العاملُ الآخر والثاني من عوامل الصمود وهو إنما يكونُ مع بقية العَوامل امتداداً للعامل الرئيسية ونتاجاً للعامل الرئيسي في التوكل على الله والإيْمَان بالله والرهان على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، العامل الثاني الفرعي أن صح التعبير هم الشهداء شهداء الميدان رجال هذا الشعب وأبطال هذا الشعب الذين استبسلوا في كُلّ جبهات القتال وقدموا أَرْوَاحهم وحياتهم في سبيل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نُصرةً لعباد الله المستضعفين دفاعاً عن شعبهم دفاعاً عن بلدهم دفاعاً عن حريته شعبهم وكرامة بلدهم، الشهداء العظماء شهداء الميدان شهداء الجبهات، الذين وقفوا وقفة الإيْمَان وقفة العزة وقفة الكرامة وقفة الثبات وقفة البطولة، واستبسلوا بكل جد في مواجهة هذا العدوان، فكان استبسالُهم وكان ثباتهم وكانت تضحيتهم تمثل عاملا مهما وقويا وكبيرا في التصَـدّي لهذا العدوان وفي إفشال مساعي هذا العدوان في السيطرة السريعة والعاجلة التي كانت أُمنيةً له على هذا البلد.
هؤلاء العظامُ، هؤلاء الشهداء الكرام، بتضحياتهم واستبسالهم وعطائهم العظيم أسهموا في إخفاق العدوان، كبّدوه الخسائر وقدّموا له الدروسَ المهمة من واقع الميدان عن أن هذا شعبٌ عزيز وعظيم وحُر ومؤمن، لدرجة أنه مستعد وحاضرٌ أن يقدم الأَرْوَاح وأن يضحّي بالحياة في سبيل الله تعالى في سبيل أن يحافظ على حريته وعلى كرامته وعلى استقلاله، إنه شعب حاضر للتضحية في سبيل أن يحمي نفسَه من استعباد قوى الطاغوت ومن الذل ومن الهوان.
صمودُ الجرحى من عوامل الثبات
العاملُ الآخرُ من عوامل الثبات والصمود هو صمود الجرحى، الكثيرُ من الإخوة الجرحى صمدوا، وكانت مسألة احتمال أن يصابَ الإنْسَان أن يجرح في ميدان القتال وهو يتصدى لهذا العدوان لا تؤثر في معنويات المقاتلين بقدر ما يزيدُهم إحساسُهم بالمسؤولية استعدادا عالياً للتضحية بالنفس، فكيف بمستوى أن يُجرَح الإنْسَان.
صمود الجرحى بالرغم مما نعانيه في بلدنا من صعوبة الحصول على العلاج والدواء الذي يحتاج إليه الجريح ومن الحصار الخانق على تسفيرهم إلى الخارج، مع وجود الكثير من الحالات تستدعي السفرَ إلى الخارج نتيجة الظروف المتواضعة والإمكانات البسيطة في الجانب الصحي في البلد، لكن ذلك كله لم يُثنِ أَبداً لا الجرحى عن الصبر على جراحهم والعودة عند التشافي أَوْ الإشراف على التشافي إلى ميدان القتال من جديد، ولا الذين هم موجودون في الميدان خشيةَ أن يجرحوا لم يتأثروا بذلك أَبداً.
العامل الآخر هو صمودُ أسر الشهداء وأسر الجرحى وأسر المرابطين في الجبهات، وصمود المنكوبين والمتضررين من هذا العدوان والنازحين من المناطق المحتلة في تعز والجنوب والمناطق الشرقية، هؤلاء كانوا على درجة عالية من الصبر والثبات والتحمُّل بالرغم من حجم المعانات.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة مرور عامين للعدوان.