مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة 94ـ 96) يقول: أبداً، يتمنى أن يتعمر ألف سنة لأنه يعرف أن المستقبل بالنسبة له مُظلم، مُظلم لأن الطريقة التي هو عليها هي طريقة ظلام مهما حاول أن يُصبغ عليها مبررات، وأشياء من هذه. {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي: قل لهم: {إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}؛ لأن معنى هذا أنتم تعرفون ونحن نعرف جميعاً أن الدار الآخرة أفضل من الدار الدنيا هذه، فعندما تدعون أن قد معكم ضمانة عليها وأنكم تسيرون إليها، إذاً فالوجود في الحياة الدنيا هذه هو يعتبر خسارة بالنسبة لكم، والموت يعتبر مفتاح الدخول إلى ذلك العالم الراقي، إلى عالم الجنة التي تدعون اختصاصكم بها.

{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (البقرة:95). عليم بالظالمين بالشكل الذي يفضح ما هم عليه، أحياناً كثير من الدعاوى قد تنسى أنك كيف تواجهها، أو كيف تفضحها، خاصة إذا حصل عند الإنسان وفق القواعد المنطقية في الإستدلال والجدل والحوار الذي معناه: مقارعة في اتجاه واحد، ونقطة واحدة. فأحيانا تكون منصرفاً عن الموضوع، عن موضوع دعاواهم أنهم مختصون بالدار الآخرة وأشياء من هذه قد يغنيك عن الجدل في القضية هذه [لا أبداً لستم مختصين ولو كنتم مختصين لكانت الأدلة كذا كذا ... ] أخذ ورد، قل: إذاً تمنوا الموت إن كنتم صادقين، وسيبين من خلال حالتهم بأن كل ما يدعونه أنهم غير واثقين منه، كل ما يدعونه لأنفسهم من اختصاصات، وطريقتهم طريقة غايتها الجنة هذه باختصاص عند اليهود بأنه فقط هم سيدخلون الجنة، هم، لن يدخل ولا النصارى، والنصارى هم فقط. إذاً فهذا يفضحهم تجعل منه هو من واقعه ما يفضحه.
ثم يبين لك أنت كيف يصل الإنسان في نفسيته، لأنه ظهر هنا بمظاهر متعددة، في اعتقادات، وسلوكيات، ومواقف من الأنبياء مواقف مما أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله.) ثم يبين لك أثر الضلال في حالة نفسية داخله، حاله نفسية، خائفين من الموت ولهذا يزعجهم جداً [الموت لأمريكا الموت لإسرائيل]. لا يريد أن يسمع كلمة موت نهائياً.
عندما رأوا الموت في العراق بمعدل أربعة، خمسة كل يوم إنهارت معنوياتهم وانزعجوا هناك. الموت يشكل بالنسبة لهم قضية مزعجة جداً لأنهم غير واثقين بما وراءه نهائياً لهذا عندما قال الإمام علي (عليه السلام): ((والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)) طمأنينة هذه، يأتي الموت، يريد يتقدم، يريد يتأخر متى ما أراد هنا طريقة صحيحة فليكن ما كان.

{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدا} هذه فضيحة مؤكدة من البداية لأن الله سبحانه وتعالى هو يعلم، {يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً} (الفرقان: من الآية6)، ويعلم أن هؤلاء هم بهذا الشكل {لَنْ يَتَمَنَّوْه} ألم يكن باستطاعتهم أن يتمنوه ليفضحوه، أبداً لن يتمنوه، وهم يتمنون أن يكون لديهم ماذا؟ ما يفضحون هذا الذي يعتبرون أنه غير صحيح، أو يدعون أنه ليس حقاً، القرآن مثلاً ونبوة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وهذه قضية خطيرة لولا أنها من عند الله، لن يستطيع أحد أن يقول هذا أبداً، لن يجرؤ محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أن يقول: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدا} لماذا؟ لأن معناه أنك تعطي الطرف الآخر تعلق مصداقيتك كلها بشيء خطير ربما يعملونه تفتضح، أليست قضية سهلة؟ أنه يمكن أي طرف يتمنى الموت، لكن لما كان من عند الله، هو يعلم.
إذاً، فهذه من المؤكدات أن هذا القرآن هو من عند الله سبحانه وتعالى لا يوجد أي ريب على الإطلاق مثلما قال في أول السورة {لا رَيْبَ فِيهِ} (البقرة: من الآية2). لاحظ كيف أنه من مظاهر أنه {لا رَيْبَ فِيهِ} أنه من عند الله، هذه النقطة الحساسة والتي لن يجرؤ أحد على الإطلاق أن يقولها أن يتحدى الطرف الأخر بها، ترتب كل مصداقيتك على حاجة بسيطة [مثل الشعرة] ربما يقولونها! تقول: إذاً تمنوا الموت، ما رأينا شيئاً. انهار كل ما عندك من شيء، أبداً {وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (الجمعة:7). عليم بنفسياتهم وشخّص للناس نفسياتهم، عليم بكيف تفضحهم، عليم بكيف تبطل كثيراً من ادعاءاتهم ومقولاتهم.

{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} (البقرة: من الآية96) لأنه لا يتوقع شيئاً بعد الحياة هذه، هو يريد يبقى هنا {أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} أي: جزء من الحياة، يتشبث بحياة حتى لو قد صار يهودياً على عصاه ولو قد صار في وضع مزري، لا يحب أبداً أن يموت، وأحرص من الذين أشركوا، أحرص منهم على الحياة.
{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} (البقرة: من الآية96). إذاً هذه هي تمثل نقطة ضعف بالنسبة لهم، كبيرة جداً. فمن نعم الله تعالى على الناس أنه عندما يكون أعداؤهم يسميهم: كافرين، وضالين، ولا يفقهون، وطبع على قلوبهم، ولعنهم، وغضب عليهم، وضرب عليهم ذلة، ومسكنة، ويخبر عنهم بأنهم حريصون جداً جداً على الحياة. ماذا يعني هذا؟ نقاط ضعف لديهم؛ لأن هذه كلها في الأخير تقوم عليها تصرفاتهم، قريبون جداً إلى الإنهيار في معنوياتهم، خوَّافون جداً، جبناء جداً.
نحن لا نقيمهم على أساس هذا الشيء الذي عرض القرآن الكريم! هو كلام من عند الله سبحانه وتعالى، وهو بالشكل الذي فعلاً يبين لك نقاط ضعف، ورغم هذا ما يزال المسلمون يرونهم أقوياء، ويرونهم كبارً، ويرونهم كتلاً من الصلب.

{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} (البقرة: من الآية96) كلمة: تجدنهم، تظهر من سلوكياتهم وليس فقط قضية غيبية سترى، وستجد أنت أثناء الصراع معهم وتعاملهم في الحياة هذه ما يبين لك أنهم أحرص الناس، كل الناس حتى من المشركين، أحرص من المشركين على حياة {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} (البقرة: من الآية96). معنى هذا: أنها ليست قضية فقط نفسية، بل تظهر في واقعهم، تظهر في صراعهم، ظهر لنا في موضوع العراق عندما ظهر قتل يومياً كيف انهارت معنوياتهم، كيف بدت أمريكا هناك منزعجة جداً، يطالبون بإعادة الجنود، والجنود صاروا يتهربون على تركيا، وعلى سوريا.
يقولون في بعض الصحف: أنه الآن سوق في العراق التهريب مثل الذي كان يهربونهم إلى السعودية من المغتربين، سوق للتهريب، يهربونهم الذين هم عارفون. يهربونهم من صحاري [شغالين] يهربون الجنود، تبخرت كل مطامعه تلك، ولو أنه عارف العراق أنه ملان بترول، تبخرت، القضية فيها موت [الله كريم] لم يعد يريد شيئاً، لا بترول ولا شيء.
{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ} (البقرة: من الآية96) العاقبة السيئة مرصودة لو يتعمر ألف سنة {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ} (البقرة: 96ـ 97) لاحظ إلى أين وصلت الآثار السيئة لإعراضهم عن هدي الله؟ ألم يصيروا في مشاكل حتى مع الملائكة، وعداوة لرسل الله والآن عداوة مع الملائكة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم
الدرس الخامس - من دروس رمضان المبارك .
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 5 /رمضان 1424هـ
الموافق:29/ 10/2003م
اليمن ـ صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر