مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

حتى نستقبل الشهر المبارك ونحن نتذكر ونستحضر أهميته، وما يعنيه لنا، وما فيه من الفرص المهمة المباركة، التي ينبغي أن نغتنمها؛ لأنها فرصٌ أتاحها الله، وما فيه من البركات والخيرات لمن يعرف قيمة هذا الشهر المبارك، وأهميته، ويسعى من خلال الاستجابة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" إلى الإقبال على ما يقدمه الله له، من العطاء، والخير، والبركات، الهدف هو هذا الاستحضار، هذا التذكر؛ حتى لا ندخل في شهر رمضان بشكلٍ روتينيٍ اعتياديٍ، من غير التذكُّر للأهمية، ورسم الأولويات التي نركز عليها خلال شهر رمضان؛ حتى لا نهدر الوقت، ونُضيع الفرصة.

من المعلوم ومن المعروف أن رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" كان يلفت نظر المسلمين إلى أهمية شهر رمضان، وإلى الاستعداد له، فيما قبله، هذا أهمية التهيئة، يعني: كان رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" يلحظ ذلك، ويلفت النظر إلى ذلك؛ هذا يدل على أهمية المسألة، وعلى الفرق الكبير بين أن يدخل الإنسان في شهر رمضان بشكل عادي تماماً كأي شهر، وبين أن يهيئ ذهنيته ونفسيته مسبقاً، وأن يستحضر ويتذكر أهمية هذا الشهر، وما يعنيه له، ويرسم لنفسه ويحدد لنفسه الأولويات التي يركز عليها من الأعمال.

في بعض الآثار عن رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، ما يفيد أنه يلفت النظر من شهر رجب، وكذلك تتصاعد البرامج المأثورة مثلاً: أدعية، صلوات، أذكار، فيها ترغيب، هناك حثٌ عليها، من شهر رجب، إلى شهر شعبان، ثم يكون الإنسان عندما يأتي شهر رمضان قد هيأ ذهنيته ونفسيته أكثر؛ فيتقبل أكثر.

وعلى سبيل المثال التقريبي: لو أن لديك مزرعة، وقمت قبل أن يصل الموسم (موسم البذور والزراعة) بتهيئتها، بما يلزم من تهيئة مسبقة، وعملت ما ينبغي أن تعمله مسبقاً فيها، في تجهيزها وتحضيرها، ثم أتى الموسم وأنت قد هيئتها بشكلٍ أكبر؛ سترى أنك ستستفيد أكثر، ما يأتي من الخير، من الماء، من البذور، من عملية زراعية في وقت الموسم، سيكون بشكلٍ جيد وبشكلٍ مميز؛ لأنك عملت مسبقاً، وهيأت مسبقاً ما ينبغي أن تهيئه.

فنحن عندما نركز على هذه المسألة؛ لأننا جميعاً بحاجة إلى هذا: التهيئة النفسية، بقدر ما يكون الإنسان قد هيأ نفسه، ولفت نظره، ودخل بتركيز كبير، وحرص على الاستعانة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في ذلك؛ سيستفيد بشكلٍ أكبر وبشكلٍ أفضل، وعطاء الله في شهر رمضان هو عطاءٌ عظيم، لكن ينقصنا التفاعل، تنقصنا الاستجابة، ينقصنا الاغتنام لهذه الفرصة بالقدر الذي ينبغي.

من أول ما ينبغي أن نفهمه، وقد تحدثنا عن ذلك كثيراً، والكل يعرف ويسمع عن هذه النقطة، لكنها ذات أهمية قصوى في أن نستحضرها، وأن نتذكرها، وأن نهتم بها، هو: أن شهر رمضان المبارك هو محطة تربوية، محطة تربية للنفس، وتزكية للنفس، وتهذيب للنفس، وهذه من أهم الأمور التي يحتاج إليها الإنسان.

الإنسان بحاجة إلى عناية بنفسه؛ لتزكيتها وتربيتها، الإنسان يتعرض خلال العام فيما يواجهه في هذه الحياة من إغراءات، من مشاكل، من تحديات، من ضغوط، من هموم، أشياء كثيرة، من أمور مزعجة كثيرة، يتعرض لمؤثرات تؤثِّر على نفسه، تؤثِّر على الحالة الوجدانية لدى النفس، حتى على المشاعر، إلى درجة أن البعض منها قد يؤثِّر حتى على مدى خشوع الإنسان وخضوعه، تطرأ على قلبه حالة من القسوة، وعلى نفسه حالة من الغفلة، وعلى ذهنه حالة من الشتات وضعف التركيز، وهكذا تتأثر نفسيته من كثرة ما يواجهه؛ فيحتاج إلى ما يساعده في تزكية النفس وتربية النفس، وأن يستعيد في وجدانه ومشاعره الاطمئنان أكثر وأكثر، من خلال تذكره لله، وشعوره بالقرب من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وما يمنحه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في ذلك، يحتاج الإنسان إلى أن يسعى لمعالجة الترسبات السلبية والسيئة، التي ترسبت في نفسه، النفس البشرية تتأثر، وتعلق بها، ثم تترسب فيها ترسبات سلبية سيئة، مما واجهه الإنسان، ومن زلاته وأخطائه هو، الأخطاء، المعاصي، التقصير، الذنوب، لها تأثير سلبي على نفسية الإنسان، ثم يكون لهذا التأثير ترسبات في داخل النفس، هي خطيرة إن لم يتخلص منها الإنسان، ويعالجها الإنسان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من نص كلمة قائد الثورة تهيئة لشهر رمضان المبارك 1445هـ - 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر