[وأنت جندي تنطلق في سبيل الله سترى كم ستواجهك من دعايات تثير الريب تثير الشك في الطريق الذي أنت تسير عليه، تشوه منهاجك وحركتك أمام الآخرين، دعايات كثيرة، تضليل كثير ومتنوع ومتعدد، وسائل مختلفة ما بين ترغيب وترهيب].
أهم سلاح يعتمد عليه الأعداء, يعتمد عليه أهل الضلال, كل فئات الضلال والباطل, اليهود, النصارى, الفرق المضلة الموالية لأعداء الإسلام وتحسب نفسها على الإسلام, مثلما حال الوهابية, مثلما حال من يسمون أنفسهم بالإصلاح, فرق وفئات كثيرة, تعتمد بشكل أساسي في مواجهة الحق على الدعايات, الدعايات المتنوعة, الدعايات الباطلة, الدعايات المشوهة, الدعايات المشككة.
بيعتمدوا اعتماد رئيسي وأساسي على الدعايات لغرض التشويه, ولغرض التشكيك, ولغرض الحرب النفسية وحالة الإرباك, نحن الآن في هذه المسيرة نواجه نواجه بشكل رئيسي بحرب دعائية لا تتوقف أبداً. يعني: من يعرف كيف بينشطوا الأعداء في المحافظات الأخرى؟ على سبيل المثال في تعز هذه الأيام سيارات محملة بمنشورات فيها أكاذيب, دعايات, أباطيل, تنزل وتوزع تلك المنشورات بين الناس, في صنعاء, في المحافظات الأخرى, آلاف الكتيبات المطبوعة والمزينة المليئة بالأكاذيب تنشر, أكاذيب ودعايات تشوه, بعضها تحت عناوين مذهبية, بعضها تحت عناوين سياسية, بعضها افتراءات متنوعة, فواحدة من الوسائل منشورات ومطبوعات يقومون بنشرها في المحافظات الأخرى.
أيضاً على مستوى القنوات, على مستوى مواقع على الإنترنت, على مستوى كل الوسائل التي بأيديهم صحف وغيرها, نشاط مكثف لتشويه هذه المسيرة, وخصوصاً مع قلق الأعداء من انتشار وتوسع العمل, فهناك جهد كبير للتشويه في الواقع, ليجعلوا من عملية التشويه المسبقة في كثير من المناطق عائق كبير أمام انتشار هذه المسيرة وتوسعها أكثر, هذا جانب.
في نفس مجتمعاتنا هناك استهداف كبير من خلال نشر كثير من الدعايات, سواء حتى من خلال النشاط الاستخباراتي, عناصر تشتغل بشكل مباشر, ليس فقط الاكتفاء مثلاً بقنوات فضائية أو مواقع أو صحف, عناصر, وأشخاص, تنتشر بين أوساط الناس وحتى بين أوساط المجاهدين, بين أوساط كثير من المجتمعات لنشر دعايات معينة, واستغلال لأي ثغرة, لأي تصرفات يمكن أن تستغل لأنها تصرفات مشوهة, أو فيها خلل يمكن أن تستغل, هذه قضية أساسية.
الأعداء بيركزوا على هذا وليس هذا بجديد حتى في مسيرة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وحركته الرسالية, كان هناك جهد كبير من جانب الأعداء لمواجهة الإسلام بالدعايات, دعايات على الرسول نفسه, دعايات عليه قالوا عنه أنه ساحر, نشروا هذه الدعاية حاولوا أن يقنعوا الناس بها, نشروا عليه دعاية أنه مجنون, وحاولوا أن يقنعوا الناس بها, نشروا دعايات أخرى شاعر, كذاب, إلى أخره.
دعايات تتعلق بالقرآن الكريم نفسه, على أساس إبعاد الناس عن القرآن الكريم, قالوا أساطير الأولين, حاولوا أن يعمموا هذه الدعاية وأن يقنعوا الناس بها, دعايات متنوعة ومتعددة بشأن القرآن, بشأن الإسلام, كدين بشكل عام, ثم حركة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) استغلال في كل ظرف, في كل مرحلة, هذا على مستوى الكافرين.
على مستوى المنافقين أيضاً, من أهم ما نعرفه ونستفيد منه من خلال القرآن الكريم, الحركة الدعائية للمنافقين داخل المجتمع الإسلامي, كانت دعاية كثيرة, وواجهها القرآن بقوة, حديث واسع في القرآن الكريم, القرآن الكريم واجه الأسلوب الذي يعتمد عليه الكافرون, والأسلوب الذي يعتمد عليه المنافقون أسلوب الدعاية واجهه بحرب شديدة جداً حرب إعلامية, تستند إلى الحق والحقائق, وفضح واقع الأعداء, وكشف زيفهم وإظهارهم على حقيقتهم, وفي نهاية المطاف كان المنتصر هو الحق هو الهدى.
عندما يستندون ويعتمدون هم على الأكاذيب, نحن بحمد الله وبفضله كأتباع للحق كمتمسكين بالقرآن لدينا ما نقول بحق, بحق لا نحتاج إلى أن نعتمد على الكذب, مثلما يعتمدون هم, أو على اختلاق دعايات لا . لدينا من الحقائق ما يكفي, إنما كيف نمتلك القدرة والكفاءة لتقديم ما لدينا من حقائق, سواء في الدفاع عن الحق الذي نتحرك على أساسه, أو في كشف واقع الأعداء, القرآن الكريم واجه أسلوب الدعايات من جانب الأعداء في اتجاهين: اتجاه دفاعي, دفاع عن الحق, ودفاع عن رموزه, دفاع عن منهجه, وكذلك أسلوب هجومي, كشف لواقع الأعداء, لواقع ما هم عليه من باطل, وزيف, وظلم, وظلام, وطغيان, وإجرام, وأفكار سيئة, وأباطيل كثيرة.
ونجد في القرآن الكريم كيف كان القرآن الكريم يسجل ويقدم ما يقولون, ما يقول المنافقون ثم يرد عليهم ويفضحهم ويهاجمهم, يعريهم ويكشف ما هم عليه من باطل, بطريقة عززت الهزيمة واليأس في قلوب الأعداء, بل نجد أن الله قال عن القرآن الكريم مخاطباً للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}, وجاهدهم به جهاداً كبيرا, سلاح فتاك هدى الله القرآن الكريم سلاح قوي, سلاح على المستوى الإعلامي, على مستوى الحجة والدليل, سلاح قوي يهزم الأعداء ويكشف ما هم عليه من باطل, ما هم عليه من زيف.
عندما نأتي إلى الأسلوب الذي يعتمدون عليه حالياً في مواجهة هذه المسيرة تجد يشتغلون في اتجاهات متعددة, التركيز على تقديم أكاذيب عن المنهج الذي ننتمي إليه, عن منهج هذه المسيرة, مثلاً يقدمون افتراءات وأكاذيب على أساس أننا نعتقدها, أو نسير عليها, أو ما شابه, أو نقولها, وهي مما لا يقال, أو كذلك يعتمدون على نقل وقائع مزيف, مفبركة لا أساس لها, يدّعون على المجاهدين ارتكاب جرائم معينة, وأفعال معينة, تصرفات معينة مشوهة, لا أساس لها أبداً.
عندما نأتي نحن لنواجه الأسلوب الدعائي, نحتاج أولاً أن نكون نحن فيما نحن عليه من الوعي, فيما نحن عليه من الاستيعاب, والفهم للحق, والثبات عليه, والارتباط بهدى الله سبحانه وتعالى, على مستوى عال, لا نتأثر نحن, ثم نقدم للناس من الهدى والحق, ونواجه أسلوب الأعداء الدعائي, بما يكون فعلاً مقنعاً للناس, وبما يكشف زيف الباطل, ودعايات المنافقين والكافرين , هذا جانب مهم.
من يتابع صحافة الأعداء, مواقعهم على الإنترنت, كتاباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي, ونشاطهم الدعائي بين الناس, في قرى, في مدن, في مناطق كثيرة, المنشورات التي توزع, يلحظ فعلاً أن هناك حملة دعائية كبيرة.
كيف تواجه الحملة الدعائية؟. الحملة الدعائية لا يمكن أن تواجهها ببندق, ولا بمدفع, ولا برشاش, يعني: لا تكفي خبرتك القتالية في مواجهة العمل الدعائي, تحتاج إلى الوعي, تحتاج إلى الثقافة القرآنية, تحتاج إلى الكفاءة, والقدرة اللازمة التي تتحرك من خلالها بتقديم هذا الحق إلى الناس, وهو مقنع, وهو مؤثر, وهو سيزيح ما لدى الأعداء من باطل, وسيزهق باطلهم, هذا جانب مهم جداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.