{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ} (آل عمران: من الآية18) فعندما تكون مثلاً السنة في هذه الحياة أن يكون هناك {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} (العنكبوت: من الآية62) كلمة يبسط: زيادة {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ}، ثم قد يقول الكثير من الناس: [لماذا إما هم؟ لماذا إما نحن؟ لماذا أولئك؟ ونحن] وأشياء من هذه! الله هو القائم بالقسط، والحياة هي حياة واحدة، يجب أن تفهم بأنها حياة واحدة بالنسبة لك من الدنيا هذه إلى الآخرة فقط يوجد فاصل في الوسط ـ مثلما قلنا بالأمس ـ مثل فاصل النشرة فقط، مسألة الموت إلى أن يأتي البعث مثل الفاصل الذي في النشرة، وإلا فهي حياة واحدة، والله هنا قد فتح أمام الناس هذا الباب الواسع الذي يجعلهم يحصلون على أفضل وأدوم وأحسن مما لدى الآخرين في الدنيا والآخرة، وهذا الباب فاتح فتحه الله بشكل عام للرجال والنساء، للرجل والمرأة.
{الَّذِيْنَ اتَّقَوْا} تشمل الرجل والمرأة، صابرين، وصادقين، وقانتين، ومنفقين، ومستغفرين بالأسحار المرأة التي يلقنها الغربيون أنها هنا تصارع وتناضل من أجل تحصل على حقوقها! يسمونها أيضاً حقوقاً يعني: أنها تتوظف، وتملك وزارة، أو وكيلة وزارة، وأشياء من هذه! يعني: هي تنظر إلى ما لدى الرجل هذا الذي هو رجل منحط في الواقع، رجل ـ مثلاًـ يلعب بالأموال العامة، ويدير الأشياء إدارة سيئة، هي تريد تمسك مكانه لتعمل مثله! يوجد باب آخر للتنافس في الخير الكبير، والقرب من الله، وأن يحظى الرجل، أو المرأة برضوان الله.
الباب هذا هو الباب الواسع، والباب الهام لأن تحصل على أرقى الأشياء، القرب من الله من المقامات المعنوية رضوان الله يعتبر قرباً من الله، هذا الذي هو يعتبر أهم من أي قرب عند أي طرف آخر في الدنيا هذه، وأهم مما يمكن أن يعطيك منصب معين في الدنيا، القرب من الله، والجنة هذه النعيم العظيم أعلى نعيم أعلى نعيم ممكن أن يتصوره الإنسان، أو لا يبلغ به إلى أن يتصوره ويتخيله كيف هو.
إذاً لماذا المرأة تحاول أنها وهي تجد ـ مثلاًـ أناساً في مواقع قيادية، وزير، وكيل وزارة، مدير مكتب، مسئول كذا، وهي تعرف بأن هؤلاء يديرون هذه الأشياء بطريقة سيئة، وأن الكثير منهم لا يراعون الأمة في شيء، ويظلمون عباد الله، وينهبون الأموال العامة، ويديرون الأشياء إدارة سيئة، وهي منافسة أنها تمسك مكانة على ما هو عليه تريد مكانه! إذاً فهذا جهل، أن يزين لها في الدنيا، يزين لها هنا هذه الأشياء!
إذا نظرنا للموضوع سنجد بأنه مسألة تزيين، ويكون لهذا التزيين أثره السلبي عندما تكون ناسية ما هو أفضل منه، وتنسى إنما هو أفضل منه وأرقى منه هناك باب مفتوح أمامك لتصل إليه، تنافس هنا، هذا محل المنافسة هنا؛ ولهذا قال في آية أخرى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين: من الآية26).
إذاً إذا تريد أن تناضل كما تقول؟ تناضل على أن تزيح هؤلاء الذين يظلمون الناس، ويحكمون بالباطل وينهبون الأموال العامة، ويفسدون في الأرض، وليس أن تكون متسابقة على أنه فقط تمسك موقعه وتكون مثله وأسوأ، وفي الأخير تعتبر أنها حصلت على حقوقها، وحصلت على كذا! هذا الباب هو باب هام للتنافس إلى ما هو أفضل [تقوى الله] وهذه النوعية من البشر عندما يكونون على هذا النحو هم الناس الذين يصلحون في الأرض من الناس سواء من الرجال أو النساء عندما يكونون مؤمنين متقين.
قلنا في هذا الموضوع: بأنه غلطة كبيرة عندما يسمونها حقوقاً! أليسوا يسمون المسئوليات هذه حقوقاً؟ ً يلقنها الغربيون، اليهود بأنها يجب أن تناضل من أجل أن تصل إلى حقوقها، يعني أن تملك وزارة، المسئولية، الوظيفة العامة يعتبرونها حقاً! وهذه هي غلطة كبيرة؛ لأن القضية الأساسية أنه لا يقال لهذه حقوقاً، هذه مسئوليات، والمسئوليات يراعى بالنهوض بها من لديهم أهلية للقيام بها، والموضوع بشكل عام هي عبارة عن مهمة ومسئولية واحدة منوطة بالرجل والمرأة، بالإنسان بشكل عام، بني آدم بشكل عام لهم مسئولية واحدة وتتعدد وتختلف أدوارهم في أداء المسئولية الواحدة، ليسوا عبارة عن عالمين، عالم رجال، وعالم نساء! بل عالم الإنسان، والقرآن الكريم يركز على هذا، أنهم عبارة عن عالم واحد، عبارة عن بناء واحد، عبارة عن أمة واحدة لا يمكن للمرأة أن تعتبر نفسها عالماً لوحدها، والرجل يعتبر نفسه عالماً لوحده، ولا يمكن أن يحصل الرجل على خير إلا وينال المرأة، ولا يظلم الرجل إلا وتظلم المرأة، والعكس. أليس النساء يصحن أنهن مضيعات تريد تناضل من أجل حقوقها؟ أليس الرجال مظلومون هم؟
إذاً فالتي تعتبر أن الظلم نالها إنما هو في إطار الظلم العام للرجال والنساء، وليست القضية أما الرجال فهم مرتاحون، بل هم مظلومون، حتى الكبار الآن، حتى الدول الآن قد هي مظلومة، قد هم يصيحون هم، إذاً المسألة أن تعرف الأشياء، أنه لا يوجد ما يسمى حقوقاً، في الواقع هي مسئولية من البداية، مسئوليات كلها تأتي الحقوق تتحقق تلقائياً من خلال أن ينهض الناس، كل الناس بمسئولياتهم، الرجل والمرأة وبأدوارهم للرجل دور وللمرأة دور، وداخل الرجال أدوار متعددة، وداخل النساء أدوار متعددة.
هل هو يزيد المرأة المناصب والأشياء هذه؟ مثل هذه، مثل النساء والبنين والقناطير المقنطرة، ثم يقال لها [أنت مظلومة والمجتمع هذا لا يراعي المرأة لماذا لا يعطيها وزارة..] قلنا: لسنا راضين عن الوضعية هذه بكلها. عندما تناضل المرأة لتحصل على منصب معين تنهب أموالاً، وتستغل المنصب مثلما يستغله الرجل، إذاً هي نفسها منحطة، أعني: هذه هي نفسية الرجل السيء، هذه المرأة السيئة التي تقابل الرجل السيئ.
لا، إنه يجب أن تنظر إلى أنه كيف يجب أن تكون الأشياء، وما هي المسئولية المنوطة بالناس بشكل عام وأنها مسئوليات كلها، مسئوليات من عند أكبر واحد إلى عند أصغر واحد، ولهذا حتى فيما يتعلق بتصرفك في مالك متى ما حصل تصرف غير طبيعي ما هو يأتي حجر؟ لماذا؟ لأن تصرفك في مالك هو في الواقع ليس هو ممارسة حقوق، هي مسئوليات تنتهي في الأخير مسئوليات، ما نسميه حقوقاً حتى في أموالنا الخاصة في ممتلكاتنا هي في الواقع مسئولية؛ ولهذا يحجر عليك، توقف، لأنك أصبحت تتصرف بما تحت يدك تصرفاً غير طبيعي أي تصرفاً عما يجب أن تكون عليه من المسئولية المنوطة بك التي تحكم تصرفك فيه فكلها مسئوليات لكن لا، يسمونها: [حقوق، حقوق، حقوق ...إلى آخره] لهذا يجب أن نحاربها لأنها كلها تسمى: مسئوليات من أعلى رجل إلى آخر إنسان في المجتمع.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس الثاني عشر – من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 12 رمضان 1424هـ
الموافق: 6 /11/2003م
اليمن ـ صعدة.