عبدالفتاح حيدرة
من أهم قواعد الاستراتيجية العسكرية ، هي ضرورة وأهمية حرمان العدو من أى ميزة يستفيد منها في ميدان المعركة ، وكذلك هي ذات الاستراتيجية في السياسة والاعلام والكتابه ، يجب تجريد العدو من الميزات التي تسمح له أن يكون عدوانه شرعيا وجرائمه قانونية ، واليوم العدو يمتلك ميزات كبيره في مجال التضليل والتطبيع ، هذه الميزات لها علامات مقلقه أخطرها هي علامة سيطرة اصحاب السلطة والثروة ، وهي سيطرة مبنية على الاعتقاد الأبله بأن الديموقراطية حل لكل المشاكل ، بينما هذا الحل هو الوجه السياسي للاعتقاد إن تزاوج السلطة والثروة سوف يعالج اشكالات فشل وخيبة الإدارة و الاقتصاد ، بينما هو احتكار لقلة الموارد بشكل يمنح من يملك المال فرصة ركوب السوق والمجتمع والدولة بمنتهى المشروعية في اكثر السياقات نزاهة في الظاهر، وأكثرها خسة ودناءة في الخفى..
كل هذا يطرح سؤال للمؤمنين الصادقين عن صحة شرعية ومشروعية هذا التزاوج ، هذا إذا أرادوا طبعا ان يكشفوا للناس مشروع التغيير الحقيقي و بجدية ، لإن محاصصات مناصب السلطة وشراكات المال والثروة لا تعمل لكم اي ديمقراطية واقعية ولا تجعل منكم ديمقراطيين اصلا ، إلا إذا كنتم تريدوا ديمقراطية زائفه تغطي الوسخ القديم والجديد ، اي تمنح عدوكم فرصة لتضليل الناس ودفعهم للصراخ عليكم واتهامكم بما ليس فيكم ، وتمنح الخونة والعملاء سهولة للظهور والنجومية السياسية والوطنية ، و على حساب دماء وتضحيات وبطولات وصبر وتحدي وصمود اطهر واشرف واعز خلق الله ، فمهما تعلق مؤيدي سطوع نجوم فرص المصالح والاطماع الشخصية المالية او الإدارية بأطر فكرية ، فإن إطار الإنتهازي والمنافق هي الأقرب لنيل فرصة المصلحة التي هي الغالبة على أي أفكار أخرى..
إن الفرص المقدمة للعدو لاستمرار تضليله وكذبه تأتي من سوق نخاسة نجومية السلطة والمال ، وهذه النجومية سوف يعبر عنها اصحاب المصالح والاطماع الشخصية غدا بتناقضاتهم الفكرية في حكمهم على الأمور التي تصنع الفارق بينكم وبين أعدائكم ، ووزن كافة الأمور بمكاييل متناقضة الموقف و المبدأ والقيم والمشروع ، والتصرف بسلوكيات وممارسات تنافي كافة الأقوال التي حارب الناس من أجلها ، واتخاذ النفاق الاجتماعي كأداة لتحقيق المآرب الرخيصة ، والعمل بمنطق من عاش عاش ومن مات مات ، وهذا يدعونا لإن نقول بالصوت العالي تبا للرخاص منتهزي فرص الثراء والسلطة ، وسحقا لأصحاب المصالح الشيطانية التي حولت البشر لكائنات دنيئة تنهش في بعضها البعض لأغراض زائلة ، هذا لإننا ببساطة في زمن الإنكشاف الكبير ، زمن التطبيع مع العدو الصهيوني علنا ، فلا أحد يحتاج للمواربة او التخفي او التطبيع السري ، يا تطبيع ويهودة عيني عينك ، يا مقاومة وجهاد ورفض للتطبيع عيني عينك ، اما محاولة التستر هنا والعمل مع هناك ، فكل من يقوم بهذا هم الخونة والعملاء والمنافقين والانتهازيين..