الإسلام هو الدين الإلهي، هو رحمة الله، هو وحي الله وهديه، هناك أزمات في واقع المسلمين نتيجةً لعملاء أعداء الأمة، ونتيجةً لبعض الانحرافات عن هذا الإسلام وعن هذا الدين العظيم، وعن تعاليمه الأساسية، ونتيجةً للاستهداف لهذه الأمة، الموروث الاستعماري، والتأثيرات السلبية للاستعمار الغربي على الأمة الإسلامية، وما فعلته تلك الأنظمة وتلك الدول بحق أمتنا الإسلامية هو أيضاً واحدٌ من الأسباب الرئيسية لأزمات المسلمين ومعاناتهم، ماذا فعل الاستعمار الفرنسي في الجزائر وحدها؟ أسوأ صفحة مقيتة سوداء تعبر عن الطغيان والإجرام تلك الصفحة السوداوية للاستعمار الفرنسي للجزائر.
إن من أهم أسباب معاناة المجتمع البشري في كل الأمم والشعوب، في شرق الأرض وفي غربها، وفي شمالها وفي جنوبها، من أهم الأسباب ما تمارسه دول الاستكبار في الغرب، وعلى رأسها أمريكا، وذيلها إسرائيل، من سياسات استكبارية وإجرامية واستعمارية بحق الشعوب والأمم في هذه الأرض، بحق المجتمع البشري كافة؛ لأنهم يستهدفون القيم والأخلاق والمبادئ الإلهية؛ لكي تتيسر لهم وتتهيأ لهم السيطرة على المجتمع البشري.
أما النسخة التكفيرية في واقعنا الإسلامي فالذي يدعمها، والذي يحتضنها، والذي يساندها هو أولئك، هي أمريكا، هي فرنسا، هي دول الغرب من تدعم التكفيريين بشكلٍ واضح، من الذي وقف مع التكفيريين في اليمن وهم يعتدون على الشعب اليمني؟ اليس هو تلك الدول التي هي يعجبها أن يكونوا هم من يقدم نفسه ممثلاً عن الإسلام؛ لكي يشوه الإسلام؟ فهم هم في الغرب من يدعمون التكفيريين، ويقفون إلى جانبهم، ويساندونهم لهدفين: ليضربوا بهم المسلمين من جهة، ويفتكوا بالمسلمين من خلالهم من جهة، والمسلمون في مختلف شعوب وبلدان العالم الإسلامي هم الأكثر معاناةً وتضرراً من الإجرام التكفيري، ومن جهةٍ أخرى لتشويه الإسلام.
ولذلك تدخلت أمريكا وتدخل معا حلفاؤها ومن معها ممن يدور في فلكها في الغرب والشرق لمساندة التكفيريين في سوريا، وفي اليمن… وفي بلدانٍ أخرى، وأصبحت المسألة مكشوفة وواضحة، معترفاً بها حتى من ترامب ومن مسؤولين أمريكيين، ومسألة واضحة جدًّا، فهم لا يمثلون الإسلام في وحشيتهم وإجرامهم وأساليبهم، التكفيريون اليوم هم صناعة أمريكية غربية، والمخابرات الغربية بما فيها الفرنسية هي تساهم في رعايتهم والاهتمام بهم، ودعمهم بأشكال مختلفة من أشكال الدعم، فليسوا من يعبر عن الإسلام.
الإسلام هو إرث الأنبياء بكلهم، هو إرث موسى وإرث عيسى وإرث محمد، هو إرث إبراهيم، هو إرث نوح… هو إرث كل الأنبياء “صلوات الله عليهم”، هو عقيدتهم ومنهجهم وأخلاقهم وقيمهم الإلهية التي أوحى الله بها إليهم، ونحن في يمن الإيمان والحكمة منهجنا، مشروعنا، مسارنا هو هذا الدين العظيم، هويتنا هي هذه الهوية الإيمانية، قدوتنا وأسوتنا وقائدنا وحبيب قلوبنا هو رسول الله محمد “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، والمنهج الإلهي هو منهج الحرية الحقيقية، وهو أيضاً المنهج الحضاري الراقي، وهو أيضاً منهج العزة والاستقلال والكرامة والإباء، عليه نحيا، وعليه نموت، وعليه نبعث- إن شاء الله- يوم القيامة بالفوز العظيم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في افتتاح الفعاليات والأنشطة التحضيرية لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1441