مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالحكيم عامر
إن أبرز الأخطار الوجودية التي تواجه الأمه الإسلامية، ليس فقط من زاوية الاحتلال المباشر، بل تحول إلى مشروع زاحف يهدد كيان الأمة الإسلامية وهويتها ومستقبلها، ويتغلغل في نسيجها السياسي والاقتصادي والثقافي والديني، حتى بات خطرًا وجوديًا يهدد كل ما تبقى من حرية وكرامة وسيادة في العالم العربي والإسلامي.

العدو الصهيوني كما هو كيان استيطاني عسكري هو مشروع متشعب يتغذى على الهيمنة والتدمير وضرب الهوية الوطنية والدينية للشعوب، ويسعى لاختراق الأمن القومي والسيطرة على الثروات، والمسخ الثقافي للعقول، في معركة غير معلنة لكنها أكثر خطورة من الحروب التقليدية.

يشكّل اليهود الصهاينة تهديدًا شاملًا للأمة، يبدأ من الأمن الداخلي ولا ينتهي عند الأمن القومي، فمن خلال تحالفات خفية وعلاقات وظيفية مع أنظمة التبعية، يسعى العدو للهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي في عواصم عربية وإسلامية، عبر أدوات تتنوع بين الشركات العابرة للقارات، ومراكز الأبحاث، والمنظمات "الإنسانية" المشبوهة، وصولًا إلى وسائل الإعلام والمصارف والمؤسسات التعليمية.

إن أبرز الدول النفطية والغنية في المنطقة باتت تخضع اليوم لضغوط مستمرة للتماهي مع المصالح الصهيونية، بل وتُستخدم ثرواتها لتمويل مشاريع التطبيع وتزييف وعي الشعوب، فيما تنهب الشركات الصهيونية الغربية تلك الثروات بطرق ناعمة دون إطلاق رصاصة واحدة.

الصهيونية المعاصرة تمضي في معركتها من بوابة "الحرب الناعمة"، وهي الحرب التي لا تُرى ولكنها تُوجع، وتستهدف الوعي والهوية والقيم، وتحاول من خلالها تحويل العدو الصهيوني من غاصب محتل إلى جار طبيعي، لا يستدعي الغضب ولا المقاومة.

ويُستخدم الإعلام هنا كأداة مركزية في تشويه الحقائق، وبث الإحباط، وتسويق روايات مغلوطة، وتقديم العدو في صورة "الشريك"، مقابل وصم المقاومة بالإرهاب، هذا الإعلام الموجَّه بات سلاحًا فتّاكًا يسبق الصاروخ والدبابة، ويُعدّ ساحة معركة لا تقل خطرًا عن أي ميدان عسكري.

إن هذا الإعلام الموجَّه يُمارس قتلًا متعمدًا للحقيقة والكرامة، ويشكل جبهة حرب ناعمة متقدمة تخترق العقول والقلوب، تمهيدًا لاحتلال أوسع وأخطر: احتلال الوعي.

الصهيونية مع سعيها لاحتلال الأرض، تسعى لهدم المبادئ الإسلامية، ومحو ذاكرة الأمة، وهدم رموزها الدينية والتاريخية، فالأنفاق التي تُحفر تحت المسجد الأقصى، والهجمات المتكررة على معالم القدس، فما هي انتهاكات دينية، هي محاولات لقطع الأمة عن جذورها وماضيها، كتمهيد لإبادة مستقبلها، هذه السياسات الصهيونية مدروسة وتهدف إلى إفراغ الأرض من معناها، لتُستبدل بهوية زائفة تحاكي الخرافة الدينية الصهيونية، وتقطع أي امتداد للمقدسات في وجدان الأمة.

إن محاولات تصفية القضية الفلسطينية ليست فقط عبر الإبادة في غزة أو التهويد في القدس، بل عبر اختراق العقل العربي وتغيير أولوياته، وتحويل القضية المركزية إلى عبء سياسي.

إن أخطر ما قد يصيب الأمة اليوم، هو أن تُخدر في وعيها، وتُفرغ من قيمها، وتغيب عن معركتها الوجودية، فإذا نجح العدو في السيطرة على العقول، فلن يحتاج إلى جيوش واحتلال، لأن الشعوب المهزومة من الداخل لا تقاوم.

لكن كانت هناك شعوب تقاوم، ومجاهدون يثبتون، وأصوات حرة تفضح وتعرّي المشروع الصهيوني، فإن المعركة لم تُحسم بعد، إن الانتصار الأول الذي يجب أن نحققه كأمة هو أن ندرك طبيعة المعركة، وأن نكون جزءًا منها، ونعيد توجيه بوصلتنا نحو فلسطين، حيث يتحدد مصير الأمة، وتنكشف حقيقة كل مشروع، وتسقط أقنعة التطبيع والخيانة.


 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر