مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

النار ألسنا نؤمن بها، والقرآن يعرضها دائماً، يصورها لنا في تلك الصورة البشعة، يتحدث عن طعام أهلها: شجرة الزقوم، يتحدث عن ثمر هذه الشجرة: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} (الصافات:65-67).

بعض الناس وجبة واحدة دسمة على أيدي أحد الناس الذي هو في طريق باطل تصده عن الحق وجبة واحدة دسمة يؤثرها ولا يخاف تلك الوجبات المرة الشديدة التي تغلي في البطون كغلي الحميم، يؤثر تلك الوجبة الدسمة على تلك الوجبات العظيمة في الجنة. على ماذا يدل هذا؟ أليس هذا يدل على ضعف إيمان؟ ضعف إيمان فيمن؟ في الله الذي يملك الجنة والنار، أي: أننا ننطلق مع الآخرين فنتعامل معهم كآلهة، بل وأصبحنا لا نعد الله في تعاملنا معهم كإله. الناس يخافون عندما يقول أحد: يجب أن يكون لنا موقف من إسرائيل من أمريكا، يجب أن نصرخ، يجب أن نحذر من أن يترسخ الرعب منهم في أوساط الناس، يجب أن نخاف من أن تسود كلمة: [إرهاب] فتصبح هي الكلمة التي تسيطر على أذهان الناس، فتصبح مبرراً سيئاً جداً أمام كل ولي من أولياء الله أن يضرب. يقول الناس: "إرهابي ما على أبوه".

عندما نقول: يجب أن نتحرك ونصرخ في وجه أمريكا وإسرائيل ونلعن اليهود، ونرفع ذلك الشعار في كل مكان. يقولون: "نحن نخاف من الدولة، الدولة ستقوم ضدنا، نحن سنكلف على الناس، الدولة ستضرب الناس" إذاً أنت لم تعلم أنه {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} خذ هذه قاعدة وهي القاعدة التي أعطاها محمداً (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كصمام أمان في كل موقف، متى ما برز الخوف أمامك فإنما يبرز كإله آخر، متى ما برزت المرغبات الأخرى لك لتتخلى فإنما تبرز كآلهة أخرى فاعلم أنه {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وتحرك هنا، اعلم أنه {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} واترك هذا، اعلم أنه {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وانطلق منها وهكذا. هذه قاعدة مهمة.

ولنعمل جميعاً على ترسيخ هذه في نفوسنا بشكل كبير من خلال تأملنا لكتاب الله سبحانه وتعالى، ومن خلال دروس متتابعة لا قيمة لأي حديث إذا لم نحاول بكل جهد أن نتولى الله؛ لأنها هي أول خطوة {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة:56) لا يمكن أن نتقافز على هذه واحدة، بعد واحدة حتى نصل إلى عند {حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} نتصور هذه. لا، واحدة .. واحدة: نتولى الله، كيف نتولى الله؟ حتى نرى أنفسنا عظيمي الثقة بالله، ثم انطلق إلى رسوله، ثم انطلق إلى الذين آمنوا، ثم ستصبح فعلاً أنت وإخوانك حزب الله، وستكونون أنتم غالبين.

بعض الناس، بعض الشباب متى ما تعلم وسمع من يقول: يا جماعة نحن يجب أن نتحرك، يجب أن نعمل، يقول: ماذا نعمل؟ خلونا (مدروسين كذا ..) لكن قل له: تعال اعرض لي وعيك، اعرض لي فهمك الإيماني، اعرض لي نظرتك إلى الدين ونظرتك إلى الحياة حتى أعرف بأنه قد ترسخ في داخل نفسك {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ} فمتى ما تعرضت لمصائب لشدائد ستكون هينة عندك؛ لأنها جاءت من آلهة أخرى لا قيمة لها عندك، ولأنها أشياء بسيطة لا أثر لها عليك في مقابل ما تخافه من الله الذي {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وهي جهنم، ثم المرغبات الأخرى.

أنت بعد لم تمر بمراحل فتجرب نفسك. مرغبات تعرض عليك، ومرهبات تعرض عليك حتى نعرف مدى تمكن {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} في نفسك وتترسخ معنى: {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} في نفسك.

وهكذا القرآن الكريم عندما يحدثنا كيف نكون أنصاراً لدينه هو يؤهلنا في الوقت نفسه، بدءًا من توليه هو، لأنها ثلاثة أشياء نمشي فيها بشكل واع في تولينا، تولينا لله، تولينا لرسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، تولينا للإمام على عليه السلام.

ولا نكن مستعجلين ونحن نحضر دروساً تُرسِّخ إيماننا بالله، نحن بحاجة إلى إيماننا بالله في كل مجالات حياتنا، نحن بحاجة إلى الإيمان بالله في هذا العصر أعظم من أي عصر مضى، حتى لا نكون عرضة للمضلين. وافهم، اجعل هذه عبرة أن يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أصحاب علم الكلام يعتبرونها من الأدلة على وجوب النظر، هو أن يصل إلى اليقين، وهل كان رسول الله لم يصل إلى درجة اليقين بالله؟! رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو عظيم الثقة بالله، يقينه بالله عظيم، لكن المسألة مهمة، المسألة واسعة الأعماق، واسعة الأعماق.

حاول أن تشغلها شهراً واحداً وانظر كيف ستصبح، حاول أن تأخذ ورقة في جيبك واكتب فيها: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وشغِلها شهراً وانظر كيف ستكون أنت أمام كل من يرغبك اعرض عليه واعرض على نفسك: {لا إِلَهَ إِلَّا هُوْ} وانظر كيف أنه لا أحد يستطيع أن يؤثر فيك أبداً. من يخوفك، من يرغبك، من ينصحك بأشياء أخرى قد تمسك بها لتعلم أنها بمثابة جيش لتشغل مشاعرك في كل مواقفك، في كل ميادين الحياة كلها: في مجال نصر دين الله، وفي مجال مقارعة أعداء الله، وفي مجال تحصين نفسك من أي ضلال.

افعل ذلك شهراً حتى تعرف أثرها، أو أسبوعاً واحداً تذكِّر نفسك بهذه {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. لأنه عادة حتى ربما بعد كل درس نجلس فيه لا يأتي نصف الليل إلا والإنسان قد هبط كثير من روحيته التي كان عليها وهو هنا أو هنا في هذا المكان أو في تلك القاعة، يهبط قليلاً [الأمبير] أي: أنها تحدث أشياء داخلية، يتوجه ذهنك إلى أشياء خارجية تؤدي إلى تأثير في هبوط معنوياتك وتأثيراتك النفسية من خلال ما سمعت، فلتشغل {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} تتركك على حالة سليمة مستقيمة.

ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لرسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (محمد: من ال آية19).

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر:23). صدق الله العظيم.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينور بصائرنا، وأن يرسخ إيماننا حتى نعلم أنه {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وأن تكون هي القاعدة التي ننطلق عليها في كل حياتنا، من منطلق الإيمان الصادق الراسخ بأنه {لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} حتى نرفض كل آلهة سواه في داخلنا، وفي خارج شخصياتنا، في واقع الحياة كلها من خلق الله أجمعين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(معرفة الله – الثقة بالله)

معنى (لا إلـــه إلا الله)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 5 / من ذي القعدة / 1422هـ

الموافق: 18/1/2002م

اليمنصعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر