يجب أن يخافه الإنسان , يتمنى الموت , اليس الله حكى عن أهل جهنم أنهم يتمنوا الموت ويتمنون أن يموتوا؟ الموت الذي هم الآن يهربوا منه, في جهنم سيتمنونه، ويعتبر نعمة كبيرة لو أنه يحصل, اليس الله حكى عنهم، أنهم قالوا( لمالك) خازن جهنم: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: 77) يدعو ان يقبل الله أن يميتهم، يتمنون أن يموتوا، يعتبرونه نعمة أن يموتوا, {قَالَ إنَكُمْ مَاكِثُوْنَ} ليس هناك لا موت ولا خروج.
ولا يتهاون الناس.. لاحظوا المعصية, معصية الإنسان ليست في حدود تقديراتك أنت إطلاقا , بل تترك آثاراً ، ربما قد يكون الناس عندما يقعدون في ظروف كهذه هناك أعمال بإمكانهم أن يعملوها: مظاهرات، مقاطعة اقتصادية، شعارات, أليست في متناول الناس؟.
عندما نقصر في هذه، أنت بتقصيرك في هذه من ستجعل الأعداء يتمكنون أكثر، وعندما يتمكن الأعداء ينتشر معهم الفساد أكثر، فساد كثير ينتشر، هذا الفساد الذي ينتشر ليس هناك فساد ينتشر، إلا وتضاف مسؤوليات عليك، ثم ترى أنك في الوقت الذي تتوقف عن عمل واحد أمام مشكلة واحدة، أنت مسئول أمامها، تصبح المسئوليات عليك تتكرر وتتجدد وتتكاثر.
الأعداء دخلوا نشروا الخمور, نشروا المخدرات, نشروا الفساد الأخلاقي, حاربوا الدين, فرقوا كلمة الناس, عملوا هذه الأعمال كلها, أليس هذا عملا كله منكرات؟ كل منكرات يضاف على الناس مسئوليات أمام الله عنها. معنى هذا أن قعودك وأنت تتصور أنك قاعد عن قضية واحدة، المسئولية هي تتكاثر وتتجدد عليك بكل نشاط يقوم به الأعداء.. تفسد أجيال من بعد، لولم يكن إلا الجيل الثاني أو الجيل الثالث .
لاحظوا الآن الفلسطينيين أليسوا في وضعية مؤلمه جداً؟. تقاعس الناس في مرحلة معينة جعل العدو يتمكن أكثر, تصبح المقاومة والعمل صعبا ومتعبا. إذا في هذه الحالة العناء الذي يلحق الناس من بعد بسبب تقصيرك فأنت شريك في خلق هذا العناء، في ماذا؟ في أن تصبح المسألة على هذا النحو.
أليس الكثير من الفلسطينيين في البداية كانوا يرون أن يخرجوا < وما لهم حاجة >؟ خرجوا وعملوا لهم مخيمات هناك خارج وكانت فترة، كان اليهود فيها لايزالون عبارة عن عصابات فقط، يتخاذلون واليهود عبارة عن عصابات، لم يكن قد أصبح لديهم دولة، مازالوا يغزون هكذا يسيطروا على منطقة ويغزوا قرية و . و . و.. كان الفلسطينيون متخاذلين مثل ما نحن الآن، وبعدها تمكن اليهود أصبحوا دولة, استقووا, أصبحت القضية في مواجهتهم صعبة جداً، معاناة شديدة وصعبة جداً, لدرجة أنه لم يعد يتمكن البعض إلا أن يذهب ليفجر نفسه, وبالكاد يقتل اثنين أو ثلاثة، وإذا كانت عملية جيدة قتل فيها مجموعة.
هذه المعانة التي حصلت للجيل الثاني بسبب تقصير الأولين, تقصير الذين لم يتحركوا في البداية؛ لأن الاعمال تكون في البداية سهلة, عندما قصروا خلقوا بتقصيرهم، معاناة شديدة ضد هؤلاء، أتاحوا الفرصة للعدو أن تستحكم قبضته، استحكام قبضة العدو تعني أنك شريك مع العدو فيما يعمل من جرائم, ليست قضية سهلة، فعلاً.
الإمام علي عليه السلام فهّم أهل العراق بهذه الطريقة عندما كان يخوفهم بأنه قد تستحكم قبضة أهل الشام عليكم, كيف قال؟ ((والله إني لأخشى أن يدال هؤلاء القوم منكم لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم)) أليس هذان عامِلَين مع بعض: تفرق هؤلاء عن حقهم, اجتماع أهل الباطل على الباطل، أدى إلى نتيجة ما هي؟ سيطرة أهل الباطل على أهل الحق, اليسوا هنا أصبحوا شركاء؛ لأنهم هم سبب, وعامل رئيسي في ماذا؟ في أن يتمكن العدو .
إهمال الناس, تقصير الناس, أنت تعمل بإهمالك وتقصيرك أنت تخدم العدو, أنت تعمل لصالح العدو, وأنت تتحمل نتائج أن تكون شريكا في ماذا؟ فيما يرتكبون من جرائم فيما بعد؛ لأنه كان تقصيرك, كان إهمالك سبباً من أسباب استحكام قبضته, تقصيرك, إهمالك في البداية عن أعمال مؤثرة بإمكانك أن تعملها ، قبل أن تستحكم قبضة العدو يجعلك شريكاً في معاناة من يجاهدون فيما بعد, ليست هذه قضية سهلة , ليست قضية سهلة أبداً.
يتصور احد أنه قعد وما له حاجة, بل هي جريمة مستمرة, أنت مقصر متقاعس, وقاعد, لا تبالي, ترتكب جريمة كبيرة, أي : لا يستطيع احد أن يصفها, فيكون الناس يشتغلون لإضافة أوزار عليك، العدو من جهة, وحتى المجاهدون , ما يلقون من المعاناة أنت شريكاً في خلق هذه المعاناة أمامهم.
وهذا الذي يضر الإنسان أن ينطلق من تقديراته الخاصة وفهمه الخاص للأشياء وكأنه يراها في الأخير طبيعية وبسيطة , وبعض الناس قد يصل به هذا الموضوع إلي أن يرى نفسه أنه هو الحكيم, عندما يرى نفسه أنه ليس لديه أي حركة، لا يشارك في أي عمل، ولا ينساق ولا شيء، أنه هو الحكيم الذي موقفه صحيح.
وصلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله الطيبين الطاهرين .
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] .
بتاريخ 18 من ذي الحجة / 1437 هجري / الموافق /:19 /9 / 2016 م .