فإذاً أين هو الأفضل أن نتحرك فيما هو خيرٌ لنا عند الله، يمثل استجابة عملية لتوجيهات الله، إحياء لفريضة من فرائض الله، فيها العزة والكرامة والحرية والاستقلال، فيها ما يمثل عاملاً لبناء واقعنا، ومؤثراً بشكلٍ إيجابي على المستوى التربوي والإيماني والنفسي والاجتماعي، ما يعزز الألفة والإخاء تحت راية الله -سبحانه وتعالى- وفي سبيله، ما يطهر الدوافع، وما يطهر أيضاً التوجهات والأهداف، يرسم لك أهدافاً عظيمة، ويربيك على دوافع عظيمة إيمانية طاهرة، ثم التضحية فيه تضحية عظيمة ومحسوبة، حتى عندما تقتل وأنت في هذا الطريق فارق كبير بين أن تقتل وأنت في سبيل الله حقاً، أو أنت تعيش حالة الاستغلال لطغاة ومجرمين وفاسقين، أو لقضايا هامشية وتافهة، فارق كبير جدًّا، في سبيل الله أنت شهيد، وماذا يقول الله عن الشهداء؟ {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}، حتى عندما تضحي بحياتك هنا وأنت في هذا الطريق أنت لا تخسر، أنت تنتقل فوراً إلى حياةٍ وعد بها الله -سبحانه وتعالى- حياة وبشكل عاجل تنتقل إليها، تعيش فيها ضيافةً كريمةً عند الله -سبحانه وتعالى- حيث تحظى بضيافته إلى يوم القيامة، {بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169-171]، تحظى بالشهادة في سبيل الله، تنتقل من هذه الحياة التي لابدَّ أنك ستنتقل منها على كل حال، إنما استثمرت حتى نهاية حياتك فيها بالشهادة في سبيل لله، لتنتقل إلى ضيافة الله، تحيا حياةً سعيدةً وبكرامةٍ عظيمة، وفي رعايةٍ من الله عظيمة إلى يوم القيامة، ويوم القيامة الفوز العظيم بمرافقة أولياء الله من أنبيائه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده والدخول إلى جنة المأوى، كم هو الفارق؟
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة التاسعة عشر
مايو 26, 2019م