من القواعد المهمّة, والأسس الثّابتة في فهم القرآن الكريم والإهتداء به أن تكون لدينا قناعة تامّة أنّ بيّناته كاملة وواضحة كما تبيّن في ما سبق, وأنّ ما على الإنسان إلاّ أن يهيئ نفسه للإستماع والإتباع فقط, لأنّ منطق الإستنباط الذي ساد في ثقافتنا, وقدّم على أساس أنّ على الإنسان أن يقرأ قواعد, وأصول, وآليات معيّنة حتّى يتمكّن من الإستنباط, والبحث داخل آيات القرآن الكريم غير صحيح على الإطلاق, فآلية الفهم الصحيح للقرآن والإهتداء به تأتي عبر القراءة والإستماع بتأمّل وتدبّر, وعن طريق الأعلام الذين يصطفيهم الله سبحانه وتعالى, وجعلهم قرناء وورثة لكتابه القرآن الكريم, وهذه هي سنّة ثابتة من سنن الله في الإهتداء, يقول السّيد: (هكذا يتكرر في القرآن الكريم موضوع، نحن نقول في كثير من آيات الله: أن هذه القضية هامة داخل القرآن الكريم، أن الله يقول للناس: إن بيناته كاملة، وواضحة؛ فليتبعوا، وليستمعوا، ليست بحاجة إلى أن يبحثوا، يستنبطوا، يبحثون لهم عن آليات، ثم يستنبطون! ما معنى البحث والاستنباط، والأشياء داخله، ما هو المنطق الذي ساد فيما بعد في ثقافتنا العلمية؟ تقرأ من أجل تستطيع أن تستنبط! تقرأ أشياء أخرى - مثلاً - أصول فقه، من أجل أنك تستنبط! هنا يقول: الموضوع قدم بالشكل الذي لا يحتاج منك أي عناء سوى أن تتبع، تستمع وتتبع.
فهذه تعتبر قاعدة هامة، وكما هو واضح أيضاً داخل القرآن الكريم، وقد تحدثنا بالأمس حول بعض الآيات: أن هذه سنة من سنن الله سبحانه وتعالى، أنه يقدم هداه كاملاً، وبيِّن، يقول في القرآن الكريم: بأنه كتاب مبين، يسمي فقراته هذه آيات بينات، يأتي الخطأ فقط من جانب أن لا يفهم الإنسان كيف موضوع الهدى من أساسه، هذا الهدى الذي قدم للبشر على أي أساس هو, ولهذا يأتي الخطأ أن كل واحد عنده أنه هو، هو، يفهم كل ما داخل هذا القرآن، والقضية من أساسها هي ليست بهذا الشكل، الله سبحانه وتعالى كما قال في آيات أخرى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾(السجدة: من الآية13)، و﴿لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً﴾(الرعد: من الآية31) وعبارات من هذه، لكن موضوع الهدى هذا هو قدم على أساس بناء أمة؛ ليكونوا جميعاً قوامين بالقسط.
عندما تتصور بناء أمة معناه: أن الإنسان، كل واحد يعتبر لبنة في بناء، لبنة في بناء، سيفهم من ظاهر القرآن الكريم أشياء كثيرة جداً تساعده على أن يلتزم، في نفس الوقت عليه أن يعرف أن مهمة البناء، بناء هذا الكيان، مهمة إقامة هذا الدين، عندما يكون الإنسان هو عبارة عن لبنة في بناء، لإقامة الدين معنى هذا أنها مهمة كبيرة جداً، فيجب أن تعرف بأن هناك مواضيع كثيرة أخرى هي مبنية على هذا الأساس، على أساس ماذا؟ أنها تقدم بالشكل الذي لا بد أن يكونوا أمة واحدة، أن يكونوا كياناً واحداً، أن يكونوا كتلة واحدة) سورة الأعراف الدرس الثامن والعشرون من دروس رمضان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.