فالإساءة إلى المقدسات، واحتلال المقدسات، والسيطرة عليها من الأعداء يشكِّل خطورةً كبيرةً على دورها الحقيقي، والتهديد إما تهديد وجودي بالكامل عليها، مثلما يفعله البعض من أعداء الأمة، ومثل الخطر الصهيوني على مقدسات الأمة في فلسطين، حيث يتعرض المسجد الأقصى الشريف للخطر، واحتمال مساعيهم لهدمه بالكامل، وتدميره بالكامل، فتهديد وجودي، وتهديد للدور نفسه، وأحياناً قد يكون التهديد لطبيعة هذا الدور الذي أراده الله لتلك المقدسات ولتلك المعالم التي جعلها في أرضه، مثلما يفعل النظام السعودي، الذي يحول هذا الدور إلى دور محدود ويؤطره، ثم يحول المسألة إلى مسألة استغلالية، فيستغلها لأشياء كثيرة: استغلال سياسي، وإعلامي، وتضليلي، واستغلال اقتصادي من خلال الدخل والعائد المادي الهائل جداً الذي يأتي له من خلال تلك المقدسات.
القرآن الكريم عندما يحدد الدور الحقيقي للمقدسات الإسلامية، وفي مقدمتها أكبرها قداسةً، وأعظمها أهمية وهو المسجد الحرام، هو يعطينا وعياً؛ لأن القرآن كتاب هداية، وعياً يحصننا فلا نستغل ولا نتأثر تجاه عملية الاستغلال التي تستغل في عملية التضليل للناس، تقديم صورة غير صحيحة، مثلاً: البعض ينظر للنظام السعودي مهما فعل، مهما كان ولاؤه لأمريكا، مهما كانت علاقته مع إسرائيل، مهما اعتدى، مهما ظلم أبناء الأمة وتآمر عليهم في أقطار كثيرة، مهما فعل في عدوانه على اليمن، أنه طبيعي كل ذلك، وأنه مغفورٌ له كل ذلك، وأنه على الحق في كل ما يفعل، لماذا؟ لأنه مسيطر على المسجد الحرام وعلى مكة المكرمة؛ وبالتالي فليفعل ما يريد، ومن يعارضه فهو معارضٌ للإسلام، هذه الدعاية التضليلية يفنِّدها القرآن الكريم وينسفها نسفا؛ لأنه يقدِّم لنا رؤيةً صحيحة، ويبين لنا كيف كان المشركون قبل النظام السعودي، وقبل غيره، قبل قوى الضلال،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
يوم الفرقان (8) قوى الشرك والإجرام والصد عن المسجد الحرام.
المحاضرة الرمضانية الخامسة والعشرون: 1441هـ 18-05-2020م.