مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لا بدّ أن يكون التّعامل مع المرأة بشكل عام سواء كانت أمّاً, أو أختاً, أو زوجةً, أو قريبةً, أو بعيدةً, أن يكون تعاملاً قائماً على أساس الإحترام والتّقدير, وقد قدّم القرآن منظومة من الأسس والتّوجيهات الضّامنة لكرامة المرأة, وعدم ظلمها, واضطهادها, فعند قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً﴾[النساء: من الآية19] يوضّح السّيد المسألة فيقول: (كَرهَا: ليست قيداً، يبدو ليس قيداً؛ لأن بعض الأشياء هي تذكر حالة سائدة، أو حالة تكون غالبة في المجتمع فتكون تشنيعاً للقضية ما تقدم بشكل قيد، فتكون الآية في هذا الموضوع: أن معناه الذي كان يحصل عند العرب أنه كان يرث زوجة أبيه أو ربما زوجة أحد من أقاربه هكذا مع الميراث.

﴿وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ﴾[النساء: من الآية19] هذا توجيه عام بالنسبة لميراث الزوجة، لا يجوز أن يرث المرأة كأي شيء من الموروثات الأخرى والعضل معناه: المنع، ﴿لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾[النساء: من الآية19]، أي فالآية تتناول موضوع المرأة بشكل عام في أنه لا تكونوا على هذا النحو: ترثوا النساء كرها، فيما يتعلق أيضاً بقضية المرأة كزوجة؛ لأن العضل هنا كأنه منعها عن شيء حتى يضطرها إلى أن يذهب ﴿بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ﴾[النساء:19] أما أن قد يكون مثلاً المهر عندما مثلا يطلقها، ثم عندما يقرب أجل انتهاء العدة يتراجعها، أليس هنا كأنه يوقفها عن أن تسرَّح سراحا جميلاً، حتى يضطرها إلى أن تفتدي نفسها، العضل يعتبرونه بشكل عام هو المنع، فيأتي أحيانا أن تمنع قريبتك أن لا تتزوج زوجها الأول الذي طلقها وانتهت العدة، أن لا ترجع له أو أن ترجع إليه في العدة ﴿إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ يفسرون الفاحشة هنا بمعنى ماذا؟ النشوز، يفسرون أن معناها: النشوز! الله أعلم، المهم في الآية هذه أنه لا يحصل ظلم للمرأة حتى تضطر أن تفتدي نفسها، تفتدي نفسها بشيء من مالها مثلا قد يكون هو مهرها، قد يكون شيء آخر مما قد آتاها الرجل) سورة النساء الدرس السابع عشر.

ويؤكّد السّيد على عدم ظلم المرأة مهما كانت الوضعيّة مبيّناً أنّ عقد الزواج يعتبر ميثاقاً غليظاً بين الرّجل والمرأة يضمن لها المعاشرة والتّعامل بالمعروف أثناء الحياة الزوجيّة, ومع الطّلاق, وبعد الطّلاق, كلّها تكون إجراءات عادلة ومنصفة, وللأسف أنّ الكثير من الرّجال يخالفون هذه الأسس والتّوجيهات القرآنيّة, ويتعدّونها, ويظلمون المرأة سواء كانوا آباءً, أو أخواناً, أو أزواجاً, وهذا يؤدّي لخلخلة المجتمع, وتدميره من الدّاخل, ويفتح ثغرة كبيرة للأعداء, ففي سورة النّساء الدّرس السابع عشر عند قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً﴾[النساء: من الآية20] يوضّح السّيد أهميّة هذه التّوجيهات الإلهيّة, فيقول: (القضية عندك فقط أنك تريد أن تبدلها فتحاول أنك تطلقها لأجل يأتي لك مرجوع من أجل تتزوج بفلانة، هذه الطريقة غير مقبولة ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾[النساء:20]. لو قد أعطيتها قنطاراً من الذهب قالوا: إن القنطار يطلق على قنطار من الذهب في الغالب، ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً﴾ [النساء:21)، متى يحصل الميثاق المغلظ هذا؟ هل أنه يأتي عهد فيما بين الرجل والمرأة؟ لا، لكن يبدو نفس العقد القائم فيما بين الرجل والمرأة عقد النكاح أنه عبارة عن ميثاق أن يكون هناك معاشرة بالمعروف وتعامل بالمعروف؛ لأن قضية المعروف تراها أثناء المعاشرة ومع الطلاق وبعد الطلاق.

أيضاً وقد يكون عملياً أن تكون المرأة كما قال الله هنا: ﴿وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾[النساء:21] تسلِّم نفسها لزوجها، تبذل نفسها لزوجها أليس هذا يعني: لا يعد يصح فكأنه عمليا كما لو كان ميثاقا؛ لأنه لاحظ أنه في آيات أخرى أنه اعتبره ميثاقا من جانب المؤمنين عندما تكون وضعيتهم أنهم قد قبلوا حتى لو لم يقولوا: سمعنا وأطعنا، هل أحد يتذكر أن يقول: سمعنا وأطعنا حتى يكون هناك ميثاق عليه من الله ﴿وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾[المائدة: من الآية7] واقعك، قبولك لهذا الشيء قد صار يعتبر موثقاً، لا يوجد أشياء أخرى غير العقد، هل هناك في النكاح إجراءات غير العقد؟ لا يوجد شيء لكن العقد بما يترتب عليه هو كميثاق، أن تكون المرأة نفسها، بذلها لنفسها لزوجها أشبه شيء بالميثاق ولهذا قال: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾[النساء:21] تبقى معك كم سنين على هذا النحو: وقد أفضى بعضكم إلى بعض ثم تقول: تريد تطلقها، قد أنت تريد تبدلها [هاتوا آخر ريال دفعت!] هنا: ﴿أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾[النساء:20].

ولاحظ على الرغم من فظاعة القضية هذه هي تبدو شبه سائدة عند أكثر الناس، يطلق لكن يريد حقه [يدفعون لي حقي وأنا أطلق] أليس هكذا بعضهم يقول؟ وقد مكثت معه كم سنين، وقد معه عليها أولاد، وقد أفضى بعضهم إلى بعض وأخذن منهم ميثاقا غليظا، وقد تكون هي المظلومة وما يزال يقول: [يدفعون لي حقي وأنا أطلق] وأيضا يعتبر نفسه بهذا منصفاً أنه غير متعنت، منصف وحقاني!! [أعطوني حقي وسأطلق مثلما دخلنا نخرج]) سورة النساء الدرس السابع عشر.

وهنا يوضّح السّيد مسألة مهمّة جدّاً, وهي قيّومة الرّجل على المرأة, هذه القضيّة الّتي يدور حولها كلام كثير لتشويه الإسلام, وإثارة المرأة ضدّ الرّجل, إلاّ أنّ السّيد يبيّن الرّؤية القرآنيّة مؤكّداً أنّ قيّومة الرّجل على المرأة هي التزامات ماليّة وأخلاقيّة, ومسؤولية يتحمّلها الرّجل تجاه المرأة, ويقوم بها, فعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾[النساء: من الآية34] يبين السيد هذه القضية فيقول: (لاحظ العبارات هنا أليست عبارات حكيمة فعلاً؟ ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ لا تتناول القضية هذه باعتبار يترسخ في الذهنية موضوع جنس، جنس أفضل من جنس، ليس بهذا الشكل أعني: لا تأتي العبارة بالشكل الذي يرسخ في الذهنية هذا الشيء: جنس أفضل من جنس أو عالم أفضل من عالم ليست بهذا الشكل, إنه هنا فيما يتعلق بقضايا، ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ﴾[النساء: من الآية34] ألم يذكر هنا الإلتزامات المالية؟ عندما يقول هناك: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء: من الآية11] يكون هناك التزامات مالية بالنسبة للرجل، قال في آية أخرى: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾[البقرة: من الآية228] من حيث التكوين لكن لا يترسخ في الذهنية: أن المرأة ترى نفسها عالما هناك، والرجل عالما هناك، الرجال لهم درجة على النساء لكن ترى أنه منوط بهم مهام ومسئوليات والمرأة منوط بها مهام ومسئوليات، وكلها في إطار المهمة الواحدة والمسئولية الواحدة) سورة النساء الدرس السابع عشر.

ويضيف السّيد عند قوله تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ﴾ أنّ على المرأة أن لاّ تتأثر بالدّعايات الإعلاميّة, والإثارة حول الموضوع الّتي يقدّمها الأعداء فتتنكّر المرأة لدينها, فيقول: (خاضعات للأشياء التي هي من جهة الله سبحانه وتعالى قابلات مطيعات خاضعات لله خاشعات، إذاً فالمرأة التي تحاول تتنكر وكأن الإسلام اهتضمها وأشياء من هذه لا تعتبر قانتة، أول شيء هي فاهمة غلط، فاهمة للموضوع من أساسه غلط، متأثرة بدعاية الآخرين، الأعداء، فيما بين الرجل والمرأة يجب أن تكون هكذا: ﴿حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ تحفظ زوجها تحفظ عرضه وماله) سورة النساء الدرس السابع عشر.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر