بقلوب حزينة يعتصرها الألم، وأعين تذرف الدمع حزناً وفقداً، لعمق الجرح الكبير، وهذا المُصاب الجلل، بقلوب مؤمنة أبية، ورؤوس شامخة علية حضر الأباة رغم الأسى وعظيم الجراح، في مسيرات حاشدة ملأت ساحات العزة والحرية والنصر اليماني، إحياء لأول ذكرى سنوية لشهادة الرئيس، والتي حضرها كل رجالات اليمن الأبية، الرافعة لسلاح البندقية
خرج الأحرار لتجديد العهد والقسم في الوفاء لرئيسهم الشهيد (صالح علي الصماد) الذي أسر كل القلوب لصدقه وإخلاصه والتي أكرمها بعظيم تضحياته، حين آثر بروحه على أبناء شعبه وبلده وبوفائه لهم قدم أغلى ما لديه في سبيل الله وسبيل عزتهم وكرامتهم واستقلالهم.
وفي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس المجاهد صالح الصماد، خرج اليمانيون بالملايين لإحياءِ ذكرى رئيسهمُ الشهيد ليبادلونه الوفاء بالوفاء، وتعبيراً منهم بصدق الحب والولاء، والعهد بمواصلة درب الجهاد والعطاء، وتأكيدا على السير في ذات الطريق الذي مضى عليه رئيس الشهداء، والذي اختطه بقاني الدماء، تجسيدا لمصداقيته في التمسك بالهوية والانتماء.
خرج رجال اليمن الأحرار إلى ساحات الولاء والفداء، لإحياء هذه المناسبة المؤلمة على قلوب كل الشرفاء، والتي حضرها رجالات الوطن الأوفياء وكل الفئات والشخصيات السياسية والعُلمائية والثقافية والاجتماعية وكل الأحرار من أبناء هذا الوطن المحبين لهذه القامة الإيمانية والهامة الوطنية التي استهوت كل الأفئدة الطاهرة، وسكنت في عمق القلوب الطاهرة.
في حضرة الشهيد الصماد احتشد الملايين في ساحات وميادين النصر اليمانية، وجاؤوا ليستحضروا شهيدهم ويستذكروا عظمة ومواقف ومناقب رئيسهم الشهيد، حضر الملايين من كل حدب وصوب لإحياء مآثره واستذكار مناقبه وجهاده وتضحياته وبذله وعطائه، ليستلهموا منها كل معاني الرجولة والبطولة والوفاء والفداء وصدق التولي والانتماء.
في حضرة الرئيس الشهيد وقف الرجال وعيونهم تناظر الصماد وهو في عليائه، ليبادلهم منها نظرات العشق والاشتياق، يناظرونه وأرواحهم تعانق روحه، وجوارحه الشريفة الطاهرة تحاكي جوارحهم المُحبة الصادقة.
خرج الملايين في كل الساحات والميادين في كل من صعدة الصمود، وتهامة الوفاء، وفي صنعاء الشموخ والإباء، خرج الأحرار والشرفاء بكل توجهاتهم ليعلنوا للعالم أجمع بأن شهيدهم ورئيسهم الصماد حي في ضمائرهم، وباقٍ بينهم بإبائه وصموده وبذله وعطائه، ولكي يوجهوا رسالة للأعداء بأن جميع اليمنيين كلهم صالح الصماد، وأن غياب الصماد ليس إلا غياباً جسدياً، أما روحه وفكره ونهجه ومشروعه فلا يزال مخلدا فيهم، ومُجسداً فيهم قولاً وفعلاً بأيادٍ تحمل البنادق لتحمي الوطن، وآيادٍ تبتكر وتصنع وتنجز وتبني البلاد.
وليؤكدوا أن غياب الرئيس الشهيد الصماد ما زادهم إلا عزماً من العزم الذي زرعه فيهم، وثباتاً من ثبات إيمانه الذي علمهم، وشجاعة من شجاعته، وصمودا من صموده، وأن الشعب سيبقى في حالة إعداد واستعداد، وتصعيد واستنفار طالما استمر عدوان المعتدين وسيبقى اليمن كما عهده المعتدون مقبرة لكل الغزاة والمحتلين.
ــــــــــــــــ
بقلم / نوال احمد