أحياناً إذا كان يوجد طمع ينعكس في مواقف الإنسان، في تصرفاته أشياء يتجنبها أي: هو معروف أن تكون طامعاً في جهة يكون ما يزال معك فيها أمل ستقول: [يا أخي ما هو وقت ليس بالطريقة هذه ما زال هناك أمل عسى أنهم] هذه في الأخير تنعكس في ماذا؟ في رؤية معينة حول تصرفاتك أنت في مواجهتهم. إذا كنت أنت فاهماً هؤلاء ليس هناك طمع أن يؤمنوا، لا يوجد طمع فيهم أن يؤمنوا، لكن أُدع وبين بالطريقة العادية والطبيعية، ولكن لا يوجد مطمع بالنسبة لبني إسرائيل. حتى عندما يأتون يبحثون عن موضوع سلام من بني إسرائيل، عندما يكون عندهم أنهم يحصلون على سلام من عندهم في الصراع مع إسرائيل ومع أمريكا، لديهم طمع عسى أنهم سيقبلون، عسى أنهم سيلتزمون باتفاقية معينة بيننا وبينهم، عسى أن...لا، هذه تقطع الأمل.
وفعلاً قدم في آيات أخرى بأنه أصبحت هذه لديهم سلوكا معروفا: نقض المواثيق.{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}(البقرة: من الآية100) لا يوجد فيهم مطمع . إذاً فلا تثق، لا تكن بالشكل الذي يحصل عادة عندما تكون طامعاً في جهة ينعكس أثرها على تصرفاتك معهم ولا تكون بالشكل الذي تثق بهم هم، أو تأمل من ورائهم أن يتقبلوا منك شيئاً، لا يوجد فيهم طمع، لا تثق بمعاهدات معهم.
ولهذا لاحظ: هو حصل فعلاً في الإسلام معاهدات، ومواثيق حصل مثلاً في مراحل في صدر الإسلام، في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مثلاً اتفاقيات معينة أو صلح معين على أن لا يعملوا كذا وأن لا يتآمروا وأن لا.. لكن القضية مرتبة، هناك فارق كبير جداً ما بين المواثيق والهدن والصلح الذي كان يتم في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)وبين ما يحصل بينهم وبين العرب الآن، هناك فارق كبير.
الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرف طبيعة هؤلاء الناس سيعمل معهم معاهدة، هدنة معينة، لكنه مجهز نفسه عندما ينقضون سيضربهم ليس المعنى أنه عندما يدخل معهم في صلح أنه واثق بهم. لا، هذه قضية أخرى، قضية أن واقع بني إسرائيل هم على هذا النحو: إذا واحد تأمل بأنه كيف كان هناك تعامل متميز معهم في تاريخ الإسلام في الصدر الأول ليس على أساس أنه مُقِرٌ لهم على ما هم عليه، ولا من منطلق أنه يثق فيهم عندما يدخل معهم في صلح ، أو معاهدة ، أو هدنة ، أو أي شيء من هذه أبداً ، إنما هذه في نفس الوقت تجعلهم أمام واحدة من اثنتين : إما أن يكونوا أناساً يتقبلون ويندمجون في المجتمع المسلم ويذوبون فيه ويسلمون ، أو متى ما ظهر منهم النقض الذي هو الشيء الطبيعي عندهم ، فيكون معناه أنهم فتحوا على أنفسهم الثغرة لِيُضْرَبُوا.
العرب الآن يدخلون معهم في مواثيق ومعاهدات ويكون عنده أنهم صادقين لم يعد يحسب أي حساب، هو ليس في موقع مجهز لنفسه متى ما نكثوا يضربهم فتراهم في الأخير يصيحون، يصيحون ويقولون: [هذا يضر بعملية السلام ، هذا أثر على عملية السلام هذا مؤثر على المعاهدات والإتفاقيات] وفي الأخير قالوا: [ خارطة الطريق وسيؤثر على خارطة الطريق، هذا يؤدي إلى إخماد خارطة الطريق إلى إبطال خارطة الطريق] وأشياء من هذه!! لعب بهم بنو إسرائيل لعبة فعلاً، لعبوا بالعرب لعبة رهيبة، يدخل معهم في معاهدات وعنده أنهم صادقين ثم في الأخير تنعكس على مواقفهم.
لاحظ قوله:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}(البقرة: من الآية75) هذا الطرف الغبي، الطرف الغبي فعلاً الذي لا يعرف بني إسرائيل متى صار عنده أمل قد أصبح يسمع من بني إسرائيل، هم مكَّارون، هم مضللون يصدقهم عندما يقولون: [أنه احتمال ندخل معكم في هدنة واتفاقيات سلام ومواثيق ويهمنا أن يكون هناك سلام وتعايش سلمي] فيعود هذا على أصحابه الذين يجاهدون ويقاتلون ليقول لهم: اقعدوا، اسكتوا] ويقوم بضربهم لأن لديه طمع، هنا أليس طامعاً؟ هو طامع في بني إسرائيل أنه سيدخل هو وإياهم في ماذا؟ في اتفاقيات سلام، ويستقر، ولا يوجد حاجة لقتالهم! في الأخير يقسو على أصحابه على الذين يجاهدون، وفعلاً هذا حصل في فلسطين بشكل عجيب، [ السلطة الفلسطينية] يخادعها الإسرائيليون وظنوا فعلاً أنه سيدخل معهم في سلام، وتنتهي القضية! إذاً أولئك الذين هم مزعجون [حماس والجهاد] وتلك الحركات المجاهدة؛ ثم يرجعون عليهم بقسوة، ويعيقون أعمالهم، ويقتلون منهم، ويسجنونهم ويسلمونهم للإسرائيليين في بعض الحالات! لأنه قد أصبح لديه طمع أنهم سيصدقون!.
لا، القضية هنا لا يكون لديك طمع فيهم على الإطلاق، أن يبني الناس أنفسهم على أساس معرفتهم لبني إسرائيل، يمكن متى ما جاءت مرحلة معينة رأوا هم، هذا الطرف، ليس على حسب إملاءات بني إسرائيل: أنه يأتي هدنة، يأتي صلح ويكون هو مجهز نفسه بالشكل الذي يعرف أنه احتمال 100% أنهم ينكثون لكن اتركهم ينكثون لتضربهم، لأنه متى ما نكثوا عهداً، متى ما نقضوا ميثاقاً أصبح مبرراً واقعياً ومبرراً إعلامياً، ومبرراً منطقياً أن يُضْرَبُوا .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة دروس رمضان – الدرس الخامس
سورة البقرة من الآية (67) إلى الآية (103)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 5 رمضان 1424هـ
اليمن - صعدة