1) إما الإذعان والتسليم لهذه المخاطر وإفساح المجال للأمريكي وأدواته ليعملوا عملهم في الأمة، يعملون ما يريدون وينفذون كل مكائدهم ومؤامراتهم بحق الأمة دون أي عوائق ولا مطبات أمامهم حتى يصلوا إلى النتيجة التي يريدونها وهي أسوأ نتيجة خسارة الدنيا والآخرة.
2) أو أن تتحرك الأمة، أن تعتصم بالله سبحانه وتعالى أن تعود إلى مبادئها العظيمة وإلى قيمها الأصيلة وإلى فطرتها الإنسانية وتتحرك تحركاً مسؤولاً تعي مسؤوليتها أمام نفسها وأمام الله سبحانه وتعالى الذي لا يرضى لها بالإذعان والخنوع والاستسلام وأعداؤها يسحقونها ويرتكبون بحقها أبشع الجرائم ويسعون إلى القضاء عليها وإنهاء كيانها ووجودها بكل ما يعنيه هذا الوجود.
الخيار الصحيح هو أن تتحرك شعوب هذه الأمة بقدر ما يتحرك الأعداء
الخيار الصحيح الذي تقتضيه الفطرة الإنسانية وتفرضه المبادئ ويفرضه الدين والقيم والأخلاق أن تتحرك هذه الأمة لتدفع عن نفسها تلك الأخطار بقدر ما يتحرك الأعداء, أن يكون هذا التحرك بشكل شاملاً, وأن تحرص على كل ما يعطيها قوة في الموقف أن تحرص على ذلك كله وتتحرك على كل المستويات بوعي الأمة بأمس الحاجة إلى الوعي والتحرك العملي على كل المستويات، اليوم الشعوب مكشوفة الظهر لا جيوش قوية تحميها ولا كيانات بشكل دول يمكن أن تعول عليها لتدفع عنها الخطر، والشر يطالها بشكل مباشر والمؤامرات تنزل اليوم إلى الميدان الشعبي بشكل مباشر لأن موضوع الحكومات بالأغلب قد انتهت منه أمريكا البعض صار مجرد دمية يتحرك لتنفيذ المؤامرات والبعض إما قضي عليه وإما مستغرق يعيش حالة الأزمة الخانقة التي تفقده القدرة على الفعل الكبير في واقع الأمة، فالشعوب معنية بنفسها معنية بحكم الفطرة الإنسانية وبحكم الدين والمسؤولية الدينية.
إن الله يأمرنا أن نتحرر من الطواغيت، إن الله يريد لنا ألَّا يستعبدنا أحد أيًّا كان وبأي عنوان كان، إن الله سبحانه وتعالى يريد لنا العزة ولا يرضى لنا أن نقبل بالذلة والهوان، إن الله سبحانه وتعالى هو القائل: }وَلِلهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ{ [المنافقون:8]، إن الله يريد لنا الكرامة، إن الله يريد لنا ألَّا نُظْلَمَ وألَّا نقبل من الآخرين بأن يظلمونا أبشع الظلم وبكل أشكال الظلم عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وتحت كل العناوين، }وَمَا اللهُ يُرِيْدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ{ [غافر:31] }وَمَا اللهُ يُرِيْدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِيْنَ{ [آل عمران:108].
وبالتالي مسؤوليتنا تجاه أنفسنا ومن الحق لنا أن نتحرك وألَّا نكترث بكل أولئك الآخرين الذين يريدون أن تكون شَرْعِيَّةُ التحرك لأمريكا، ويجعلون لها الحق المطلق أن تتدخل في كل شؤون هذه الأمة في شؤون كل شعوبها وأن تفعل ما تريد عسكريًّا أو أمنيًّا أو سياسيًّا أو اقتصاديًّا وتتخذ أي خطوة، ثم يقولون لك: ليس لك الحق أن تتحرك للدفاع عن نفسك, لا, أنت متمرد, أو انقلابي, أو إرهابي, أو أي عنوان، ليس لك الحق أن تتحرك بما تقتضيه فطرتك ومبادئك ودينك وثقافتك وأخلاقك، ليس لك حق الحرية, يجب أن تبقى خانعاً لهم مستسلماً لهم مذعناً لسياساتهم وتوجهاتهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في: [ذكرى الصرخة 1437هـ]