عندما نعود إلى القرآن الكريم، نجد أنَّ الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" أثنى بعظيم الثناء على الشهداء، ووعدهم بالوعد العظيم، والأجر الكبير، والمنزلة الرفيعة، وهذا يلفت نظرنا إلى الأهمية الكبيرة للشهادة، وهذه الأهمية مرتبطةٌ بإحياء الروح الجهادية في الأمة؛ لأن هذه الأمة تحتاج إلى أن تتحرك في سبيل الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" لإحياء فريضة الجهاد في واقعها، ارتبط عز هذه الأمة، مجد هذه الأمة، كرامتها، حريتها، استقلالها، منعتها، قوتها، كل هذا ارتبط بإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى"، بدون الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" تذل الأمة، وتهون الأمة، وتضعف الأمة، وتتشتت الأمة، ويقهرها أعداؤها، ويغلبها أعداؤها، ويستذلها ويستعبدها ويقهرها أعداؤها.
الجهاد في سبيل الله هو نَظْمٌ لجانبٍ مهم في واقع الأمة، فالمجتمعات البشرية تعيش في واقعها حالة الصراع، حالة النزاع، حالة الاختلاف، والشر موجودٌ في واقع البشر، هناك أشرار، هناك خلافات، هناك أطماع، هناك من يتحركون من أبناء المجتمع البشري وهم يحملون عقدة البغي، والعدوان، والطغيان، والاستكبار، ويمارسون الظلم، ويشكِّلون خطراً وتهديداً على أمن المجتمعات البشرية، على السلم في المجتمع البشري، وبدون أن يتحرك الآخرون الذين ينتمون إلى الخير، ينتمون إلى الإيمان بالمبادئ الإلهية، والقيم الإلهية، والقيم الفطرية والإنسانية، بدون أن يتحركوا هم أيضاً في إطار مسؤولياتهم المقدَّسة، مسؤولياتهم العظيمة، وفقاً لسنَّة الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى"، التي عبَّر عنها الله في القرآن الكريم بقوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}[البقرة: من الآية251]، بدون أن يتحركوا، هم يفسحون المجال نتيجة لتخاذلهم لجبهة الشر، للمجرمين، للطغاة، للأشرار المجرمين، السفاحين، السفاكين للدماء، وينتج عن ذلك مآسٍ كبيرة، وكوارث رهيبة، ومظالم خطير جدًّا في واقع الناس.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1445