مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يعتبر القرآن الكريم هو المصدر الحقيقي لمعرفة الرّسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله), وكذلك معرفة جميع الأنبياء والمرسلين, لأنّ معظم ما قدّمته كتب السّيرة والحديث عن الرّسول قُدّم بشكل ناقص, وضعيف لا يعبّر عن حقيقة الرّسول, وشخصيّته, وعظمته, بل إنّ بعضه قُدّم بشكل يسيئ للرّسول, ويشوّه شخصيّته, ويستهدفه في أخلاقه, ومبادئه, وقيمه, وقد قدّم السّيد حسين بدرالدين الحوثي في الدّروس والمحاضرات الرّؤية المتكاملة والواضحة حول هذا الموضوع, مبيناً المنهجية القرآنية في معرفة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).

القرآن الكريم أهمّ مصدر لمعرفة الرسول

يبيّن السّيد في الدروس والمحاضرات أنّ القرآن الكريم هو أهمّ مصدر لمعرفة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بشكل كامل وصحيح، ولأنّ الرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يعتبر رجلاً قرآنياً يتحرّك بحركة القرآن الكريم، ويحرّك الناس به، ويعرف مناهج القرآن الكريم ويتحرّك بها في النّاس فمن الطبيعي أن يكون القرآن الكريم هو المصدر الأهمّ في معرفته يقول السيد: (الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كان رجلا قرآنيا يعرف منهجية القرآن لا يخالفه، لا يتعداه ولا خطوة واحدة) معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثاني عشر.

وكانت مهمّة الرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هي أن يعلّم النّاس القرآن الكريم، وينذرهم به، ويحرّكهم به بما فيه من آيات، وأعلام، وحقائق في كلّ المجالات، يقول السيد: (رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مهمته هو أن يعلم الناس هذا القرآن بما فيه من آيات وهي أعلام وحقائق في كل مجال تتناوله) محاضرة الثقافة القرآنية.

ويبيّن السّيد أنّ القرآن الكريم أهمّ مصدر في معرفة السيرة والتاريخ, لأنّه يربطك بالموضوع نفسه, ويحيط به من كلّ جوانبه, بدلاً عن تلك المعرفة المحدودة, والجزئية, والرقمية الّتي تقدّمها كتب, ومصادر التّاريخ, والسّيرة, والحديث لهذا يعتبر القرآن الكريم أهمّ مصدر في معرفة شخصيّة الرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله), ولأنّه يقدّم لك كلّ ما يتعلّق بنفسيّة, وروحيّة, ومشاعر الرّسول, يقول السيد: (ننتقل إلى آية أخرى، وهي قول الله تعالى لنبيه (صلوات الله عليه وعلى آله): ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾[الكهف:6] ماذا يعني: البخع؟ هو أن تقد بطنك بسلاح، هذا معنى البخع، يعني من شدة أساه، وأسفه، أن قومه ما رضيوا يهتدوا بهذا القرآن، ولا يستمعوا له، ولا يسيروا على هديه، من شدة أسفه.

ماذا يعني هذا؟ يعني أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرف عظمة هذا القرآن، وهو إنسان رحيم بالناس، حريص على الناس، يحب للناس الخير إلى أقصى درجاته، حتى أولئك الأعداء الذين يواجهوه؛ لأنه عرف أنه رسول للعالمين، وما يزال الكثير من الناس معاندين، ومع هذا لشدة أسفه أنهم ما رضيوا يهتدوا يكاد أن يقتل نفسه لشدة أساه.

لاحظوا كيف موقفنا نحن، ما هناك أحد ممكن أنه يدفعه أسفه إلى أنه يتعاون بأبسط شيء من أجل القرآن فضلاً عن أن يقتل نفسه، أو ينطلق في عمل من أجل إعلاء كلمة هذا القرآن.

﴿إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ [الكهف:6] أي بهذا الكتاب ﴿أَسَفاً﴾ عليهم؛ ولهذا أنه يجب علينا - إذا كنا متأسين برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) - أن ننطلق ولو بجزء، ونحن نحمل جزءاً من نفسيته، من اهتماماته، من إخلاصه، من حرصه، من صموده، من قوته.

فهنا يكشف لك نفسية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ ولهذا كما نقول: إن القرآن الكريم هو أهم مصدر لمعرفة سيرة النبي، القرآن يعرِّفك حتى على مشاعر النبي، ونفسية النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ومواقفه. فهو يعتبر من أهم المصادر للتعرف على رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

القرآن الكريم أهم من كتب السير، كتب السير هي تتحدث عن أحداث تاريخية، أحداث، مثل: معركة كذا، كانت في يوم كذا، بتاريخ كذا، وأدت إلى كذا، في سنة كذا، و.. الخ) محاضرة آيات من سورة الكهف.

وهنا يوضّح لنا السّيد كيف قدّم القرآن الكريم (الرّسول صلوات الله عليه وعلى آله) في موضوع ما يسمّى بالسيرة, حيث كانت صفة المبادرة والمسارعة من أبرز الصّفات الّتي تميّزت بها شخصيّته, وقيادته, كما هو واضح في غزوة تبوك الّتي قدّمها القرآن الكريم, وقدّم فيها جوانب مهمّة من شخصيّة, وقيادة الرّسول, لأنّ الرسول كان رجلاً قرآنياً يتحرّك بحركة, وروحيّة, وحيويّة القرآن الكريم, ويفهم أبعاده, ومقاصده, وغاياته, ومعانيه, وتوجيهاته, يقول السيد: (فكان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كانت صفة المبادرة، المسارعة، من أبرز الصفات لديه، لا يوجد عنده تثاقل، ولا تردد، ولا ترجيحات، ولا [عسى ما بو خلة، عسى] كان لديه طبيعة المبادرة.

في غزوة [تبوك] استخدم هذا الجانب، جانب المبادرة، وكان جانب المبادرة هذا هو الذي جعل الرومان - وهم أكثر قوة، وأكثر عدداً - يتراجعون، ويقررون عدم المواجهة مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه حرك الناس.

عندما بلغه بأنهم قد تجمعوا في الشام، يريدون أن يهجموا على بلاد الإسلام حرك الأمة، والقرآن حركهم أيضاً بآيات ساخنة، يخرجون حتى وإن كانوا [في وقت شدة]، حتى عندما صادف وقت شدة، وقت قلة ثمر، أو الثمر ما قد حصل. ما قال ننتظر حتى ينضج التمر، والثمار تحصل حتى يكون لدينا قدرة أننا نمول نفوسنا، ونخرج.

لا بد أن يخرجوا، وبادر هو بالزحف، وانطلق إلى تبوك، وبين تبوك وبين المدينة حوالي [750 كيلوا]! يعني: دخل هو إلى أقرب منطقة من المناطق في بلاد الشام، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ومعه ثلاثين ألف، قد حشدهم من الناس جيد وفسل، هيا يخرجون.

هكذا كانت سيرة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان رجلاً قرآنياً، رجل يتحرك بحركة القرآن، يجسد القرآن، يفهم معاني القرآن، وغايات القرآن، ومقاصده، وأساليبه، ومنهجه) محاضرة وسارعوا إلى مغفرة من ربكم.

ويؤكّد السّيد على أنّ القرآن الكريم هو أهمّ مصدر لمعرفة الرّسول, ولمعرفة جميع الأنبياء صلوات الله عليهم, ويوضّح السّيد أنّ المنهجيّة القرآنيّة تربطنا بشخصيّة الرّسول مباشرة, وتعرّفنا عليه بالشكل الذي لا يمكن أن نحصل عليه من أيّ مصادر أخرى, مبيّناً أنّ فهمنا, ومعرفتنا للنبي, مرتبط بفهمنا, ومعرفتنا للقرآن الكريم, يقول السيد: (القرآن هو يعتبر أهم مصدر لمعرفة أنبياء الله ولمعرفة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله), لأنك تفترض في البداية وهي قضية الناس مسلمين بها أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان رجلا قرآنيا يتحرك بالقرآن, فهمك للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) هو مرتبط بفهمك للقرآن عندما تفهم القرآن وتفهم كيف كانت حركته في موقف معين تجد أنه كيف كانت حركته هذه قرآنية يجسد فيها مبدأ قرآنيا يقوم فيها بدور تربوي قرآني عندما يتحدث عن غزوة تبوك أو أحد أو بدر أو غيرها ... أليست سيرته تبدو حركة؟ حركة قرآنية، ويجسد مبادئ وتوجيهات، ويقوم في نفس الوقت بأعمال تربوية للأمة، عندما يقرأ أحد السيرة الأخرى التي قدمت كأحداث تاريخية أليست عبارة عن أحداث تاريخية؟ لكن أنت لن تعرف النبي من خلالها، أو معرفة محدودة جدا، أحداث تاريخية، إرجع للقرآن الكريم ستفهم لماذا النبي ركز على أن تكون حركته بهذا الشكل؟ لماذا استخدم هذا الأسلوب؟ تجد أنه كان يركز على هذا الأسلوب باعتباره مبدأ هاما جدا يرسخه في ذهنية الأمة لتتربى عليه أو تسير في حركتها على أساسه، وهكذا أشياء كثيرة من هذا القبيل).

ويضيف السّيد أّنّ القرآن الكريم لا يعرّفنا بمجرد حركات, ومواقف الرّسول فقط, بطريقة جافّة, بل يكشف لك عن روحيّة الرسول, ومشاعره الدّاخلية, وشعوره الوجداني, وتفكيره تجاه الناس, والمجتمع, فيقول: (القرآن ليس فقط يعرفك بمجرد حركات الرسول بل بمشاعر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرفك حتى تفهم تقريبا تفهم مشاعره وتفكيره, تفهم كيف كان نظرته للمجتمع الذي هو فيه تفهم كيف كان وهو على فراش الموت كيف كان في نظرته أنه مات متألما, مات متألما فعلا, أن الأمة هذه أنها ما استجابت بالشكل المطلوب ما تفهمت القضية بالشكل المطلوب, ما التزمت بالشكل المطلوب).

ويؤكّد السّيد على أنّ الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) حرص من خلال القرآن الكريم على أن يربي الأمّة التربيّة القرآنيّة، الّتي تجعلها أمّة قويّة، وعزيزة، ومستقلة غير خاضعة، ولا خانعة لأحد، وقد قدّم لنا القرآن الكريم هذه الحركة التربويّة في سيرة الرّسول التي كان أبرزها ما عمله من ترتيبات، وتكتيكات حكيمة، وتربوية في غزوة تبوك، يقول السيد: (الله سبحانه وتعالى أراد أن يعلمنا بأن دينه يستطيع أن يجعلنا أمة مستقلة، تقف على قدميها، عزيزة، رافعة رأسها، تقهر الأمم الأخرى، ما الذي يحصل الآن؟ أليس كل العرب يتجهون إلى أمريكا لتفكهم من إسرائيل؟ ولو أن أمريكا هي المحتلة وإسرائيل هناك للجأوا إلى إسرائيل تفكهم عن أمريكا! يلجأون إلى أمريكا وروسيا راعيتا السلام أن تفك فيهم من إسرائيل.

النظرة القاصرة التي أراد الله أن يمسحها من أذهان العرب - لو تربوا على دينه، لو تربوا على نهج نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله), لو عرفوا سيرته وهو في جهاده من بدر إلى آخر غزوة لم يلجأ إلى طرف آخر، لم يلجأ إلى الفرس، أو يلجأ إلى الروم، وهما القوتان التي كانت تمثل القوى العظمى في العالم في ذلك العصر لم يلجأ إلى الفرس ليساعدوه ضد الروم، ولا إلى الروم ليساعدوه ضد الفرس، ولا إلى الفرس ليساعدوه على قريش، ولا إلى الروم ليساعدوه على قريش، ربى الأمة تربية توحي لها بأن في استطاعتها أن تقف على قدميها وتقارع الأمم الأخرى.

وكان أبرز مثال على هذا ما عمله هو في ترتيبات [غزوة تبوك]؛ لأنه كان رجلاً قرآنياً (صلوات الله عليه وعلى آله) يتحرك بحركة القرآن، ويعرف ماذا يريد القرآن أن يصل بالأمة إليه في مناهجه التربوية وهو يربي نفوسهم كيف تكون كبيرة، كيف تكون معتزة بما بين يديها من هذا الدين العظيم فلا تحتاج إلى أي قوى أخرى) سورة آل عمران الدرس الثاني.

ويؤكّد السّيد مجدداً على أنّ القرآن الكريم هو أهمّ مصدر لمعرفة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومعرفة سيرته, وشخصيتّه, وعظمته, ومن خلال القرآن الكريم نعرف كيف قدّم الله رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) في كلّ جوانب حياته, وشخصيّته, كقائد محنّك, ورجل قرآني على خلق عظيم, يهتدي, ويقتدي به النّاس في كلّ مجالاتهم, وشؤونهم, ونعرف من خلال القرآن الكريم شخصيّته العظيمة, وحنكته القياديّة في تعامله مع أصحابه, وجنوده في السّلم, والحرب, ونعرف كيف كان تعامله مع الجنود في حالات المخالفة, والعصيان, والهزيمة, كما حصل في غزوة أحد, وكيف تحرّك معهم بتوجيه مباشر من الله سبحانه وتعالى بشكل عظيم جداً يحسّسهم بالّلطف, والأنس, والرّحمة, ويعالج مشاكلهم النّفسيّة, والمعنويّة, والتّربويّة, يقول السّيد: (وفعلا ً- كما نقول - أن القرآن الكريم هو أهم مصدر لمعرفة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) معرفة سيرته معرفة شخصيته معرفة عظمته أو جوانب من عظمته، ما يمكن أن نعرفها بالنسبة له (صلوات الله عليه وعلى آله) وكذلك بالنسبة لأنبياء الله الآخرين، ونحن بحاجة ماسة إلى هذه القضية أيضاً، إلى معرفة الأنبياء وإلى معرفة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بالذات معرفة كافية.

عرفنا كيف أنه كان قائداً لديه معرفة عالية ويعتمد عليه بشكل كبير في ميدان المواجهة ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ [آل عمران: من الآية121].

كذلك بالنسبة لنفسيته أخلاقه العالية سعة صدره التي تجعله يعرف كيف يتعامل مع الآخرين في الظروف الصعبة في الظروف التي عادة تؤدي إلى اختلاف بين الناس، اختلاف بين المجتمع اختلاف فيما بين القيادة والجنود ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾[آل عمران:159] عندما نسمع توجيهات كهذه فيها ما هو حكاية عما هو عليه فعلاً ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[آل عمران: من الآية 159] أو نسمع توجيهات له وتراها ذات قيمة عالية وهامة جداً، خاصة في وضعية كهذه التي مر بها المسلمون بعد معركة أحد ﴿فَاعْفُ عَنْهُم﴾[آل عمران:159] وتجد داخل الآيات التي تذكر أحداث معركة أحد وتلك الهزيمة، كم ظهر فيها من كلمات ﴿وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ﴾[آل عمران: من الآية155] ﴿وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ﴾[آل عمران: من الآية152] وهكذا فيوجه رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أيضاً بأن يعفو عنهم ﴿فَاعْفُ عَنْهُم﴾[آل عمران:من الآية 159].

العفو قد يكون التغاضي عن المؤاخذة التغاضي عن كثير من التأنيب والتوبيخ، العفو يختلف عن المغفرة ويكون له مجال خاص غير موضوع المغفرة، ولهذا يأتي في بعض الآيات يجمع بين العفو والمغفرة.

﴿وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾[آل عمران:من الآية 159] واستغفر لهم بأن تطلب من الله المغفرة لهم ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾[آل عمران:من الآية 159] لأنه في حالة كهذه عندما يتجه لأن يشاورهم هذه فيها نوع من الأنس، أعني يلمسون بأنه ما تزال نظرته إليهم جيدة وما يزال قريباً منهم، الإنسان الذي تتجه لمشاورته يعني ماذا؟ أن نفسك قريبة منه؛ لأنه - عادة - الهزيمة تترك أثراً كبيراً في النفوس خاصة، وهم عندما انهزموا في أحد تركوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في الميدان وكانت قضية كبيرة هذه، فكان هذا شيئاً طبيعياً أن يستحي كل شخص منهم ويخجل ويكون يحاول أن لا يراه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فإذا ما اتجه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) إليهم وشاورهم وتحدث معهم يحسون بنوع من الأنس، فهذه لها أثر كبير في النفوس) [سورة آل عمران الدرس السادس عشر من دروس رمضان].

ويبيّن السّيد أنّ هذه التوجيهات القرآنية, والإنطلاقة المهمّة للرّسول في هذا الميدان, وهذه الظّروف تحمل دروساً تربويّة, وأخلاقيّة مهمّة جداً في ميدان العمل العسكري, وتربية الأفراد, والجنود, مؤكّداً على أنّ الرسول كان بمستوى هذه المسؤوليّة, وبمستوى هذه التوجيهات, يقول السيد: (وعندما ينطلق رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يتعامل على هذا النحو من منطلق معرفته للناس كبشر يعرف الناس كناس ويعرف الوضعية أنه ليس صحيحاً أو ليس أسلوباً صحيحاً أن يتجه إلى توبيخ ومقاطعة لهم ونفور منهم هذا سيزيد من ماذا؟ من ارتياح العدو؛ لأنه أوجد هزيمة جعلت هذا المجتمع يتفكك تماماً وكل إنسان هو وإن زل قد يكون قريباً إلا نوعيه منهم تحدث عنهم: ﴿وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [آل عمران: من الآية154] هذه نوعية ثانية لكن آخرين قد تكون أحياناً متى ما زلّ زلة كل واحد يعرف زلته، وكل واحد يكون لزلته أثر في نفسه وبالإمكان إذا ما تزال نفسيته صالحة يكون قابلاً لأن يوجه أكثر ويتفهم أكثر ويأخذ دروساً وعبراً مما حدث فيكون فيما بعد على مستوى أفضل.

﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: من الآية159] (أي يقول هنا في توجيهات ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: من الآية159] توجيهات هامة جداً وبالتأكيد أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان على مستوى العمل بهذه التوجيهات) سورة آل عمران الدرس السادس عشر من دروس رمضان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر