مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

موضوع ما يسمّى بزواج المتعة من المواضيع الّتي تثار ضدّ أنصارالله, وتُشنّ عليهم به الدّعايات الإعلاميّة منذ بداية الحرب الأولى في العام 2004م بغرض تشويههم, وتأليب الرّأي العام ضدّهم, ولا زالت هذه التّهمة قائمة حتّى الآن على نطاق واسع من قبل أبواق النّفاق, ووسائلهم الإعلاميّة المتعدّدة, ويستخدمون حتّى الخطباء, والوعاظ, والمرشدين الوهابييّن في ذلك, وفي الحقيقة أنّ موضوع المتعة هو معتقد إثنا عشري يعتمدون فيه على كلمة وردت في آية في سورة النّساء بلفظ الإستمتاع في سياق الحديث عن النّكاح الشّرعي والزّواج الثّابت, وقد فسّروه بأنّ معناه ما يسمّونه بزواج المتعة, أو الزّواج المؤقت.

إلا أنّ السّيد حسين بدرالدين قد فنّد هذه الدعوى، وبين بطلان هذا المعتقد، وهو معتقد لا يدين به الزيديّة، ولا السّيد حسين، ولا حركة أنصار الله، فيقول السّيد حسين حول هذا المعتقد في سياق حديثه عن هذه الآية ما نصه:

﴿وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾[النساء: من الآية25] هذه آية واحدة كلها من أولها إلى آخرها آية واحدة لأن بعض الطوائف يوقفون هنا عند: ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ والسياق هو سياق النكاح؛ لأنه لاحظ فيما بعد عندما قال: ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ يعني: الحرائر ﴿فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ﴾ من الإماء تتزوج بأمة ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾، ألم يأت بكلمة: ﴿وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ مثلما قال سابقا: ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ هذا على التأكيد فيما يتعلق بموضوع المهر مثلما قال سابقا: ﴿أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾[النساء:21] وقبلها يقول: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾[النساء: من الآية4] أي: تعرف بأنك عندما تعطيها المهر ما كأنها قضية هكذا, قال: افهم أنك تستمتع بها ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ يعني: مهورهن) سورة النساء الدرس السابع عشر.

وعلى هذا يكون الموضوع الذي يتحدّث عنه القرآن الكريم هو موضوع المهر للمرأة, والنّكاح الثّابت السّائد المعروف عند المسلمين, ولو كانت قضيّة المتعة ثابتة لكانت مشتهرة في المجتمع أيّام رسول الله, ومن بعده, وبين عموم المسلمين, يقول السيد: (والكلام كله في موضوع النكاح والنكاح السائد المعروف عند المسلمين هو هذا النكاح الذي نسميه نكاحا ثابتا، لو أن قضية المتعة قضية ثابتة لكانت مشتهرة في المجتمع في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن بعده لكانت مشتهرة في المجتمع فيما بين المسلمين ولم تكن فقط في حالة واحدة كما يذكر الإثنا عشرية، يقولون: بأنه قد ثبت تشريعها ولم يثبت نسخها! قلنا: إنه أحيانا تكون عملية التشريع تكون مقيدة في وقتها، ولولا أنها مقيدة بظرف معين ووضعية معينة في وقتها، وأنها تشريع ثابت وتشريع مطلق لكانت سائدة في المجتمع، ولما حصلت العبارات على هذا النحو: ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ﴾[النساء:25] يعني: الحرائر المؤمنات، فلا مانع أنه من فتياتكم المؤمنات، أليس معناه النكاح الثابت؟ الذي يسمى: النكاح الدائم؟) سورة النساء الدرس السابع عشر.

وهنا يوضّح السّيد أنّ العدول مع عدم القدرة على تزوّج الحرائر إلى الإماء من الفتيات المؤمنات جاء كتخفيف, ولو كان هناك شيء اسمه متعة مشروعة لعدل إليها القرآن الكريم, يقول السيد: (لاحظ كيف جاء العدول كتخفيف لأنه بعد يقول: إن الله يريد أن يخفف عنكم فيما إذا ما استطاع أن يتزوج من الحرائر؛ لأنها قضية هي الأولى لأن الله يقول في القرآن: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[الإسراء: من الآية9] فعندما تتزوج بأمة هي مملوكة لشخص آخر هنا يقوم عليك أحكام معينة بالنسبة لأولادك فلا بأس أن تعدل إلى الأمة، ألم يكن سيذكر العدول إلى الاستمتاع المؤقت؟ الاستمتاع المؤقت الذي يمكن يكون مع حرائر أخرى أليس من الممكن أن يكون مع حرائر استمتاع مؤقت؟ على ما يقولون: المتعة عند الإثنا عشرية؟ لم يعدل إلى هذه إلى موضوع استمتاع مؤقت الذي كان يمكن أن يكون حاصلا مع حرائر، لا، ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ﴾[النساء:25]، أن يذكر كلمة أجر معناه المهر أعني: القضية هنا واضحة في النكاح تماما من عند ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ إذاً هم يعتبرون هذه؛ لأن تلك هي نفسها في سياق المحرمات نكاحهن، أليس هنا الموضوع موضوع نكاح هنا قال: ﴿فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ﴾؛ لأن الإنسان إذا معه أمة له لو لم يستطع أن يتزوج بامرأة من الحرائر فيمكن له تسرِّي - كما يسمونه - يعني: يمكن أن يطأها وإذا جاء له أولاد عليها تعتبر مثلما يقولون: أم ولد لم يعد له أن يبيعها تتحرر بعدما يموت تصبح حرة »أعتقها ولدها« كما يقولون، هذه القضية مقدمة على أساس أن ما عندك أمة أنت، ولا عندك استطاعة أن تتزوج من حرائر، من امرأة حرة، فيمكن تتزوج بأمة يعني: الأمة هنا لواحد آخر عندما يقول: ﴿فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ﴾ هم لا يقولون في المتعة أن تكون بإذن أهلهن مع الحرائر، هم لا يقولون هم أن المتعة تكون بإذن أهلها، فيما بينك وبينها، اتفق أنت وإياها على وقت معين، شهر، شهرين، أسبوع كمَّا أمكن وكل شيء بحقه في الشهر حقه أكثر من أسبوع! هنا يقول: ﴿فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ﴾، الإماء نفوسهن وهي أمة ﴿وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ﴾ [النساء: من الآية25] المطلوب من النكاح هو: الإحصان أن يتحصن الرجل وتتحصن المرأة.

وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾ [النساء: من الآية25]).

يوضّح السّيد أنّ الموضوع كلّه في الحالتين مع الحرائر ومع الإماء, قائم على أساس العفّة, والإحصان, وهذا ما لا يكون في المتعة, يقول السيد: (أخِلّاء، أو على ما يسميها الغربيون: عشيق أو عشيقة على ما قال هنا: ﴿وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾ قالوا: كانت هذه حاصلة عند العرب في بعض القبل أو في بعض القرى، كان يحصل، يكون مع المرأة أيضاً عشيق آخر, إذاً فالزواج المطلوب منه أعني: من أهدافه ومن مقاصده: التحصين، التحصين أي: إعفافها عن الآخرين، فهنا تلاحظ أنه كان حركة الإماء في المجتمع تختلف عن حركة الحرائر، فقد يكون الإماء مثلا البعض أقرب إلى أن تكون مثلا معرضة لآخرين، هنا تلاحظ في موضوع الأمة أيضاً، كما تلاحظ بالنسبة للحرة أن تكون محصنة عفيفة، يلاحظ في موضوع الأمة أيضاً أن تكون عفيفة ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾[النساء:25] هل المتعة يمكن أن يقال فيها إحصان على هذا النحو؟ أم أنها فتح الشهية لآخرين؟ أعني: أنت تستمتع بها شهراً وقد هي منتظر من بعد الشهر منتظر لزبون جديد وهكذا، وأنت كذلك منتظر لزبونة جديدة) سورة النساء الدرس السابع عشر.

ويضيف السيد أنّ الإحصان للرّجال والنساء لا يكون إلاّ من خلال الزّواج المشروع، والنّكاح الثّابت، فيقول: (هنا يقول: محصنات، محصنين، ألم يقل هكذا: محصنين؟ إحصان يعني: أن تكون أنت تحصنها وهي تتحصن بك ماذا يعني التحصين؟ يعني: إعفافها عن الآخرين: هذا زوجها، لا يحصل هذا في نفسية المرأة وعند الرجل إلا من خلال الزواج الثابت، هل بالإمكان أن تقول: محصنين مع عملية اتفاق أسبوع أو أسبوعين بينك وبينها؟ هل تسمى أنك محصن؟ لا، هي منتظر لواحد ثاني بعد الأسبوعين وعندما - كما يقولون -: تجلس طهراً واحداً يسمونها: [استبراء] بحيضة واحدة) سورة النساء الدرس السابع عشر من دروس رمضان.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر