مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

والصراع اليوم صراع كبير وخطير ومهم وحسَّاس، والمسألة فيه ليست مسألة قطعة أرض يتصارع عليها البشر، كلٌ يريد أن يستحوذ عليها، واحد من المسائل هو هذه المسألة، واحدة من نتائج هذا الصراع أن يسيطروا على الأرض، ولكن المحور في هذا الصراع الذي يتركز حوله هذا الصراع هو أوسع وأشمل وأعمق وأبعد وأكثر حساسية وأهمية، قوى الطاغوت والاستكبار هي تسعى إلى السيطرة علينا كأمة، السيطرة على هذا الإنسان بنفسه، والسيطرة على أرضه ومقدراته، والسيطرة التامة، تصبح السيطرة الجغرافية جزءاً من العملية، وليست كلها، ونحن نشاهد اليوم في ساحتنا الإسلامية أن المساحة الأوسع في الاحتلال والسيطرة هي السيطرة على الإنسان، السيطرة الجغرافية لا تزال لحد الآن محدودة، ويمكن للأمة أن تسعى لاستعادتها، وإذا توفرت العناصر الرئيسية التي نحتاج إليها لتحمل هذه المسؤولية فمن السهل جدًّا أن نتدارك ما فرَّطت فيه الأمة في السابق، وأن نستعيد كل جزءٍ من أرض أمتنا، ولكن الجانب الأهم والأوسع والأكثر حساسية هو الساحة الإنسانية، الساحة البشرية نفسها، العدو يسعى وحقق نتيجة لا بأس بها- إلى حد الآن- في احتلال الإنسان نفسه: احتلال فكره، احتلال ثقافته، احتلال نفسيته، التطويع لهذا الإنسان، والسيطرة عليه، والاستغلال له، والاستعباد له، وهذه في ثقافتنا القرآنية الإسلامية الدينية مسألة في غاية الأهمية، الطاغوت هذه هي المشكلة معه أنه يسعى دائمًا، الطاغوت والاستكبار يسعى إلى هذه السيطرة على الإنسان، والاستعباد له، والاستغلال له، استغلال له في نفسه، وفي أرضه، وفي مقدراته، وفي ثروته… وفي كل شيء، وهذه هي حالة الاستعباد، والقرآن الكريم والدين الإسلامي العظيم هو في أول ما يقدِّمه لهذا الإنسان أن يحرره في نفسه، وفي فكره، وفي واقع حياته، وبالتالي يتبع ذلك أرضه، ثرواته، مقدراته، إمكاناته، ما أعطاه الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- وما خوَّله فيه، أن يحرره من سيطرة الطاغوت واستغلاله واستعباده واستحواذه، وهذه تمثِّل رحمة عظيمة بهذا الإنسان، وقيمة عظيمة لهذا الدين، قيمة عظيمة للقرآن الكريم، قيمة عظيمة للرسالة الإلهية.

 

ونحن نرى اليوم في ساحتنا الإسلامية من تمكَّنت قوى الطاغوت والاستكبار من السيطرة عليهم في أنفسهم، في موقفهم، في ثقافتهم، في اتجاههم، كيف أصبحوا في حالة عبودية بكل ما تعنيه الكلمة، وفي حالة من الاستغلال السيئ جدًّا والمهين والمخزي، كأدوات خانعة يتحكم بها الطاغوت والاستكبار، ويحركها كيفما شاء وأراد، ويستغلها، فأصبحوا في أنفسهم خولًا وعبيدًا، وأصبحت إمكاناتهم، وما بأيديهم، وما تحت هيمنتهم من الإمكانات أصبحت كلها في خدمة الطاغوت، وفي خدمة الاستكبار الذي نجح في تحقيق ذلك، وفي الحصول على ذلك.

 

نحن كأمة إسلامية نرى بكل وضوح– من يتأمل في الساحة اليوم- أنما تسعى إليه أمريكا، وما تسعى إليه إسرائيل هو هذا: السيطرة علينا في هذه المنطقة، والسيطرة على العالم، طموح الأمريكي هو السعي للسيطرة على بقية العالم البشري، بقية المجتمع البشري، والسعي للسيطرة على كل ما تحت هذا المجتمع البشري من مقدرات وثروات وخيرات، والاستغلال له، والسيطرة عليه، والاستحواذ عليه، والاستعباد لهذا الإنسان في أي بقعةٍ من بقاع المعمورة هذه، إنما في صدارة الموقف نحن كأمة إسلامية في المنطقة العربية في المقدمة؛ لاعتبارات هامة جدًّا تتعلق بحساسية وأهمية هذه البقعة الجغرافية، والحساسية تجاه مبادئ وعقائد هذه الأمة، التي لو عادت إليها بوعي يمكن أن تكون، بل لا شك أنها ستكون مبادئ تحررية، تحرر هذه الأمة، وتفيد في تحرير بقية الشعوب وبقية أبناء البشرية.

 

نحن عندما ننظر إلى المسألة من هذا المنظور ندرك- أيضًا- قيمة هذه المعركة وقيمة الموقف فيها، وأن المسألة مسألة هوية وحرية واستقلال، ونحن نخوض هذه المعركة من هذه المنطلقات الرئيسية، ونرى فيها معركةً مصيرية، إذا فرَّطنا فيها فرَّطنا بحريتنا واستقلالنا وهويتنا، وخضعنا لحالة من الاستعباد، والمسخ لهذه الهوية، والتطويع والتغيير الذي يساعد على تدجيننا وتحويلنا إلى أمة خانعة لأعدائها، وإلى مجرد قطيع من البشر، ليس له في هذه الحياة من دور، ولا من رسالة، ولا من قيمة، إلا أن يؤدي خدمةً لعدوه، وأن يشتغل ويتحرك في كل ما يمثِّل خدمة لذلك العدو، هذا ما يسعى إليه الصهاينة، هذا ما يسعى إلى الأمريكيون، هذا ما تسعى إليه قوى الطاغوت والاستكبار، المسألة هي هذه بكل ما تعنيه الكلمة، ولها كل هذه الأهمية، ولهذا هي تتجه إلى المنطقة بكلها، وما أرادوا من فلسطين إلا أن تكون قاعدةً ومرتكزًا لهذه الانطلاقة التي تتجه إلى المنطقة بكلها، وكل أبناء الأمة هم مستهدفون في هذه المعركة، وتتجه إليهم قوى الطاغوت بكل مؤامراتها، وبكل مشاريعها وأنشطتها العملية الشاملة، وتتحرك لتحقيق هذا الهدف تحت كل العناوين.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

يوم القدس العالمي 1439هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر