عبدالفتاح حيدرة
في كلمته السنوية بمناسبة يوم القدس العالمي أكد السيد القائد ، ان دعوة الامام الخميني لأحياء يوم القدس العالمي من أجل أن تبقى قضية فلسطين حية في قلوب المسلمين وان يبقى الجهاد وسيلة المسلمين لتحرير القدس، وتتزامن المناسبة هذا العام بعدد من التطورات اهمها ، اولا :مع أحداث كثيرة ومنها إجرام العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومنع الغذاء والدواء والقتل الشامل للشعب الفلسطيني بهدف كسر الإرادة للشعب الفلسطيني، ثانيا :انكشاف عمل وتوجه العدو الإسرائيلي والامريكي معا بهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتوسيع الاحتلال للبلدان المجاورة لفلسطين، وحديث الامريكي عن التهجير يكشفه ويفضحه، والسعي لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا الإنكشاف من التطورات المهمه، ثالثا :حجم الثبات والصمود الفلسطيني وهو تطور غير مسبوق وتجلي ضعف العدو الإسرائيلي والتجائه للعدو الامريكي مع الدعم الغربي، والا كان العدو الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى مهزوم بشكل غير مسبوق..
اتجه الإسرائيلي والامريكي لاستخدام الإبادة والتدمير الشامل لكل مقومات الحياة، بدلا من المواجهه العسكرية، للضغط على الجانب الجهادي في فلسطيني، رابعا: ثبات الحاضنه الشعبيه في قطاع غزة مقابل ذلك الإجرام الإسرائيلي والامريكي والغربي البشع، خامسا: تطور جبهات الإسناد وما قدمته من تضحيات بداية بلبنان الذي قدم اسهاما مهما ومتميزا ومؤثرا، وكذلك اليمن وتحركه بكل المستويات العسكريه والاعلاميه والشعبيه، وكذلك في العراق، وكذلك الدور الاساسي المهم لجمهورية إيران الإسلامية لمحور المقاومة، سادسا: الكشف والفرز والغربله للانظمه والشعوب العربية والاسلامية، وكان التخاذل غير مسبوق، و التواطؤ المكشوف، وهذا الفرز يأتي في اطار سنه الله تعالى للمجاهدين والمؤمنين عن المتخاذلين، سابعا: انكشاف المؤسسات الدوليه وفضيحة الغرب وشعاراتهم المزيفه عن حقوق الإنسان ، والأمم المتحدة ووزرها الكبير بالاعتراف باسرائيل، واقل ما كان ان تخفف عن نفسها هو طرد اسرائيل من الأمم المتحدة لتخفف عن نفسها هذا العار، وكذلك مجلس الأمن الدولي وكل المنظمات الأخرى، ثامنا : الموقف الحر لأحرار العالم في فنزويلا وكولومبيا وجنوب أفريقيا والتي قطعت علاقاتها السياسية والاقتصادية بالعدو الإسرائيلي، و محاكمة اي جندي اسرائيلي يتجه لبلدانهم أكثر من الانظمه العربيه والاسلامية، وكذلك الصوت الإنساني الذي تحرك من الجامعات والساحات بالمظاهرات في أوروبا وامريكا والعالم، والذي تعاملت معهم الأجهزة البوليسية بطريقه وحشيه وظالمه ومذله في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وامريكا وأستراليا، وكل هذا النقد والقمع والقتل والاجرام ومواجهتها يكشف زيف شعارات أوروبا وامريكا..
فيما يتعلق بالوضع الراهن ونكث العدو الإسرائيلي والامريكي بالاتفاق وتنكرهم لتلك الالتزامات، وهناك عدة تطورات منها ان فشل العدو الإسرائيلي في إعادة اسراه وتركيع المقاومه في غزة بعد اجرامه البشع، وفيما يتعلق الفلسطينين فإنها حقوق انسانيه مشروعه وليست شروط تعجزييه وهي إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانيه وهذا شئ مكفول في كل العالم ووقف العدوان الظالم والوحشي، و انسحاب الجيش الإسرائيلي ومن الحقوق المعترف بها عالميا، فكل البنود هي التزامات واستحقاقات معترف بها عالميا كحق ثابت، وقد قدمت المقاومه تنازلت بالسقف الممكن لها، وكانت حريصه لانجاح الاتفاق واوفت بكل التزاماتها، ولم تتنصل عن أي بند من بنود الاتفاق، وفي المقابل لم يلتزم العدو الإسرائيلي باي إتفاق ونقص الكثير من المواد الغذائية ومنع الخيام و الكرفانات ومنع خروج الجرحى والمرضى، ولم يكمل انسحاباته، ولم يلتزم بالوقف التام لإطلاق النار، وهكذا كان العدو الإسرائيلي هو من تهرب وتنصل ونكث الاتفاق والالتزامات وساعده وشجعه وتبناه العدو الامريكي على ذلك بشكل علني رسمي واضح وهو الضامن على العدو الأسرائيلي ، وهذه جريمه ووصمة عار على الجبين العالمي كله، وهكذا هي الهمجيه والعدوان والطغيان، وليس فيهم اي مستمسك ينكرون لكل شئ..
الإسرائيلي عاد لاجرامه استنادا بالصوت والقرار والقنابل الامريكية لابادة الشعب الفلسطيني، وكذلك في لبنان يستمر العدو الإسرائيلي بالاختراقات الجسيمه والتصعيد وإحتلال مراكز وهو يخالف الاتفاق، وفيما يتعلق بسوريا يستمر العدو الإسرائيلي في توسيع احتلاله لثلاث محافظات سوريه وغاراته على سوريا مستمره واستباحه كامله، ومع هذه الممارسات العدوانيه المكشوفه يسعى العدو الإسرائيلي والامريكي لحل القضية الفلسطينية والاستباحه والاحتلال للمنطقه كلها، والتخاذل العربي من العوامل المشجعه للاعداء ووصل بهم الحال إلى انهم ينتظروا الأذن الإسرائيلي والامريكي لان يقدموا الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني، والعرب لم يراجعوا سياستهم الخاطئه تجاه العدو الإسرائيلي، و يعتمدوا سياسه الاسترضاء للامريكي ويكرروا
المكرر الذي تثبت ان لا اهميه له ولا اي قيمه او فائدة، وهي اشبه بخيارات عبثيه، الجماعات التكفيريه في سوريا تعادي اعداء اسرائيل ولو كان هذا خيارا مفيدا لكان الإسرائيلي تعامل معهم بود وأحترام لكنه قابل سكوتهم وتعاونهم باحتلال أراضيهم وقصفهم..
لذلك ينبغي أن تتحمل الأمة مسئوليتها ونحن في هذا الشهر المبارك شهر القرآن ان يكون هناك منسوب زائد في التقوى والمسئوليه الدينية اليوم تجاه الخطر الإسرائيلي هي إلتزام إيماني واخلاقي وانساني، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ان المسئولية دينية كامله، فالعدو الإسرائيلي عدو مجرم ووحشي ودموي ويقتل النساء والأطفال بالقنابل والتجويع، وعدو بهذا المستوى من الإجرام والطمع والجشع يجب ان تترسخ لدينا عنه هذه النظره، عدو يسعى لنهب ثرواتكم ومياهكم وممتلكاتكم، يسعى للتحكم في المنطقه، ويتحدث عن التغيير لوجه الشرق الأوسط ولا يتحدث عن جزر واق الواق، وهذا المشروع الصهيوني الكبير والذي يهدف ان تكون اسرائيل أكبر دولة جغرافيه في الشرق الأوسط، وان تكون باقي الدول العربيه مقسمه على اساس مناطقي وعرقي ومذهبي ولا تمتلك اي عناصر قوه أمام العدو الإسرائيلي، و ينهب منها كل ثرواتها ولا يعترض عليه احد، وان تتحول واقع أمتنا إلى منطقه مستباحه في دمها يقتل من يشاء وكم ما يشاء بدون ان يعترض او يتكلم احد ودول مستباحه في العرض للنساء والرجال وان تكون خاضعه لأمره، في المشروع الصهيوني الاستيلاء على المقدسات من القدس والمسجد الأقصى ومكه والمدينه وتدجين الاسلام ولا يبقى للاسلام اي أثر في النفوس والحياه، وتجريد العرب من إنسانيتهم فلا يبقى حرا ولا عزيزا ولا كريما، انسان عربي ضائع وضال وخانع وذليل ومستسلم وعبد لهم، وهذا هو المشروع هو هكذا بهذه الصوره، وهذا هو مشروع حقيقي وليس دعايه ضد اليهود، لذلك يجب أن تتحرك الأمه بمشروع عملي وصحيح وجاد، ولو رضيت هذه الأمه ان تكون امه مستباحه للاسرائيلي وقبلت بهذا السوء الإسرائيلي فإنها تجلب على نفسه غضب الله ولعنه الله وجهنم بالآخرة..
ليس لدى الأمه اي مبرر لقبول المشروع الصهيوني الامريكي والإسرائيلي، هذه امه لديها كل المقومات لافشال هذا المخطط الصهيوني، الذي هو خطر على الإنسانية كلها، الأمه امه كبيرة وعظيمة فلماذا تقبل بهذا المشروع الشيطاني، ولديها الهدى والنور والبصائر والوعي والخيارات الصحيحه تصلها بالله تفيدها على أرض الواقع، والخيارات الاقوم التي يستقيم بها حال الأمة، لذلك تحركنا في مسيرتنا القرآنية هو منطلق من هويتنا الايمانيه بوعي وبصيرة كشفها لنا الله القرآن الكريم ضد هذا الخطر الكبير ، الذي يقدم لنا كل صفاتهم وعملهم والواقع يكشف لنا كل مخططاتهم وحرم الموالاه لهم أشد التحريم، والموالاه لهم هو تخلي عن مبدأ مهم من مبادئ ديننا الذي يوجهنا لموالاة الله وبحبله والاعتصام بالله والالتزام الايماني بكل مجالات التقوى والجهاد، والأمة بهذه المرحله بحاجه لله وللقيم والأخلاق لمواجهة هذا العدو الشيطاني المجرم، والاسلام هو العائق أمام هذا العدو الذي يريد فصلنا عن الالتزامات الدينية والأخلاقيه وهذا بسبب المنافقين، ومن المهم لانسانيتنا ولشرفنا ولعزتنا الايمانيه ولرشدنا ان نكون ضد العدو الإسرائيلي والامريكي، و التضحيه بهذا السبيل أقل بكثير من الخيانه والاستسلام، والخيار الايماني هو الخيار الصحيح وله أفق حقيقي وفيه ضمانه من الله سبحانه وتعالى ونحن نثق به وبوعده، ومهما كان علو العدو الإسرائيلي والامريكي فإن زوالهم هو المحتوم بوعد الله، العدو الإسرائيلي كيان مفسد وواقعه بعد طوفان الاقصى انه هش وزائل، وبقائه معتمد على تخاذل الامه والدعم الامريكي..
فيما يتعلق بالعدوان الامريكي على بلدنا فإنه واضح وهو من ابتدأ بالعدوان علينا ونحن نرد عليه ونتصدى لعدوانه، وعدوانه إسناد للعدو الإسرائيلي، وهدفه للتأثير على موقفنا وموقف شعبنا العزيز بالوقوف مع غزه، وسيسهم بتطوير قدراتنا وهناك بشارات بذلك، واعلانه باستقدام حاملة طائرات أخرى فإنه يعلن فشله، وبالنسبة ليوم الصمود فإنه توافق مع يوم القدس، ونصيحتنا للقوى الإقليميه ان لا تتورط مع الامريكي، وفي الختام نؤكد إلى الوقوف مع غزة، وندعو شعبنا للخروج المليوني يوم الجمعه في يوم الصمود يوم القدس وهو غيظ وقهر للامريكان والصهاينه..