مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بمثل ما تشدنا مسألة الهجرة إلى استذكار الرسول "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، ورسالته، وما بذله من جهود في هداية الناس، وإنقاذ المجتمع البشري، وفي مقدمته العرب آنذاك، فرسالة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هي رحمة، رحمةٌ للعالمين جميعاً، وفي المقدمة للمجتمع العربي؛ ولذلك قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: الآى107]، لذلك تشدنا هذه الذكرى إلى الرسالة الإلهية، بأهميتها، وعظمتها، وحاجتنا إليها في كل زمانٍ ومكان، فهي إرث الرسل والأنبياء، وخاتمة الرسالات، والمشروع المنقذ الإلهي للعالمين جميعاً، وقد تجلَّت عظمة الرسالة الإلهية في حركة الرسول "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" بها، وأثمرت جهوده وجهود المسلمين الذين نصروه، وجاهدوا معه، في الانتقال بالعربي آنذاك من حالة الضياع التي كانوا فيها، من شركٍ، وجهلٍ، وأميةٍ شاملة، وخرافةٍ، وشتاتٍ، وفرقةٍ، وانقساماتٍ، وَتَدَنٍ في الأخلاق والقيم... إلى غير ذلك، وحالة الظلمات، ظلمات الجاهلية، والضلال المبين، الانتقال بهم من كل ذلك إلى النور والهدى، فنقلهم ليكونوا أمةً مُوَحِّدةً وَمُوَحَّدةً تحت راية الإسلام، ورائدةً في المجتمع البشري، وحاضرةً في الساحة العالمية بما يميزها، من نور الإسلام، ومبادئه، وقيمه، وأخلاقه، ومشروعه الحضاري العظيم.

وقد كانت هجرة النبي "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" من مكة، بعد اليأس من المجتمع القرشي، وإكمال المهمة للدور المكي في مرحلته تلك، إلى المدينة، حيث الأنصار من الأوس والحزر، القبيلتان اليمانيتان، بما حظي به الأنصار من مؤهلاتٍ بالدور العظيم، والشرف الكبير، في الاحتضان للرسالة الإلهية، وحمل راية الإسلام، وقد بيَّن الله في القرآن الكريم المؤهلات الراقية للأنصار، للقيام بذلك الدور المهم والعظيم في النهوض تحت راية الإسلام، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: الآية9]، صَدَقَ اللهُ العَلِي العَظِيم.

وقد جمعت هذه الآية المباركة المؤهلات الضرورية للنهوض بالمشروع الإلهي، المتمثل بالرسالة الإلهية، بالإسلام والدين الإسلامي العظيم، وهي مهمةٌ، ولابدَّ منها لأي مجتمعٍ ينهض بالإسلام وتحت راية الإسلام، في أي زمان، وفي أي مكان:

  • وفي بداية هذه المؤهلات، في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}:

كان من الملفت هو هذا التعبير: أن يقول: {تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}، فكأنهم سكنوا إلى الإيمان، واستوطنوه واستقروا فيه كما سكنوا في ديارهم، وهذا يُعبِّر عن الانتماء الإيماني الراسخ المتمكِّن، الذي لا تزلزله الشدائد ولا الإغراءات، فلا يتغيرون بفعل الشدائد عن انتمائهم، وعن ثباتهم، ولا بفعل الإغراءات والعوامل المؤثرة الأخرى، وهذه مسألةٌ مهمةٌ جداً، عبَّرت عنها الآية المباركة بهذا التعبير:  {تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}، فكأنهم سكنوا في الإيمان واستوطنوه، واطمأنوا إليه كما يطمئن الإنسان ويستقر في داره، وهذا شيءٌ مهمٌ جداً، فتميّزوا بانتمائهم الإيماني الثابت، الراسخ، المتمكّن، الذي جمع ما بين التزام العبادة والتزام المسؤولية، وليس مثل انتماء البعض من الأعراب، الذين حكى الله قصتهم في (سورة الحجرات): {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات: من الآية14]، فكان هناك فارق بين هذين النموذجين:

  • نموذج يُعبِّر القرآن الكريم عن مدى انتمائه الإيماني، وثباته، ومصداقيته في الانتماء الإيماني، بهذا التعبير العظيم، الذي يعبِّر بشكلٍ جلي عن مستوى الرسوخ، والثبات، والتمكُّن، والاستقرار.
  • وعن تلك الحالة التي هي حالة كلامية، ولكنها بعيدة عن المصداق الواقعي للإيمان.

فانتماؤهم- بالنسبة للأنصار- انتماؤهم الإيماني كان يجمع بين التزام العبادة، والتزام المسؤولية، والمناصرة، والجهاد، والتضحية؛ فحملوا الإسلام كمشروع، ورسالة، ومسؤولية، وعملوا لإقامته، لإحيائه، لرفع رايته.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

كلمة ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية

الأحد 1 محرم 1446هـ 7 يوليو 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر