مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مع بدء العدوان السعودي الإماراتي بغطاء ودعم أمريكي ومباركة إسرائيلية وتآمر أممي وخيانة من الدّاخل، انتظر البعض سقوطا سريعا لأحرار اليمن، وان ينهار الشعب اليمني الحرّ ويستسلم في وجه المخطط اليهودي الّذي تنفّذه أيادٍ عربيةٍ آثمة للأسف!

 

كم سمعت وسمعتم، كما قرأت وقرأتم عبارات من منافقين ومنافقات تحمل اليأس والقنوط، وتدعو إلى التّخاذل والاستسلام بحجّة أنّه من العار على من يقاتلون المعتدين دفاعا عن دينهم وإنسانيّتهم وأرضهم وأعراضهم وأعراض الآخرين أن يواجهوا تحالفا يملك من العتاد ما لا قبل للأحرار بالتّصدي له، وأنّه من العبث خوض حرب دون غطاء جوّي، وأنه مما يغيظ أن لا نتمكن من توجيه أي ضربات مباشرة لدول العدوان، وكم هو عظيم أن نرجع إلى القرآن الكريم الذي ينسى كثيرون منّا ــ خصوصا نحن من ندّعي انتماءنا للمسيرة القرآنيّة ــ أن يعودوا إليه فينشغلون بالتّحليلات التي يعمل على فبركتها عملاء اليهود وأذنابهم لتخويف النّاس، فيذهبون بعيدا! ولو عادوا إلى الله وإلى الرّسول وإلى علم الهدى القائم من آل محمّد لوجدوا ما يشفي صدورهم وتقرّ به عيونهم وتطمئن قلوبهم له وتفرح به نفوسهم التي أرهقوها بسعيهم وراء تحليلات لا جدوى منها ولا طائل من ورائها.

 

كان بالإمكان أن يخرسهم أي متحدّث أو متحدّثة (أو كاتب...) بقول الله سبحانه وتعالى:

 

(وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ)

 

 (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)

 

(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

 

[سورة آل عمران 168،167،166]

 

وقد أثبت الواقع وأثبتت الوقائع بالفعل أنّ الّذين قعدوا تمّ استهدافهم؛ وما جريمة الصالة الكبرى إلا نموذج ومثال من أمثلة عِدّة على أن الجميع مستهدفون، وأن الموت يأتي عندما يحين الأجل الذي قدّره الله تعالى سواء هربت إليه أو هربت منه.

 

ومنذ ذلك الوقت ــ بداية العدوان على اليمن من قبل تحالف نجد وإسرائيل ــ والسيّد القائد يحذّر دول العدوان والمنافقين الموالين لهم بأن الردّ سيكون شديد الوطأة عليهم، موجِعا حدّ الضجيج لكثرة صراخهم وعويلهم، وأخذ يهتم بالعمل على صنع سفينة النّجاة التي تشبه سفينة نوح "عليه السّلام" والتي سخر منه الكافرون المستكبرون من قومه حينذاك تماما كما فعل هؤلاء حاليا، وإلى ذلك الحدث يشير القرآن الكريم في الآية (38) من سورة هود بقول الله عزّ وجلّ:

 

 (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)

 

وبنفس ذلك اليقين استمرّ العمل وعندما فار التّنور (تمّ إعداد صواريخ يختلف مداها عن بعضها البعض، وطيران مسيّر بمختلف أنواعه) أحسّ المعتدون بالخطر وحاولوا اللجوء إلى الامم المتّحدة كما لجأ ابن نوح إلى الجبل ظنّا منه أنه سينجيه، ولو أدرك الأعراب الأشد كفرا ونفاقا حقيقة المواجهة لعلموا أنه (لا عاصم اليوم من امر الله إلا من رحم).

 

حلّق كروز عاليا وعندما نظر إلى فريسته فسال لعابه شوقا إلى التهامه فانقضّ عليه في هجوم كاسح ليجرحه جرحا بالغا تركه ينزف حتى الموت، وفي حين ظنّ محمد بن سلمان (المهفوف) أنّ ذلك آخر المطاف حاول جاهدا إنقاذ المطار قبل الاحتضار إلا أن الطيران المسيّر ــ الذي شبهه المعتدون بألعاب الإنترنت في بداية الأمر ــ شعر بالغيرة من كروز؛ فبادر إلى الإجهاز على المطار الذي ظنّ أهله أنهم قادرون عليه، وما علموا أن الله تعالى قد أذن للمجاهدين المؤمنين أن يذيقوا الغازي الذليل مرارة الحسرة على مطار لم ولن يكون الهدف الأخير بإذن الله تعالى الذي زفّ كتابه الكريم البشارة العظيمة بأنه هو سبحانه من يرمي العدو لا نحن :

 

 (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

 

[سورة اﻷنفال 17]

 

ولا يزال العدوّ الجائر الظالم الغاشم الجبان، الناكث للعهود، المستبيح للحرمات، يعاني من هول الصدمة التي تركته ينوح نوح الثكالى، ويستجدي المساعدة من الشرق والغرب.

 

كل ذلك لم يكن بقوّتنا ولا بقدراتنا، بل هي سنّة من سنن الله تعالى:

 

   (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)

 

[سورة اﻹسراء 16]

 

ننتظر بإشفاق وخوف من عذاب الله وبأسه، ولينتظر آل سعود وآل نهيان وآل مكتوم ودول الاستكبار التي تستخدمهم لمصلحتها نهاية ما بنوه من نظام عالمي أُسّسَ على البغي والفساد والعُهر السياسي، وليعلموا يقينا أنّهم إن ظنّوا واهمين بانّهم قد أحاطوا بنا وطوّقونا من جميع الجهات فإنّنا نؤمن بالله سبحانه وتعالى، ونردّد في ثقة قوله تعالى:

 

  (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ)[سورة البروج 20]

 

وختاما: لا زلت اتذكّر عندما كنت أقرأ قول الله تعالى:

 

(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [سورة آل عمران 140]

 

وقوله تعالى:

 

(وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)[سورة النساء 104]

 

كان البعض ينظر إليّ شزرا، ويرد ساخرا متهكّما: لقد غسلوا دماغك!

 

اليوم أقول لهم مرة أخرى ما كنت أقوله لهم حينذاك:

 

نعم.. لقد غسلت الثقافة القرآنية دماغي فزالت عنه أدران الضلال والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى وسننه واحكامه حتى صرت أرى يقينا أن ما وعد الله سبحانه وتعالى به في القرآن الكريم هو الحقّ المبين، وما دونه الباطل

 

   (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [سورة اﻹسراء 81]

 

..

 

دمتم في رعاية الله.. وإلى اللقاء في رحلة قريبة بإذن الله تعالى في حدائق وبساتين القرآن الكريم لنقتطف منها أطيب الثّمار، ونستمتع بأزكى عطور الهداية والوعي. 

ــــــــــــــ 

بقلم/ عبدالفتاح شمار


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر