نحن في موقعِ المسؤولية علينا أن نتحمَّلَها ونثق بالله، لا يمكنُ أن نعولَ على الأمم المتحدة التي كانت منذُ بداية هذا العدوان إنما تؤدي دوراً يسهّلُ على المعتدي عدوانَه، إنما تُغَطَّي على ما يفعله من جرائم، هي حتى بعد جريمة الصالة الكبرى لم تتبنَّ أيَّ موقف مشرَّفٍ أبداً، ولو يغطيها هي، يغطيها هي في دورِها المزعوم الذي تتحَـرَّكُ به في الوسط العالمي.
نحن معنيون بالتحَـرُّك، في نفس الوقت، لا مبررَ لأولئك للإستمرار في عدوانهم؛ لأنه لا حَقَّ لهم في ذلك ولا مبرر لهم في ذلك، وليسوا مضطرين في ذلك، ولم يكن لا لحماية أمنٍ لهم ولا لأي اعتبار، إنما تجبُّراً وطغياناً وتكبراً وإفساداً وعلواً في الأرض، مكروا واستكبروا وطغَوا وتجبروا وأرادوا بذلك مكاسبَ إقليميةً ومكاسبَ دوليةً، فسبيلُنا وخيارُنا هو الصمود والاستعانةُ بالله والتوكل على الله والثقة بالله.
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)، اللهُ هو الذي يمكن أن يمنحنا النصرَ وأن يعطينا اليُسْرَ وأن يكتُبَ لنا الفرَجَ وأن يدفعَ عنا الشر بقدر ما نتحمَّلَ فيه المسؤولية.
ولذلك على المتخاذلين مسؤوليةٌ كبيرة أن يحذوا حَذْوَ الشرفاء في هذا البلاد والأحرار الذين يتحَـرّكون في كُلّ المجالات ويتحملون المسؤولية، لا حياديةَ بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين العِزّة والذلة، بين الصمود وبين الخنوع والتراجع.
الموقف الصحيح، الموقف الإنساني، الموقف الإيماني، الموقف الحر والمسؤول هو الصمود وهوالثبات وهو التوكل على الله سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى، وهذا ما نأمل من الله أن يوفقَنا له وأن يُعينَنا عليه وأن يُعينَ عليه كُلّ شعوبِنا المظلومة، شعب فلسطين الحُر الذي تتحَـرَّكُ فيه المقاومة تبني نفسَها، وتحمي شعبها، وتواجه عدوها، نأمل من الله لهذا الشعب النصرَ والعَوْنَ والتمكينَ، شعبُ العراق الذي يتحَـرّك اليوم ببسالة وأصبح شعباً متقدِّماً في صفوف الشعوب الحُرّة والعظيمة التي لها موقفٌ، تحمل الوعي بالموقف اللازم في مواجهة هذا الشر وهذا الطغيان الذي يستهدف الجميعَ وضره على الجميع.
نُبَارِكُ اليومَ في هذا المقامِ للشعب العراقي عمليتَه البطولية في الموصل، ونأمُلُ من الله سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى أن يوفِّقَ هذا الشعبَ العزيزَ لاستكمال تطهير العراق من كُلّ ذلك الرجس والدنَس التكفيري الذي جلبه النظامُ السعودي المستكبر ومَن معه تحت الرعاية الأمريكية والمظلة الأمريكية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من خطابُ السيّد / عبدالملك بدرالدين الحوثي / حفظه الله - في ذكرى استشهاد الإمام زيد 1438هـ.