الخيار الذي تبناه المنافقون من أبناء الأمة في العمالة والخيانة لمصلحة أمريكا وإسرائيل، في الولاء لأمريكا وإسرائيل، في التحالف مع أمريكا وإسرائيل، هو خيارٌ دنيءٌ تنكروا فيه لانتمائهم الإسلامي، ولانتمائهم الإيماني، ولانتمائهم الإنساني، جعلوا من أنفسهم عبيداً لأعدائهم، أليست هذه خسارة، جعلوا من أنفسهم مجرد أدوات تافهة، ومجرد أحذية دنيئة لأعدائهم، خيار خاسر بكل الاعتبارات، في الدنيا مآلاته الخسارة والندم، التي أكدها القرآن الكريم في سورة المائدة، وفي الآخرة عقوبتها النار: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[النساء: الآية145].
أما في الخيار الصحيح، الموقف الذي يعبر عن انتمائنا الإنساني، عن شرفنا الإنساني، عن كرامتنا الإنسانية، عن حريتنا الإنسانية، وعن انتمائنا الإيماني والإسلامي، وعن وعينا تجاه مؤامرات أعدائنا، مخططاتهم، مكائدهم، عن تحركنا القوي في دفع شرهم، فهو الموقف الصحيح، الناجح، الرابح، الفائز في الدنيا والآخرة، الموعود من الله بالنصر، الموعود من الله “سبحانه وتعالى” بالغلبة؛ لأنه خيارٌ راهنا فيه على الله، واعتمدنا فيه على الله.
إن أولئك رأوا في أمريكا أنها كل شيء، رأوا في التحالف معها وفي الولاء لها والولاء لإسرائيل أنه الخيار الرابح، وأنه السياسة الحكيمة، وأنه التوجه الصحيح، الذي يحققون به أحلامهم، وطموحاتهم وآمالهم، السراب، ولكنهم سيخسرون، مآلاتهم الخسران والندم.
أما خيارنا، فمهما واجهنا من صعوبات وتحديات، نحن نواجهها بشرف، نواجهها بكرامة، نواجهها بعزة، نجسِّد في مواقفنا حريتنا الحقيقية، حريتنا الحقيقية.
أما أولئك فهم يشهدون على أنفسهم أنهم أغبياء، يشهدون على أنفسهم كم أنهم تنكروا لإنسانيتهم، كم أنهم خونة، عندما خانوا دينهم، وخانوا أمتهم، وخانوا كرامتهم الإنسانية، كيف عبَّدوا أنفسهم وما يملكون لأعدائهم الذين لا يرون لهم في ذلك أي قيمة، ولا يقدرون لهم ما قدموه إليهم، وصدق الله القائل: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119].
أما نحن في خيارنا وانتمائنا ومسيرتنا وتوجهنا فنحن نسعى لأن نكون من أولئك الذين قال الله عنهم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[المائدة: الآية54]، في الوقت الذي تعتمدون فيه على مستشاريكم من بطانة السوء، من الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين، من أعداء هذه الأمة، من أعدائكم أنتم، لا يحبونكم، يودون لكم ما عَنِتُّمْ كما يودونه لكل الأمة، نحن نعتمد في خيارنا، في موقفنا، في توجهنا، في مسارنا، في مسيرتنا، نعتمد على هدى الله “سبحانه وتعالى”، على القرآن الكريم، ونستفيد من الحقائق الماثلة أمام أعيننا، لا زلنا ثابتين على تلك المبادئ والأسس والثوابت، التي أقررتم بها يوماً من الأيام، وتنكرتم لها فيما بعد ذلك، كل العرب كانوا يقرون بأن إسرائيل هي العدو، اليوم بعضهم أصبح يقول هي الصديق.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ