أيضاً أوجّهُ نُصحي كنُصحٍ لبعض القوى التي سقطت في حبائلِ الإغراء السعودي والإمَارَاتي وفي حسابات خاطئة، البعض من الإخوة في الجنوب، والبعضُ من المكونات التي تاهت وفق حسابات وإغراءات واعتبارات خاطئة، والله خاطئة، أوجه نُصحي إليها لأن تراجِعَ موقفَها وأن تتأمَّلَ في هذا الواقع من حولها، ما عليه الوضع اليوم يكفي أن تتضحَ لكم الحقيقة، هذا العدوانُ وعلى رأسه الأَمريكي وفيه السعودي والإمَارَاتي، كلهم، لا الأَمريكي ولا البريطاني ولا السعودي ولا الإمَارَاتي، كلهم لا يريدون لكم أيَّ خير، لا يهمهم أنتم على الإطلاق، لا يهمهم اعتباراتُكم، عناوينُكم التي تتذرّعون بها في الوقوف في صَفّ هذا العدوان، وفي المشاركة في صف هذا العدوان على أهل بلدكم وضد شعبكم، لا يهمهم أنتم على الإطلاق، ما الذي فعلوه اليوم في الجنوب، هل هناك دولة؟ هل هناك أمن مستتب؟ هل هناك خدمات متميزة؟ هل حوّلوا عدن مثل دبي وأبو ظبي، أَوْ الرياض أَوْ جدّة؟ أم أنهم يجعلون منها بؤرةً للقوى التي تتصارع فيها على الدوام وتقتتل فيها كُلّ يوم، أم أنهم حوّلوها إلى بؤرة مليئة بالمشاكل، المواطن فيها مسحوقٌ ومظلوم ومعاني، لا هو تحقق له أمن ولا استقرار، ولا رفاهية في العيش، ولا أي شيء، مبهذل مثل بقية اليمنيين وأقسى، ما هو الوضع عليه اليوم في أبين؟ وضع غريب في الجنوب بكله وفي المناطق الشرقية بكلها، وضع حوّلوا فيه هذه القوى التي ناصرتهم من الداخل اليمني ووقفت في صفهم وارتزقت معهم إلى عصابات أشبه ما تكون بعصابات المافيا، ويدخلونها في صفقات، تارة يقوون هذا الفصيل على هذا، ويمكنون هذا من هذا، يطردون هذا من هذه المنطقة، يعطونه في يوم من الأيام منطقة أُخْــرَى مقابل صفقة أن يقاتل معهم هنا أَوْ هناك، ولم تبق القضيةُ بالنسبة لهم وفق النغمة التي كانت تعجبكم في الجنوب لبعض الوقت لبعض الجنوبيين أقول، فقط لبعضهم، نغمة الجنوب وما جنوب، لا، لا يهمهم، هو يريدك أنت سواءٌ أكنت من الجنوب أَوْ كنت من الشمال، كنت من شرق البلاد أَوْ من غربها، يريدك أن تكونَ دُمية يحَـرِّكُك أينما يشاء ويريد، لا يهمه قضاياك وعناوينك ومشاكلك والأشياء السياسية التي كنت تتحدث بها وتتصور أنك قد استغفلت العالم وضحكت على العالم كله، وقد أتوا كلهم يعاونوك ويتبرعوا معك ويهتموا بك وغاروا عليك غارة من كُلّ أطراف الأرض، ليست المسألة على هذا النحو أبداً، ولهذا ما الذي يفعلونه اليوم، هم يقولون يا أيها الجنوبي تعال من الجنوب، أنت كنت ترفَعُ شعار الجنوب، تعالى من الجنوب إلى هناك، إلى أقصى الشمال لتقاتل في حدود نجران، وتكون كجنوبي فداء للعسكري السعودي، تجعل من نفسك أنت ترسا له، تحميه وتفديه بروحك، وتقتل فداء له، فداء للنظام السعودي، لم تبق القضية قضية جنوب، ويذهبون بك إلى المخاء، ويذهبون بك إلى تعز، ويذهبون بك إلى مناطق أُخْــرَى، لتقتل فداء لهم، ليست المسألة اليوم مسألة حسابات لكم أنتم.
يا أيها الذين دخلوا في حالة العمالة والارتزاق، أنتم بنظر أولئك والله لستم بنظرهم إلا دُمَىً، يعتبرون أنهم تملكوا هذه الدُّمى بالمال، يعتبرون أنكم لهم، أن الأمر فيكم لهم، ليس الأمر لكم أن تقرروا أَوْ تأمروا، فكروا في أنفسكم، تأملوا في واقعكم، هل لكم أمر؟! أم أنكم المأمورون وهم الآمرون، هم الذين يحددون المساراتِ والأولويات والمعركة هنا أَوْ هنا، ويذهبون بكم إلى هنا أَوْ هنا، ويدفعون بكم، وأحيانا يسجنون البعض منكم، في السجون السعودية، اليوم معتقلون سُجنوا؛ لأنهم لم يقاتلوا كما يرتضي منهم النظام السعودي، أَوْ أنهم تراجعوا في معركة ما، يُسجَنُ في السعودية ويُأدب وهو يمني، لم يعد يشعُرُ لا بهُويته ولا بانتمائه، وكأنه عَبدٌ لأولئك، إن أطاع لهم فبالتي هي أحسن وإن لم يطع عاقبوه وأخذوه على ذلك.
تأملوا جيداً اليوم، هم يعتبرونكم دُمَى تملّكوها، وتملكوا قرارَها وأمرَها، لا أمرَ لها ولا إرادةَ ولا استقلالَ ولا حرية، يحَـرّكونكم لضرب بلدكم، ومعاداة أبناء شعبكم، خير لكم أن ترجعوا إلى حضن الشعب، واللهِ أشرفُ لكم، والله أشرفُ لكم من أن تبقوا عبيداً بأيدي أولئك، عبيداً لا قرار لكم ولا أمر لكم، كونوا شركاءَ في شعبكم ولا عبيداً ودمى مُستَغلين في أيدي أعداء بلدكم وأعداء شعبكم، أعتقدُ أن الواقعَ الحاليَ وفي الظروف القائمة ما يكفي لكم، وأذكركم أن تتأمّلوا كيف يتعاملون معكم، هل يتعاملون معكم بأكثر من هذا، كلا، يأمرونكم ويضغطون عليكم، يوقف المرتبات أحياناً، يا الله، يذهبُ بك إلى الميدان، لم تصلوا إلى شيء من مآربكم السياسية، ولن يكونوا معكم بأكثر من أن يشغلوكم في مستوى حساباتهم وأَهْـدَافهم والله المستعان.
أسألُ اللهَ سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى أن يرحَمَ شهداءَنا الأبرارَ برحمته وأسألُهُ سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى أن ينصُرَ شعبَنا المظلومَ، وأن يشفيَ جرحانا وأن يفُــكَّ أسرانا، إنه سميعُ الدعاء.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في خطابٍ بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد/1438هـ: