عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام ان نهضة و حركة وجهاد الامام زيد عليه السلام أعطت معرفة الأمة به من الايمان والوعي والرشد حتى لقب بحليف القرآن، وقام بحركة وثورة مهمة كونه في موقع القدوة والهداية وفي موقع استلهام الأمة باهداف عظيمة، منطلقا من منطلق غيرته على دين الله وكتاب الله ، يحمل الاهتمام والحرص لإنقاذ أمة جده عليه صلاة الله، تحرك الامام الشهيد وسعى لإعادة الأمة إلى المسار الصحيح بعد ان انحرف بها بني أمية، الذين لم يرعوا الحرمات و إنتهاك حرمة المقدسات، والإساءة لرسول الله صل الله عليه وعلى آله، و التشوية المتعمد للرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله بأشكال كثيرة، والتقليل من مكانته عليه الصلاة والسلام وعلى آله لصالح الولاة الجبابرة، بل وصل الحال لتكذيب النبي والتصريح بذلك، وكذلك الانتهاك لحرمة القرآن الكريم، و ابعدوا الأمة عن الارتباط بالقرآن الكريم، وعملوا على مسألة الاتباع من ذهنية الأمة وآثارها للان، وعملوا على تحريف المعاني، وهم بذلك ارتكبوا جريمة كبيرة بحق الأمة، ووصل ما فعلوه إلى الإعتداء على القرآن ورميه بالسهام، وانتهكوا حرمة الكعبة المشرفه ورميها بالمنجنيق لاحراقها بدون مبرر، والاستباحة لمكه وقتل الناس في المسجد الحرام والاستباحة للمدينة المنوره..
لقد استهدف بني اميه مئات الآلاف من أبناء الأمة، و ارتكبوا بحقهم جرائم التعذيب الوحشيه والمرعبة المتنافيه مع قيم الاسلام و الفطرة الإنسانية، وكذلك الاستئثار بالفي واموال المسلمين، وهم من اصلوا مدرسة الطغيان، وعلى ضوء ذلك كانت نهضة الامام زيد عليه السلام ضرورة دينية، وكان من عناوين ثورته البصيرة والجهاد، وهذا ما تحتاجه الأمة، البصيرة والوعي تجاة الواقع والإعداء والموقف والمسئولية تجاه الأعداء، البصيرة في الفهم الصحيح لدينها ومبادئها، والوعي بالمسئولية بالجهاد في سبيل الله بفهم صحيح والتحرك الصحيح في اطارها، وقد نقلت كتب التاريخ عن الإمام زيد الكثير من المقالات التي توبخ التفريط بالدين وتمكين الظالمين، وكان عليه السلام يمتلك العزم والإرادة للنهوض بمسئولياته الجهادية، وخرج بدون اي تردد مضحيا بحياته، محذرا الأمة من الخضوع للظالمين، وقد كسر حاجز الخوف والذل ومن بعد ذلك تغيرت حالة الأمة الإسلامية وكانت النتيجة الثورة العارمة للاطاحة ببني أمية..
من أهم الدروس من ثورة وتضحية الامام زيد عليه السلام مما قدمه لتبصير وتوعية الأمة، ان ندرك نحن مسئوليتنا من مواجهة طواغيت العصر، إنها مسئولية دينية والتزام إيماني، وهذا التحرك ضرورة واقعية لإنقاذ أنفسنا، وحالة الطغيان في هذا العصر التي تستهدف الأمة الإسلامية في دينها ودنياها، وعلى المجتمع البشري، وعلى رأسهم الامريكي والإسرائيلي واللوبي الصهيوني ومن يقف في صفهم، ونجد في زمن الطغيان في زماننا الإساءة للقرآن الكريم، وحملة شامله للتشوية بالقرآن والاسلام والتحريض المباشر وبنفوذ معروف في المجتمعات الغربية، لترسيخ حالة العداء الشديد ضد الإسلام ونبي الاسلام والقرآن الكريم وضد المسلمين بشكل عام ، وفي المجتمعات الغربية لم يعد هناك أي حرمة، وفتحوا المجال للإساءة لله ولرسله وانبيائه قاطبه، بكل أشكال الإساءة و التشوية لله ولرسله وكتبه، وهذا انقلاب تام في المجتمعات الغربية ، و المستثنى عندهم فقط هو الانتقاد لليهود، حتى بالاستناد للحقائق التاريخية او المعاصرة..
كل هذا يكشف مدى الظلال والانحراف داخل المجتمعات الغربية والامريكية ، ويكشف ان اللوبي الصهيوني هو الذي انحرف بهم، حتى لم يبقى مقدس الا هذا اللوبي، وهذا التوجه الذي يعبرون به هو العداء لكل ما هو مقدس، وهم بذلك يوجهون رسالة عداء للاسلام والمسلمين، فما هو موقفنا نحن كأمة إسلامية، وما يجب أن تكون ردة فعلنا..؟!! ، ولذلك نحن نعتبر ان الموقف الرسمي للدول العربية والاسلامية لم يرقى إلى الموقف المطلوب، والمفترض ان يكون هناك موقف حازم وحاسم، وهناك من تهرب من اتخاذ الموقف وهذا يكشف الخلل الكبير في الانتماء للاسلام، ووصل الحال بكثير من الحال لبعض الأنظمة للتهرب من اتخاذ موقف تجاه اقدس مقدساتهم، لا يمكنهم ان يكونوا أوفياء لامتهم، وسوف يفرطوا بكل الإعراض والبلدان، وهم يكشفون عن عدم اهليتهم وجدارتهم بموقع المسئولية تجاه امتهم ومقدساتها وبقية أمورها، وبقدر ما نراه من هذا التخاذل ان ندرك خطورة التفريط وان نتحرك بإتجاه الموقف الصحيح ولا نرهن ومواقفنا بمواقف المتخاذلين، ونحن نرى طغاة العصر يتحركون بكل وضوح حاملين لواء الرذيله والفساد وتضييع القيم ومكارم الأخلاق وتفكيك المجتمع البشري..
طواغيت العصر استهدفوا الأمة الإسلامية بالحروب والفتن ونهب الثروات والحرمان من الخيرات والتسبب في المعاناة ، وفي عالمنا العربي هناك فلسطين تواجه أبشع أنواع الظلم، وبشكل واضح ومكشوف، ومع ذلك يقف الغرب محاميا ومدافعا عن العدو الإسرائيلي، لقتل الشعب الفلسطيني والسيطرة على أرض فلسطين، بدعم كامل وتام من امريكا والدول الأوروبية، استهدفوا العالم كله وآخر ذلك ما يحدث في النيجر اليوم من قبل فرنسا ، وما يحصل في اليمن من عدوان شامل وحرب شامله باشراف أمريكي مباشر وتدخل بريطاني وتنفيذ سعودي واماراتي، احتلال لمساحة كبيرة من بلادنا سيطرة على مناطق الثروات والمطارات والموانئ والاماكن الاستراتيجية وحصار ظالم وجائر لشعبنا، و استهداف الاقتصاد الوطني، و يستمرون في الظلم، وامام كل هذا يجب أن نستلهم دورنا وواجبنا ومسئوليتنا للشعور الجهادي لمواجهة هذه المظلومية وان تحركنا يمثل مسئوليتنا، وعلينا أن ندرك الموقف الحق في فريضة الجهاد في سبيل الله والتحرك الجهادي الثوري من واقع الاحساس بالمسئولية في جميع المجالات الفكرية والسياسية و الاعلامية والثقافية وفي مقدمة المجال العسكري الذي يعتبر ضرورة لابد منها..
إن المسئولية الجهادية مسئولية ملازمة للايمان، وعلينا أن ندرك أهميتها كضرورة واقعية، والتحرك الصحيح اليوم هو التحرك الجهادي، وما حققه شعبنا من ثمرات الثبات وما حققه أحرار الأمة في فلسطين ولبنان، وكلما زادت نسبة الوعي كلما ارتقينا إلى وعد الله بنصر المؤمنين، وأمام الطغيان الذي يتحرك بها طغاة العصر الامريكي والصهيوني وأعوانهم من الغرب والعرب، فمواجهتم شرف لنا، وان لا يتمكنوا في اي جبهه من السيطرة علينا والاستعباد لنا، والتحرك والتحرر من هيمنتهم هو شرف كبير ومسئولية دينية تحافظ على شرفنا وكرامتنا، ونحن كشعب يمني محاصرين محتلين نواجه ذلك من منطلق إيماني وضرورة واقعية وواثقون بنصر الله، ولسنا في غفله عن مساعي الأعداء، ومشكلة السعودي والاماراتي وما قد كلفهم ذلك هو الخضوع لامريكا وبريطانيا، والامريكي حريص على استقطاع ما قد احتله منه، ولن نسكت على إستمرار هذا الوضع او ان يتصور السعودي والاماراتي انهم سينفذون مخططات امريكا وبريطانيا ونحن ساكتين، او الانتقال للخطه ب واستمرار الحصار و التجويع ونهب الثروة الوطنية وان يضيع مع الوقت كل شئ، هذا تصور خاطئ ولا يمكن ان يستمر وعلى العدو السعودي ان يعي هذه الحقيقة، و العواقب الوخيمه ستكون عليه، ولا يتصور ان يحاصر شعبنا ويشغل شعبنا بمشاكل داخليه وبتدخل سافر ومفضوح، فهذا لن يحقق له السلام و افتتاح مشاريع (نيوم) اطلاقا، فلا يمكن أن تمر هذه الأمور، وقد افسحنا المجال للوساطه بالقدر الكافي، وإذا لم يقلع السعودي عن اصرارة بالنهج العدائي لشعبنا، فإن موقفنا سيكون موقفا حاسما، ولسنا غافلين في هذه الفترة، ومستعدين ليحصل شعبنا الإستقلال التام، ولن نسكت، وطريق السلام واضحه ، وفي وضعنا الداخلي على الجميع أن يتحمل مسئوليته في التصدي للاعداء ، ولا زلنا نعاني من العدوان والحصار، وان تكون اولوياتنا واضحه، بالنسبة للجانب الرسمي فهناك الكثير من التغييرات الجذرية..