لكننا - بحمد الله له الحمد وله الشكر - عندما نعود إلى مسيرتنا نرى أن واقعنا واقعٌ مختلفٌ عن أولئك أصحاب الألقاب الفخرية. نحن عندما نطلق على شهدائنا هذا الوصف الإلهي وعندما نحتسبهم عند الله راجين منه أن يتقبلهم؛ فلأنهم فعلاً كانوا في خط الشهادة الخط الحقيقي من كل الاعتبارات، عندما نأتي إلى الدافع فهم انطلقوا في سبيل الله سبحانه وتعالى بدافع إيماني، الدافع كان دافعًا إيمانيًّا، استجابة لله، طاعة لله، رغبة فيما عند الله امتثالاً لأمر الله، لم يكن هناك أيُّ حافزٍ أو دافع غير إلهي، لم يكن هناك دافعٌ آخر أبدًا؛
لأنه في واقعنا العملي ليس هناك أمور أو اعتبارات أخرى يمكن أن تشكل حافزًا منذ البداية منذ بداية انطلاقة هذا المشروع القرآني العظيم.
لم يكن هناك إغراءات مالية ومادية حتى يكونوا منطلقين مندفعين متحركين مقاتلين من أجلها، وابتغاءً لها، وأملا ًفيها، وسعيًا وراءَها، لم يكن هناك شيء من هذا القبيل.