عبدالمنان السنبلي
أن يستمرَّ العدوّ الصهيوني في اعتداءاته وخروقاته في كُـلٍّ من جنوب لبنان وقطاع غزة؛ فهذا ليس جديدًا عليه، وإنما هو أمر متوقَّع منه ومجرَّب من قبل.. لكن السؤال الذي يطرح نفسَه هو: لماذا يفعلُ ذلك فقط في جنوب لبنان وقطاع غزة بينما لا يقوم بالأمر نفسه في اليمن..؟
هل لأنه لا يولي هذه الجبهة اهتمامًا..؟
أم لأنه يستبعد المسافة بينه وبين اليمن..؟
أم لأنه يخشى ردة الفعل اليمنية..؟
أم لأنه لم يعد يشاء أن يشن عدوانًا على اليمن..؟
أم لِمَــــــــــــــاذا يا ترى..؟
الإجَابَة بصراحة: لا..، ليس أيًّا من ذلك كله..
يؤكّـد على صحة هذه الإجَابَة «نتنياهو» نفسِهِ، والذي يطلُعُ للمرة الثانية، وفي أقل من شَهرٍ، بِتَصريحٍ يتوعد فيه اليمن ويحذر من خطورة تنامي قدراته العسكرية على كيانه الأزرق..
طيّب.. أين المشكلة..؟
لماذا، يعني، لا يستمر هذا الكيان الأزرق في استهداف اليمن على غرار ما يقوم به في غزة ولبنان..؟
والإجَابَة هي: لأنه ببساطة يدرك جيِّدًا أن الاستراتيجية المتبعة والمعمول بها في غزة ولبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار لا يَنْفَعُ تطبيقها في اليمن لأسباب واعتباراتٍ معروفة ومعلومة للجميع ليست محل النقاش الآن..
وهذا، بالطبع، لا يعني ـ مَثَــــلًا ـ أنه قد قرّر أن يتجاهل اليمن أَو أن يغفلَ عنه، أَو أن يخرجَه من حساباته..؟
بل بالعكس؛ فرغبةُ هذا الكيان المجرم في الانتقام من اليمن قد تفوقُ في حجمها أضعافًا مضاعفة رغبتَه في الانتقام من غزةَ ولبنانَ وحتى إيران..!
كُلُّ ما في الأمر فقط هو أنه مُستمرٌّ بالعدوان على اليمن بطريقة مختلفة تمامًا عما يقوم به في غزة ولبنان، ووفق استراتيجية تتناسب والحالة اليمنية..
استراتيجيةٌ تقوم على أَسَاس نظرية الطَّبْخِ على نار هادئة، والتي قد لا تظهر نتائجها وآثارها بصورة فورية وآنية أَو على المدى المنظور..
وهذا ما يتطلب منا نحن اليمنيين الإعدادَ والاستعدادَ على أَسَاس هذه الاستراتيجية لا على أَسَاس استراتيجية الطَّبْخَاتِ السريعة المعمول بها في غزة ولبنان والقائمة على أَسَاس الاعتداءات والخروقات المُستمرّة والمتكرّرة..
فكما أنهم يعدُّون ويَطْبُخُونَ لنا على نار هادئة، علينا أن نعد لهم وَنَطْبُخَ على نار هادئة أَيْـضًا، الأمر الذي يتطلَّبُ منا مزيدًا من المثابرة والعمل والجُهد والصبر والتركيز لا التواكل أَو التراخي والاسترخاء..
علينا أن ندرُسَ هذا العدوّ، كيف يفكِّر، وبأية عقلية يحسبُ الأمورَ حتى نتمكّنَ من فهمه جيِّدًا وفك الشفرة التي توصلنا إلى معرفة ما يعده لنا، ونتعامل على هذا الأَسَاس لا على أَسَاس ما يمارسُه في مناطق أُخرى..
عندها لا «نتنياهو»، ولا ألف ألف «نتنياهو» مثله بمقدوره أن ينالَ منا ومن شعبنا ولا بعد ألف عام..
فالهِمَّةَ الهمة والجِدَّ الجِد يا رجالَ الرجال.





.jpg)

