{يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة:47) تفضيلهم على العالمين: بمعنى أعطاهم شيئاً هو يعتبر فضلا، أليس الله سبحانه وتعالى يذكر أن النبوة نفسها هي فضل؟ {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} (النساء: من الآية113) هي رحمة {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} (البقرة: من الآية105) فالفضل معناه: أعطوا أشياء، أوتوا الكتاب، الحكم، النبوة، أورثوا الكتاب، أليست هذه تعتبر فضائل أعطوها؟ لكن عادة ـ ويجب أن نفهم هذه القضية دائماً ـ أن هذه الأشياء يترافق معها مسئولية، وليست فقط أوسمة هكذا، أبداً، كلها يترافق معها مسئوليات، ولهذا ترى أنه أعطاهم هذا الفضل لكن عندما فرطوا فيما يعتبر مسئولية مقترنة بهذا الفضل كانت النتيجة سيئة عليهم في الأخير، فوجدنا لعن هؤلاء الذين ذكر أنه فضلهم على العالمين لماذا! فضّله يوم ولعنه ثاني يوم؛ لأن القضية ليست مجردة، ليس تفضيل بحت، إعطاء أشياء هي مسئوليات.
فأنت يقال أنت حصلت على فضل من هذا كان فضلا فعلاً عليك من الله أن أوكل إليك هذا الموضوع الذي هو يعني: مسئولية أمام الآخرين تتحرك به في الحياة تتحرك به مع الناس تلتزم به أنت، وتعمل بتوجيهاته، بالنسبة للآخرين أعني: ليست المسألة بالنسبة لله سبحانه وتعالى أنه يأتي يصنف عباده هكذا باعتبار الجنس مجرداً عن أي اعتبارات، هذه لا أعتقد أنها تحصل، كلها قضايا مقترنة بمسئوليات، مهام ومسئوليات، هو فضل كبير عليك أن يكون الله سبحانه وتعالى اختصك بشيء هو يعتبر مسئولية، أليس هو يعتبر فضلا عليك؟ لكن هذا الفضل لن يكون له قيمته بالنسبة لك إلا عندما تتحرك وفق المسئولية المقترنة به؛ لأنه هو في الواقع مسئولية، الفضل اعتبره في كلمة مسئوليات، تتحرك إذا لم تتحرك نسف وفي الأخير يصبح هذا أسوء.
ألم نجد في القرآن الكريم ضرب أمثلة لمن حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار، عندما لم يحملوها ضرب لهم أسوء مثل. عادة قد تكون المسئوليات هذه تترافق بمؤهلات، هذه المؤهلات نفسها هي تساعدك على القيام بالمسئولية هذه، فإذا لم تقم بالمسئولية هذه، قد تتحول مؤهلاتك إلى شر.
بنوا إسرائيل هم يبدو ولديهم ذكاء باعتبار عندهم نفوس ذكية عندهم خبث، شياطين، مثلما يقول البعض: [فلان شيطان] إذاً هذه كان المفترض أن هذه تسخر في ماذا؟ في النهوض بمسئوليتهم؛ لأنه عادة المسئوليات تحتاج إلى نفسيات كهذه، حتى أنت عندما تختار لمهمة من المهام عندما يأتي رئيس دولة أو أي شخص يريد أن يكلف أشخاصاً بمهام، ألا يحتاج إلى أن ينظر إلى ما لدى هذا الشخص باعتبار نفسيته، ومؤهلاته هل هو سيكلف شخصاً غبياً؟ لا. وإنما سيكلف شخصاً يرى فيه مقومات النهوض بهذه المسئولية. إذا لم يتحرك إذا لم يشغل هذه المؤهلات هذه المقومات التي تعتبر مساعدة على النهوض بالمسئولية إذا لم يشغلها في هذا الإطار، في ماذا؟ في مجال مسئوليته، تتحول إلى شر. الآن خبث بني إسرائيل أليس الناس يصيحون منهم في العالم الآن، وهم قليل لكن عندهم خبث يعرفون كيف يشتغلون كيف يخططون، عندهم الإستمرارية، الجدية هذه.
هذه القضية هي أساساً من الأشياء التي تعتبر ضرورية لمن يعطون مسئوليات، أو لمن يوكل إليهم مسئوليات ومهام، هل أنت يمكن أن توكل مهمة إلى شخص ليس عنده اهتمام ولا هو مستعد في نفسيته، أعني: كسلان لا يبالي أو تريد شخصاً يتحرك فيها؟ إذاً قد تكون اختصاصات من هذا النوع هي كلها معناها: منحة يعطيها الله وكلها مرتبطة بهذا الدور المنوط بهم، مثل العلم نفسه، أليس العلم نفسه هو يعتبر مسئولية؟ لكن عندما تتجرد عن الإهتمام بهذه المسئولية، فيمكن يتحول إلى شر فيمكن أن تحكم أحكاماً باطلة، أليس من الممكن أن يحكم أحكاماً باطلة مقابل فلوس؟ وإذا به أصبح يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً، وقد صار لديه معرفة كيف يوظف الدين للحصول على ماديات، وقد عنده ذكاء، ذلك الذكاء الذي كان المفروض أنه كيف يوظفه في إصلاح الناس، وفي دعوة الناس إلى الله، وإرشاد الناس إلى الله، وإذا هو قد صار يوظف هذا الذكاء في كيف يستثمر من ورائه.
فالقضية هي على هذا النحو: مؤهلات للنهوض بمسئولية هي أشياء لا بد أن تكون لها قيمة في الواقع، لكن تتعطل قيمتها عندما تترك المسئولية فتتحول إلى شر تحول ذكاؤهم تحولت جديتهم واستمراريتهم هذه الروح العملية لديهم الروح الحركية لديهم، تحولت إلى ماذا؟ إلى شر، تصبح هي وبالاً كثيراً عليهم، تصبح شراً عليهم هم، ألم يقل في آية سابقة في [سورة البقرة] :{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(البقرة: من الآية9) في الأخير يصبح ذكاؤهم تصبح روحيتهم الحركية العملية مصدر شر كبير يتضاعف عليهم، بدل ما كان المفروض أن يكون مصدر أجر كبير وفضل يتضاعف لهم .
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[ الدرس الرابع من دروس رمضان ]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.