في محاضرة مع الدّعاة إلى الله يُفنّد السّيد رواية "كتاب الله وسنتي" في مقابل الحديث الصحيح "كتاب الله وعترتي", ويوضّح أنّ الحل في مقام الهداية هو التّمسُّك بالقرآن الكريم، وأهل البيت، كقيادة ومنهج، فيقول: (لذلك بعض الناس قد يقول: لا، كتاب الله وسنتي! نقول: فعلاً في ميدان العمل، ميدان العمل التشريعي الكتاب والسنة، لكن كل هذا الكلام يدور حول الكتاب والسنة، تفرقنا حول الكتاب والسنة، تباينا حول الكتاب والسنة، كل يدعي أنه على الكتاب والسنة، وأنه يعمل بالكتاب والسنة، وهناك ناس يقولون: نحن على ما عليه السلف الصالح وهو يقول لك: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي! ما هذا يحصل؟ يقول لك: نحن على ما عليه السلف الصالح) محاضرة مع الدعاة إلى الله.
ويوضّح السّيد المسألة أكثير فيبّين أنّ أهل البيت ليسوا مشرّعين, ولا الصحابة أيضاً فالتشريع هو في القرآن الكريم, وعلى يد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله), وأنّه في ميدان العمل التّشريعي يعتبر التّشريع حقيقة هو الكتاب والسُّنّة, لكن السُّنّة الّتي من الرّسول وقدّمها هو عمليّاً, وحركيّاً للنّاس كما سبق توضيحه فيقول: (التشريع حقيقة هو تشريع الكتاب والسنة، أهل البيت، الصحابة، ليسوا مشرِّعين، ليسوا مشرعين لذا موضوع حديث الثقلين يختلف عن القضية التي هي معروفة عند المسلمين أساساً لا يحتاج أن يقول فيها الرسول شيئاً، لو أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بهذه العبارة في هذا المورد, في هذا المقام في حديث الثقلين وقال كتاب الله وسنتي لما جاء بجديد ولما وضع حلاً، أليس كذلك؟.
هذه إشكالية قائمة، كتاب الله وسنتي لكن السنة هم مختلفون فيها، ولعبوا بها لعبة، إذاً من الذي على الكتاب والسنة نحن سنسأل؛ ليظهر لنا بأنه فعلاً نبحث عن ناس، والأمة كلها تبحث عن ناس، ما أطرف واحد منا سيقول: إذاً يا محمد من الذي سيكون على الكتاب والسنة، ألسنا سنسأل عن ناس؟ نريد يبين لنا من هم نمشي بعدهم؟ حتى لو قال رسول الله: كتاب الله وسنتي، أن أطرف سؤال با يجي من عند أي واحد مننا يقول: والله أما هذه ما وضع فيها الرسول حلاً، لأننا كلنا بين ندعي من الذي على الكتاب والسنة، سنسأل عن ناس نشتي نمشي بعدهم) محاضرة مع الدعاة إلى الله.
ومن خلال هذا الطّرح يتّضح لنا أنّه عندما يقول الرّسول "كتاب الله وعترتي" ليس المقام مقاماً تشريعيّاً, بل هو مقام هداية, وأعلام, وقيادة, وهذا المقام ليس مقام أن يقول فيه "كتاب الله وسنتي" على الإطلاق, لأنّ الله قد حسم المسألة من البداية عندما أمر في القرآن الكريم بطاعة واتّباع رسوله, وقرن طاعته سبحانه وتعالى بطاعة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله), يقول السيد: (رسول الله وضع الحل من البداية، (كتاب الله وعترتي) أما قضية الكتاب والسنة [فقد بتَّه القرآن] من البداية، هل يحتاج أن يقول للمسلمين الكتاب والسنة، وهذا الموضوع قد بته القرآن من البداية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾[الأنفال20] أليس هذا يعني أمر بطاعة الله وبطاعة رسوله، آيات داخل القرآن معروفة عند المسلمين من قبل، والآيات أقوى من الحديث, أن يأتي بحديث، في الأمر بالتمسك بسنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقتداء به جاء بها القرآن نفسه ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾[التغابن12] ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾[الحشر7] أشياء آيات كثيرة جاء بها القرآن ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾[النساء80].
وهنا عندما يتحدث عن طاعة الرسول ماذا يعني؟ أن نطيعه فيما أمر أي نطيعه في قوله، نلتزم بقوله، وبفعله، ونعمل أيضاً بتقريره، أليست هذه السنة على ما يقولون هم؟) محاضرة مع الدعاة إلى الله.
ويوضّح السّيد أنّ الرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قد حسم المسألة، ووضع الحلّ للأمّة عندما قال: "كتاب الله وعترتي", وأنّ هذا هو صمّام أمان للتّشريع نفسه، وعصمة للأمّة من الضّلال والإنحراف, والتفرّق ,والإختلاف, فيقول: (إذاً فالحل الذي تناوله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين هو الحل الذي سنسأله هو لو قال كتاب الله وسنتي، أو سنقول له هو حتى لو غادر الدنيا من دون أن يقول سنتي وترك المسألة على ما هي عليه، لماذا تغادر هذه الدنيا وأنت تعلم أن الأمة ستختلف، ولم ترشدنا إلى من نتبع؟ ألسنا سنقول من نتبع؟ أو سنقول ولم ترشدنا إلى ما نتبع، ما نتبع موجود القرآن مثلاً، لكن القرآن من جاء يفسره ومن جاء يقدمه بشكل آخر!.
لاحظوا في المسألة هذه بالذات، أليس من نحن نعتقد بأنهم في عقائدهم مخالفين، مخالفون للقرآن نفسه، هم الذين يطبعونه وينشرونه، أليس كذلك؟ هم في نفس الوقت يدعون بأنهم هم الذين يفسرونه، وأنهم متمسكون به، وأنهم، وأنهم أليس هذا حاصل؟ ونحن نشاهد بأنه غير معقول، غير معقول، أن يكون القرآن أن تكون عقيدتك هذه مستوحاة من هذا القرآن، أن تكون عقيدتك هذه التي هي تقوم على نسبة القبائح إلى الله، وتجسيم الله وتشبيهه، هي مستوحاة من القرآن، عقيدتك بالشفاعة لأهل الكبائر لا يمكن أن تكون مستوحاة من القرآن، إذاً ما هو أنت، ما هو أنت المتمسك بالقرآن، سنسأل رسول الله من هم؟ من هم الذين يكون التمسك بهم والسير في طريقهم والوقوف في صفهم أمان من الضلال؟ القرآن والعترة، وسماهم الثقلين، وهذا الحديث يعرف في أوساط الأمة بحديث الثقلين وهو حديث صحيح عند السنة والشيعة، إلا أنهم يكتمونه كما كتم بنو إسرائيل الحق وهم يعلمون، هذا الذي حصل) محاضرة مع الدعاة إلى الله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.