للشهر الحادي عشر، والعدو الإسرائيلي يواصل جريمة القرن، في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بمختلف وسائل الإبادة الجماعية، وفي مقدمتها: المجازر الجماعية، التي بلغت (ثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسة وثلاثين مجزرة)، منها في هذا الأسبوع فقط (خمسة عشر مجزرة) من أبشع الجرائم وأفظعها همجيةً، أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من ألف شهيدٍ وجريح، وكان أشنعها وأفظعها مذبحة الفجر في يوم السبت الماضي، حيث قام العدو الإسرائيلي باستهداف المصلين، في مصلى التابعين أثناء أدائهم لصلاة الفجر، استهدفهم بثلاث قنابل أمريكية كبيرة، تستخدم لتدمير التحصينات الإسمنتية، مستبيحاً بذلك حياة المدنيين، ومنتهكاً قدسية الصلاة والمصلى، ومتعمداً للإبادة لهم أثناء تجمعهم، في سياق عدوانه الذي يمارس فيه الإبادة الجماعية.
تلك الجريمة، وما أكثر ما سبقها من الجرائم الشنيعة، وأيضاً الحصيلة ليومٍ واحد من ثلاثمائة وأربعة عشر يوماً، كافية لأن يستفيق منها ضمير أي إنسان لم يطبع الله على قلبه، ولكن ردود الفعل في معظم الساحة الإسلامية، وفِي مقدمتها البلدان العربية، هي الحالة التي عبر القرآن الكريم عنها في قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}[النمل:80]، وقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ}[النمل:81]،
أين هي مواقف الحكومات والأنظمة والزعماء، المواقف العملية الجادة؟! فلا حرَّكتهم الجرائم الفظيعة، المتجددة يومياً من جهة العدو الإسرائيلي، ولا كذلك تحرَّكوا لحجم مأساة الشعب الفلسطيني، ولتلك المشاهد الدامية المؤلمة لكل إنسان بقي له ذرة إنسانية، بل مع ذلك، تتواطأ بعض الأنظمة، ويتباهى العدو الإسرائيلي بما يصل إليه منها من عشرات آلاف الأطنان من الفواكه والمواد الغذائية، في الوقت الذي يتضوَّر فيه الشعب الفلسطيني جوعاً، وهو محاصر، وهو يستنجد بهذه الأمة، وهو يستغيث، فلا يسمعون لاستغاثته، ولا يلتفتون إلى واقعه، وتذهب شاحناتهم المحملة بآلاف الأطنان من الفواكه والمواد الغذائية إلى العدو الإسرائيلي؛ ليستفيد منها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 11 صفر 1446هـ 15 أغسطس 2024م