النظام في هذه المرحلة يعتمد على عدة وسائل ليحافظ من خلالها على بقائه ووجوده, وليستمر من خلالها في تسلطه وهيمنته, من هذه الوسائل: استعمال المال لشراء الذمم, ومعروف كيف يفعل من أجل أن يهيأ لمظاهرة كبيرة في صنعاء, كيف يوزع الكثير من الأموال على ضعاف النفوس الذين يشتري منهم مواقفهم, وما أسوأ الإنسان, ما أسوأ الإنسان حين يكون في مستوى أن يكون رخيصاً إلى هذا المستوى, البعض يُشترى منه موقفه بعشرة آلاف, البعض بخمسة آلاف, البعض بأربعين ألف, إن الدنيا بكلها لا تساوي شيئاً في أن يبيع الإنسان نفسه, الإمام علي (عليه السلام) يقول: ((اعلموا أنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها)).
ما أسوأ الإنسان أن يناصر الظالمين, وأن يقف مع الظالمين, مع ما توعد الله به الظالمين, ومن يقف في صفهم؛ لأن من يقف في صف الظالمين وينصرهم ولو بكلمة, ويشهد لهم موقفاً يكون فيه نصرة لهم هو شريك لهم في كل ظلمهم, شريك لهم في كل جرائمهم, وهو عند الله محسوب منهم ظالم, ومصيره مصير الظالمين, والموقف منه الموقف من الظالمين, وهذا ما هيأت الحالة السائدة من الابتعاد عن الإيمان, خلقت حالة من الهوان لدى الكثير من الناس, فصاروا يبيعون أنفسهم بشيء من الحطام, وما يخسرونه أكثر حتى من الدنيا؛ لأن ما سيتحقق للشعب عندما يزول هذا النظام في دينه وفي دنياه, وفي دنياه, هو أكثر بكثير مما يحصل عليه مثل تلك الحثالة من الناس والضائعون من الناس من مال يسير تجاه موقف خطير جداً هو جريمة وهو إساءة إلى هذا الشعب, إساءة إلى هذا الشعب المظلوم, ما يتحقق هو الكثير, الثروات الكثيرة التي ينهبها ويسرقها النظام الجائر من النفط ومن غيره من ثروات هذا الشعب هي كثيرة, هي كثيرة جداً وهي كافية لأن يعيش أبناء هذا الشعب عيشاً كريماً, وفي رغد من العيش, وعيشاً كريماً بعيدين عن التسول, وعن بيع المواقف, وعن بيع الذمم.
إذاً أيها - الإخوة الأعزاء - هذه وسيلة من الوسائل التي يعتمد عليها النظام في بقائه: شراء الذمم, وشراء المواقف, والعمل على استقطاب المزيد من الأنصار ليلتفوا حوله, وهناك واجب كبير على الجميع تجاه نصح الجميع, نصح هذه الفئة التي يستقطبها النظام, الناس الذين يشتريهم, يشتريهم لنصرته, يشتريهم لأن يقفوا إلى صفه, يشتريهم لأن يسدوا الفراغ الذي خلفه استيقاظ الكثير من الناس, واستشعارهم للمسؤولية, وموقفهم المشرف والكريم.
الإنسان في هذه المرحلة أمام خيارين: إما أن يكون في صف الحق، في مواجهة الظلم كريماً عزيزاً, موقفه مع الله واستجابة لله, أو أن يكون في صف الباطل يعيش مهاناً, يُشترى بأبخس الأثمان, وبئس - والله - الثمن الذي تكون نتيجته جهنم والعياذ بالله.
الوسيلة الثانية التي يعتمد عليها النظام: الترهيب والتخويف، فما حالة القمع، وما قتل المتظاهرين والمعتصمين في صنعاء وتعز وعدن والحديدة ومناطق أخرى إلا وسيلة يحاول من خلالها أن يعيد الخوف, حاجز الخوف الذي كان سائداً يريد أن يعيده من جديد وهو فاشل, وهو فاشل بحمد الله.
وكما نلاحظ خلال هذه الفترة بعد كل عدوان يقوم به النظام الجائر نرى حالة من التصميم والاستمرار, ومزيداً من العزيمة, ومزيداً من الإصرار على الموقف, وهذه حالة إيجابية يعيشها شعبنا هذه الأيام, هذه الحالة حالة إيجابية, أصبح بوسيلة القتل والتخويف والعدوان لا يحقق هدفه في أن يجعل أبناء الشعب يتراجعون عن موقفهم, يتراجعون عما هم عازمون عليه من الإصرار على إزالته وإزاحته؛ لأن هذا النظام لو استمر - أيها الإخوة الأعزاء - سيكون في المستقبل أخطر منه مما كان في الماضي, وأسوأ منه مما كان في الماضي, أكثر ظلماً, وأكثر تسلطاً, وأكثر هيمنة, وأشد قسوة, وأطغى وأسوأ وأقسى وأظلم, هذا ما سيكون.
إذاً هذا - أيها الإخوة - يفرض علينا جميعاً, على جميع أبناء شعبنا أن يكونوا أكثر تصميماً, ويثقوا بالله مع التصميم ومع الإرادة, مع المزيد من الصبر, مع الصدق مع الله سبحانه وتعالى, مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى سيتحقق لهم النصر والعزة؛ لأن الله سبحانه وتعالى مع عباده المستضعفين عندما يتحركون في مواجهة الظلم, لكن المطلوب هو المزيد من الصبر, والمزيد من الإرادة, والمزيد من العمل, والمزيد من الجهد, وهو بالنتيجة سيوصل إلى النصر, وهذا النظام مفلس, وهو في حالة إرباك كبير حالياً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للشهيد
1432هـ.