لو نأتي إلى واقع مجتمعنا كم مشاكل حصلت ما بين قبيلة وأخرى، كم سفكت دماء ما بين قبيلة وأخرى، نتيجةً للثأر بهذه الطريقة الجاهلية، وبهذا السلوك الجاهلي الذي ليس من الإيمان في شيء، كم انتشرت حالة الخوف، وأثَّرت على حياة الناس في حركتهم في الحياة، في بيعهم، في شرائهم، في تنقلاتهم، نتيجةً لهذا السلوك الجاهلي، وأول ما يجب محاربته بالوعي والإيمان والالتزام بالشريعة الإسلامية، وبالإجراءات وبالاتفاقيات التي يجب أن تساعد- كذلك- على حماية الناس من هذه الجريمة ابتداءً، ثم في حالات الثأر الذي يأتي على النحو الجاهلي، وبالسلوك الجاهلي.
{فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}، البعض تؤثر فيهم العجلة (الاستعجال)، مستعجل أن يثأر؛ لأن القاتل اختفى، أو هرب… أو غير ذلك، فيتصرف كيفما كان. |لا| ثق بنصر الله، الله قد وعد بالنصر: {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}، إذا لم يسرف الإنسان في القتل، وتقيَّد بالشرع الإلهي، والتزم بأحكام الله -سبحانه وتعالى- وتوجيهاته وتعليماته، فقد وعد بالنصر.
نأمل أن يكون هناك أيضاً اهتمام بمعالجة هذه الظاهرة السلبية، وهذه المشكلة الخطيرة جدًّا المؤثرة في واقع الناس، من خلال التوعية، من خلال الوثيقة القبلية، من خلال الإجراءات الرسمية، من خلال اهتمامات واسعة لمعالجة هذه المشكلة والعمل على إنهائها؛ لأنها سلوك جاهلي، وسلوك مدمِّر، وسلوك خطير جدًّا.
والاستهتار أيضاً بحالة القتل نتيجةً لأتفه الأسباب قضية خطيرة على الناس، الأمة تواجه تحديات، وتواجه مخاطر، لا ينبغي أن تستنزف في الصراعات الداخلية على أتفه الأسباب، وأن يقتل الناس على أبسط الأشياء، الأمة بحاجة إلى قوتها البشرية وطاقتها البشرية في الاتجاه الصحيح، في المواقف الصحيحة، والإنسان الذي يمتلك الشجاعة، يمتلك الجرأة، يمتلك القوة، يمكن أن يوفر شجاعته وأن يوظِّف قدرته هذه وطاقته هذه في محلها الصحيح.
نحن اليوم- كشعبٍ يمني- نواجه عدواناً ظالماً باغياً، يسعى إلى احتلال بلدنا، وإلى استعباد شعبنا، وإلى السيطرة علينا، من يمتلك الشجاعة، من يمتلك الجرأة، من يمتلك القوة، من يمتلك الإقدام، يمكن أن يبين ذلك في محله الصحيح في التصدي لهذا العدوان، بدلاً من الغرق والضياع والتورط في جرائم من هذه الجرائم، التي يبقى منها الوزر والإثم، ولها تبعاتها الخطيرة في الدنيا وفي الآخرة.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(جريمة القتل الأسباب والآثار والمعالجات)
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة عشر مايو 23, 2019م