نحن نقول أن الابتعاد عن الواقع العملي, مسألة خطيرة جدًا في واقعنا الجهادي, من يعيش حالة فراغ, فراغ كبير في واقعه الحياتي, لا اهتمام بعمل, ولا انشغال بعمل, هذا يعيش حالة خطرة على نفسه, يؤثر هذا على زكاء نفسه, على اهتمامه, على علاقته بالله سبحانه وتعالى, وفي نفس الوقت الذي لديه اهتمام بالواقع العملي, لكن لا يصاحب هذا الاهتمام بالواقع العملي بالعمل , اهتمام بالهدى, حرص على أن يجعل من وقته ما يستفيد فيه من هدى الله, ما يسمع فيه لهدى الله, يعتبر أن العمل شغلة تشغله عن أن يكون له أي متسع من الوقت ليسمع فيه لهدى الله, يقرأ في ملزمة, أو يسمع شريط, أو يحضر جلسة, أو يسمع في مناسبة, هذه أيضاً غلطة أخرى. من يريد أن يعمل بدون أن يبقى عنده اهتمام بالهدى بحجة الانشغال بالعمل، ومن يعيش حالة فراغ، الكل في حالة خطر, حالة تقيدك عن الارتقاء, لا تتمكن من الارتقاء, لا في وعيك, ولا في التزامك, ولا في علاقتك بالله سبحانه وتعالى, في كل المسارات الإيمانية.
[من يرضى لنفسه أن يكون له خطّ معين لا يتجاوزه في إيمانه فهو من يرضى لنفسه بأن يظل تحت].
من يقف عند مستوى معين, مستوى معين من الوعي اكتفى به, واعتبر نفسه قد أصبح واعياً بما فيه الكفاية, مستوى معين من الالتزام, والعلاقة مع الله اكتفى به, لم يعد يسعى إلى المزيد, نتيجة هذا أن يضل تحت لا يرتقي أبداً, ومثلما قلنا مستجدات كثيرة, أحداث, متغيرات, يبقى في حدود معينة, ويتراجع إلى الوراء.
[وأن يظل دون ما ينبغي أن يكون عليه أولياء الله.]
المسيرة الإيمانية مسيرة حياة, ليست مسيرة شهر, أو شهرين, أو دورة, أو دورتين, أو وقت المرابطة, أو وقت الحرب, مسيرة حياة تستمر عليها في واقع حياتك, إذا لم يتوجه الإنسان هذا التوجه, يتحرك على هذا الأساس, سيظل دونما ينبغي أن يكون عليه أولياء الله, والواقع الواقع الإيماني مبني على أن يسعى الإنسان لأن يكون من أولياء الله, هذا شيء أساسي, شيء أساسي لكل مؤمن, يحرص على أن يكون من أولياء الله, بما وصف الله به أولياءه في القرآن الكريم.
إذاً الحالة هذه حالة التوقف عند مستوى معين من الوعي, مستوى معين من الالتزام, مستوى معين من التحرك العملي, هذه الحالة خطرة جداً, وستحول دون أن تنتقل إلى هذه الدرجة المهمة, درجة أن تكون من أولياء الله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
في ضلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول.
الدرس الأول
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 8/ربيع ثاني/1434هـ اليمن – صعدة.