لنعمل دائمًا على أن نرسخ في أنفسنا: لا إله إلا هو، كم كنا نقرأ آيات، نحن نقرأها جميعًا ونمر عليها مرور الكرام، نأخذ عبرة من هذه إذا كنا في هذه الجلسة يبدو وكأننا نريد أن ننطلق في حديث آخر [هذا شيء معروف لا إله إلا الله، ولا إله إلا هو]! فخذ عبرة من أن يخاطب الله نبيه محمدًا (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو من هو في معرفته بالله فيقول له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، لو علمنا ولو علم المسلمون معشار ما علمه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من أنه لا إله إلا هو لحلت المشكلة بكلها التي سببها أزمة الثقة بالله؛ لأن الله بدا لنا وكأنه ليس إلهًا، بل بدت آلهة أخرى نحن نأله إليها ونرفضه.
أصبحنا أسوأ من المشركين، أصبحنا في واقعنا في تعاملنا مع الله سبحانه وتعالى أسوأ من المشركين! كان المشركون يعبدون آلهة متعددة ويعدون الله واحدًا منها، فيرجوه ويرجوا هذا، ويرجوا هذا، وقد يكونون يرجون الله أكثر أما نحن أصبحنا في واقعنا - وهو الذي يدل على عدم ثقتنا بالله - أصبح عندما يقول الله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} (سـبأ: من الآية39) لا نثق به كما نثق بواحد منا عندما يقول: يا خبير اعطني ألف ريال وانا بَرده لك غد، أليس كذلك؟ أليس هذا يدل على أننا لم نعد نتعامل مع الله - تقريبًا - كإله إلا فقط نذكر مجرد اسمه شهادة على أنفسنا يعتبر حجة علينا يوم القيامة.
يعدنا الوعود الصادقة فلا نثق! لو يأتي علي عبد الله فيعدك يقول: تحرك وأنا وراءك ألست ستتحرك؟ لو يأتي فيقول لك: انطلق أنت وأنا وراءك ضد أمريكا وإسرائيل ألستم ستنطلقون بسرعة لتصرخوا؟ وتأخذوا بنادقكم وتتحركوا؟ لكن يقول الله، والله خائفين من علي عبد الله، خائفين من فلان، خائفين من فلان إذا ما تحركنا ضد اليهود والنصارى، يعني هذا ماذا؟ أن ثقتنا بالله ضعيفة أي أننا لم نعد نتعامل مع الله كما نتعامل مع علي عبد الله! أصبح علي عبد الله في الواقع هو إله بالنسبة لنا نخافه ونرجوه أكثر مما نخاف ونرجو الله! أليس هذا هو الواقع؟ حتى في مقام الرغبة وما أكثر، وما أكثر ما ينحرف الناس بالترغيب والترهيب وسببه هو أنهم لم يترسخ في أنفسهم أنه لا إله إلا هو.
إذا كان الله قد قال لك أنه يمكن أن يكون هواك إله، ما الذي سيعمل هواك أليس رغبات يشدك إلى رغبات معينة، هو نفسه ما يعمل الآخرون من خارج نفسك أنت تجعلهم آلهة عندما تخاف وترغب في مقابل ما خوفك الله منه ورغبك به، أليس الله هو الذي يملك الجنة، ونحن نؤمن بهذا؟ أليس هذا صحيحا؟ هو من يملك الجنة ونحن نؤمن بها، لكن متى ما أتت رغبات من آخرين من تجار، أو مسئولين، أو من أشخاص آخرين ننطلق وراءها ونترك الجنة ماذا يدل هذا عليه؟ يدل على أن إيماننا كله إيمان أجوف وسطحيات كلها هكذا، إيمان لا يتجاوز تراقينا لم ينزل إلى أعماق نفوسنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معرفة الله – الثقة بالله
الدرس الأول : معنى لا إله إلا الله
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 18/1/2002م
اليمن - صعدة